واشنطن بوست تستعرض القدرات العسكرية الإيرانية

آخر تحديث: السبت 13 أبريل 2024 - 5:13 م بتوقيت القاهرة

 هدير عادل

 في الوقت الذى تسود فيه حالة من الترقب لهجوم إيراني محتمل على إسرائيل، رداً على استهداف الأخيرة القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الحالي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير مطول القدرات العسكرية الإيرانية.

• تقديرات حول الرد الإيراني

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تقديرات المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين ترجح أن رد طهران على قصف القنصلية سينطلق من الأراضي الإيرانية.

وبحسب "واشنطن بوست"، هذا ما فعله الإيرانيون بعد اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني عام 2020، حيث أطلقت إيران صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، وإصابة أكثر من مائة جندي أمريكي.

وقال مسئولون إسرائيليون إنهم سيردون على أي هجوم تشنه إيران بهجوم مضاد، وهو ما قد يثير المزيد من الأعمال الانتقامية من إيران وربما تتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه توجد فرصة لأن يجر صراع مماثل الولايات المتحدة، بالرغم من أن واشنطن أوضحت أن لا علاقة لها بهجوم دمشق.

وفي حين من المتوقع أن تشن إيران هجوما على إسرائيل، قال مسئولون أمريكيون وإيرانيون، يوم الجمعة، إنهم لا يتوقعون استهداف الولايات المتحدة أو جنودها. وفي أي حال، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم "ثابت" لإسرائيل حال وقوع هجوم إيراني. وبحسب "واشنطن بوست"، يقول محللون إن خصوم إيران، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل، تجنبوا شن ضربات عسكرية مباشرة على إيران على مدار عقود، لعدم رغبتهم في التورط مع الجهاز العسكري المعقد لطهران.

وبدلاً من ذلك، انخرطت إسرائيل وإيران في "حرب ظل" طويلة عبر هجمات جوية وبحرية وبرية وسيبرانية، واستهدفت إسرائيل سراً منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، وقتلت قادة عسكريين وعلماء.

وقال أفشون أوستوفار، الأستاذ المساعد بشئون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية والخبير في الشئون العسكرية الإيرانية إن "هناك سبب لعدم ضرب إيران. وهذا ليس لأن خصوم طهران يخشونها، بل إنهم يدركون أن أي حرب ضدها هي حرب خطيرة جدا".

• ما هى القدرات العسكرية الإيرانية؟

وبحسب تقييم سنوي أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العام الماضي، فإن القوات المسلحة الإيرانية بين الأكبر في الشرق الأوسط، مع وجود ما لا يقل عن 580 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وحوالي 200 ألف من الاحتياط المدربين والمقسمين بين الجيش النظامي والحرس الثوري. ويمتلك كل من الجيش والحرس الثوري قوات برية وجوية وبحرية نشطة منفصلة، حيث يتولى الحرس المسئولية عن أمن الحدود الإيرانية.

وتضطلع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بعملية تنسيق تلك الفروع وتضع الاستراتيجية العامة.

ويندرج ضمن الحرس الثوري أيضا فيلق القدس، وهي وحدة نخبة تتولى مسئولية تسليح وتدريب ودعم شبكة الفصائل الموالية لإيران في شتى أنحاء الشرق الأوسط وأبرزها حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية هو المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي له القول الفصل في جميع القرارات الكبرى.

وفي حين لا تعتبر الجماعات الموالية لإيران جزءاً من قواتها المسلحة، يقول محللون إنها تعتبر قوة إقليمية حليفة – مستعدة للمعارك، ومدججة بالسلاح وموالية أيديولوجياً – ويمكن أن تهب لمساعدة إيران حال تعرضها للهجوم.

وقال فابيان هينز، الخبير في الشئون العسكرية الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "مستوى الدعم وأنواع الأنظمة التي قدمتها إيران للأطراف من غير الدول غير مسبوق حقاً فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية والكروز".

وأضاف: "يمكن أن ينظر إليها باعتبارها جزءاً من قدرات إيران العسكرية، لا سيما حزب الله، الذي يتمتع بأوثق علاقة استراتيجية مع إيران".

• ما نوع الأسلحة التي تمتلكها إيران؟

تشير "واشنطن بوست" إلى أنه على مدار عقود، ارتكزت الاستراتيجية العسكرية الإيرانية على الردع، مؤكدة تطوير صواريخ دقيقة طويلة المدى وطائرات بدون طيار ودفاعات جوية.

كما بنت أسطولاً كبيراً من الزوارق السريعة وبعض الغواصات الصغيرة التي يمكنها عرقلة حركة الشحن وإمدادات الطاقة العالمية التي تمر عبر الخليج العربي ومضيق هرمز. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن إيران تمتلك أحد أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط.

ويتضمن ذلك صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى صواريخ باليستية يصل مداها لـ2000 كيلومتر.

وتتملك تلك الصواريخ بالقدرة والمدى على ضرب أي هدف في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. وخلال السنوات الأخيرة، حازت مخزوناً كبيراً من الطائرات بدون طيار التي يتراوح مداها ما بين 1200 و1500 ميل، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض لتفادي أنظمة الرادار، بحسب خبراء وقادة إيرانيين أجروا حوارات مع وسائل إعلام حكومية.

ولم تخف إيران هذه التعزيزات، حيث عرضت مجموعة الطائرات بدون طيار والصواريخ خلال العروض العسكرية، وتطمح لبناء شركات تصدير كبيرة في مجال الطائرات بدون طيار، بحسب "واشنطن بوست".

وقال خبراء إن قواعد ومنشآت التخزين في إيران منتشرة على نطاق واسع، وهي مخفية تحت أعماق الأرض وتحصنها الدفاعات الجوية، مما يصعب تدميرها بالضربات الجوية.

• من أين تحصل إيران على الأسلحة؟

وبحسب الصحيفة الأمريكية، حرمت العقوبات الدولية إيران من الأسلحة المتطورة والمعدات العسكرية المصنعة في الخارج مثل الدبابات والمقاتلات.

فخلال الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثمانية أعوام في فترة الثمانينيات، كان عدد قليل من الدول فقط مستعد لبيع أسلحة إلى إيران. وعندما أصبح خامنئي المرشد الأعلى عام 1989، بعد عام من انتهاء الحرب، كلف الحرس الثوري بتطوير صناعة الأسلحة المحلية.

وتصنع إيران كميات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار محلياً، وأعطت الأولوية للإنتاج الدفاعي، وفقاً لخبراء. كما قوبلت محاولاتها لصنع عربات مدرعة وسفن بحرية كبيرة بنتائج متباينة، فيما تستورد غواصات صغيرة من كوريا الشمالية مع توسيع وتحديث أسطولها المنتج محليا.

وتتمثل أكبر نقطة ضعف لإيران في قواتها الجوية، حيث إن الكثير من طائراتها تعود إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي (إمبراطور إيران خلال الفترة من 1941 إلى 1979)، وخرجت العديد منها من الخدمة بسبب عدم وجود قطع غيار، كما اشترت إيران أسطولاً صغيراً من روسيا في التسعينيات.

وقال خبراء إن الدبابات والمركبات المدرعة الإيرانية قديمة، ولا يوجد سوى عدد قليل من سفن البحرية الكبيرة.

وأشار مسئولون أمريكيون إلى أن سفينتين لجمع المعلومات المخابراتية، "سافيز" و"بهشاد"، اللتان نشرتا في البحر الأحمر، ساعدتا الحوثيين في تحديد السفن المملوكة لإسرائيل من أجل شن الهجمات عليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved