هل يمثل نجل بن لادن مستقبل «القاعدة»؟

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أمس، إن التسجيل الصوتى الذى بث أخيرا لحمزة، نجل زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، دفع إلى تجدد التكهنات حول قيادته للتنظيم.

وأضافت الصحيفة أن حمزة بن لادن، البالغ من العمر 23 أو 24 عاما، لم يتم العثور عليه بين جثث القتلى فى عملية تصفية والده التى نفذتها القوات الخاصة الأمريكية عام 2011 فى مجمع فى باكستان، التى تعد مأوى لأخطر الإرهابيين المطلوبين فى العالم.

وتابعت الصحيفة أن مكان وجود حمزة غير معروف حتى الآن، ولكن بعض الخبراء يعتقدون أنه يحظى بعناية من قبل قيادة التظيم لإعداده ليحل محل والده يوما ما.

ونوهت «إندبندنت» إلى التسجيل الصوتى غير المؤرخ، الذى أصدره التنظيم لحمزة، ودعا فيه جميع الجماعات الإرهابية فى سوريا للتوحد، معتبرا أن الجهاد هناك يمهد الطريق لتحرير فلسطين، لافتة إلى أنه جاء غداة نشر تسجيل للزعيم الحالى للقاعدة، أيمن الظواهرى، أثنى فيه على جبهة النصرة، فرع التنظيم فى سوريا.

وذكرت الصحيفة بأن نجل بن لادن أصدر من قبل تسجيلا مماثلا فى أغسطس 2015، دعا فيه لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مشيرة إلى أنه وصف بأنه «ولى للعهد»، بعد مقتل والده.

ونقلت الصحيفة عن ريتا كاتز، مدير موقع سايت الأمريكى للاستخبارات، قولها إن «حمزة كان يجرى إعداده ليكون قائدا مستقبليا للقاعدة، باعتباره شخصا محبوبا وملهما، ولا يحظى بسمعة سيئة أو شارك فى مشكلات التنظيم الداخلية».

ورأت الصحيفة أن نجل بن لادن لم يبد أى ذكاء على الصعيد العملى أو الفكرى يجعل منه بديلا صالحا للظواهرى، رغم افتقاد الأخير للكاريزما.

من جهته، قال البروفيسور أندرياس كريج، المحلل فى كينجز كولديج بلندن إن «حمزة ليس شخصية رئيسية فى تنظيم القاعدة فى المرحلة الحالية». وأضاف كريج أنه «على الرغم من أن والده لايزال يحظى بمكانة بارزة فى الأوساط الجهادية باعتباره العقل المدبر والأب الروحى للجهاديين، إلا أن نجله لم يفعل أى شىء يضعه فى الصدارة».

وتابع: «أعتقد أن حمزة يتبع الظواهرى، إذ لا يمكنه الخروج من ظله حتى الآن، إن لم يكن للأبد». واستدرك قائلا: «كونك نجل أسامة بن لادن وحده لا يوفر لك مجدا فى أوساط الجهاديين، فالبعض منهم يقاتل منذ ثلاثة عقود».