وزيرة خارجية ألمانيا تؤكد وحدة الاتحاد الأوروبي بعد تصريحات ماكرون عن تايوان

آخر تحديث: الخميس 13 أبريل 2023 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

حاولت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على هامش زيارتها الحالية للصين، تبديد الانطباع بوجود خلاف أوروبي في ضوء التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا عن الصراع حول تايوان.

وعلى هامش زيارتها لمدينة تيانجين الصينية الساحلية، قالت السياسية المنتمية لحزب الخضر اليوم الخميس إن ماكرون "أكد أمس مرة أخرى أن السياسة الفرنسية الخاصة بالصين تعكس بالضبط السياسة الأوروبية الخاصة بالصين".

ورأت الوزيرة الألمانية أنه رغم الاختلافات داخل الاتحاد الأوروبي، تكمن القوة في "أننا عندما يتعلق الأمر بالقضايا المحورية الخاصة بمصالحنا وقيمنا لا نكون قريببين من بعضنا البعض وحسب، بل نتبع أيضا مسارات استراتيجية مشتركة".

كان ماكرون دعا في تصريحاته التي أدلى بها بعد زيارة للصين إلى انتهاج أوروبا سياسة خاصة بها فيما يتعلق بتايوان، بعيدا عن اتباع المسار الأمريكي أو الصيني، وأكد أن أوروبا عليها أن تنأى عن الصين والولايات المتحدة بنفس القدر.

وفي إشارة إلى زيارة ماكرون لبكين، أكدت بيربوك أن الوجود المشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي معا في الصين كان بمثابة "إشارة مهمة للغاية".

وأعربت بيربوك عن اعتقادها أنه نظرا لأن دول الاتحاد الأوروبي لديها سوق داخلية مشتركة، فإنه من غير الممكن أن تتبنى هذه الدول "مواقف مختلفة بخصوص أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي" ألا وهو الصين "وخصوصا بالنسبة لألمانيا"، وقالت إن الحكومة الألمانية لا تنسق مواقفها بنفس القوة مع أي شريك آخر في الاتحاد الأوروبي "كما تفعل مع أصدقائنا في فرنسا".

في الوقت نفسه، حذرت بيربوك من أي تصعيد عسكري في مضيق تايوان نظرا لما قد يترتب عليه من تداعيات عالمية بالنسبة لسلاسل التوريد.

وقالت بيربوك إن الاتحاد الأوروبي أوضح منذ بعض الوقت أن الصين شريك ومنافس ومنافس منهجي، مشيرة إلى أن من غير الممكن تقييم الصين اليوم بمعايير الأمس، مضيفة أن من المؤكد أيضا أنه لا يمكن تجنب " هذه القوة العالمية الناشئة التي يبلغ عدد شعبها مليار شخص والتي تعد واحدا من أكبر شركائنا التجاريين" بل إنها رأت أن من الضروري تعزيز التبادل لاسيما لصالح الناس والموظفين والاقتصاد.

واعتبرت بيربوك اعتماد بلادها في بعض المجالات على الصين أمرا غير صحي، وقالت إن هذا "لا يعني فك الارتباط لكنه يعني تقليل مخاطره وأن ندرك أن من الممكن لتبعيات اقتصادية أن تخلق أيضا مخاطر"، ونوهت إلى أن الأمن الاقتصادي يعد لهذا السبب قضية محورية في استراتيجية الصين التي تصيغها الحكومة الألمانية حاليا بتعاون وثيق مع الشركاء الأوروبيين.

وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، قالت بيربوك إن " مصلحتنا القصوى في إنهاء الحرب الروسية بشكل عادل" ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه فعل هذا " ودولة لها أكبر تأثير على روسيا وهذه الدولة هي الصين".

وزارت بيربوك شركة فلندر لتصنيع علب التروس لتوربينات الرياح في مدينة تيانجين لأخذ فكرة عن ازدهار مصادر الطاقة المتجددة في الصين. ويعمل لدى شركة فلندر أكثر من 8000 شخص في كل أنحاء العالم ولها مقار في أوروبا والولايات المتحدة والهند والصين.

كما زارت بيربوك مدرسة من مدارس مبادرة (باش) لشركاء المستقبل والتي تعد واحدة من شبكة تضم أكثر من 2000 مدرسة على مستوى العالم تولي أهمية خاصة لتدريس اللغة الألمانية وتحظى بدعم من الخارجية الألمانية ومؤسسات ألمانية مثل معهد جوته وهيئة التبادل التربوي.

وخلال الزيارة أخذت بيربوك فكرة عن أمنيات الشباب الصيني حيث قال أكثر من نصف الدارسين في الصفين الثاني والثالث الثانوي إنهم حصلوا على موافقة تتيح لهم الدراسة في إحدى الجامعات الألمانية.

وردا على سؤال عما أو عمن يفكرون فيه عندما يرد ذكر ألمانيا أمامهم، قالت طالبة إنها تفكر في هذه الحالة في كرة القدم بينما قال زميل لها إنه يفكر في هذه الحالة في الفن والثقافة في برامس وفاجنر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved