يهدد الشرق الأوسط.. كيف ينتقل فيروس حمى غرب النيل من الطيور والحيوانات للبشر؟ ‬

آخر تحديث: السبت 13 يوليه 2024 - 5:19 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

أعلنت وزارة الصحة في دولة الاحتلال الإسرائيلي عن 31 حالة وفاة و356 إصابة بمرض حمى غرب النيل المنتشر في البلاد، وسط تعليمات للطواقم الطبية وتوجيهات للتأكيد على تشخيص المرض ومحاصرته.

وأشارت الوزارة إلى أن "نحو 80% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض المرض، في حين أن نحو 20% من المصابين ستظهر عليهم أعراض متفاوتة الخطورة، بما في ذلك الحمى أو التوعك العام أو الصداع أو آلام الجسم العامة، فيما تظهر المضاعفات العصبية لدى أقل من 1% من المصابين"، وفق ما نقلت شبكة "روسيا اليوم".

وبالتزامن مع ذلك، حذرت جهات صحية في الأردن من مخاطر فيروس حمى غرب النيل، بعد أيام من إعلان دول كإسبانبا وإيطاليا وإسرائيل عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي".

ولكن، كيف ينتقل فيروس حمى غرب النيل من الطيور والحيوانات للبشر؟

وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، في دراسة عنها، يبقى فيروس غرب النيل منتشراً في الطبيعة بفضل دورة انتقاله بين البعوض والطيور، حيث وبشكل عام يُعتبر البعوض من جنس الباعضة، ولاسيما الباعضة الناصبة، الناقل الرئيسي له.

ويظلّ الفيروس منتشراً في أسراب البعوض بفضل الانتقال العمودي من البعوض البالغ إلى البيض، فيما تعد الطيور هي مستودع فيروس غرب النيل.

ومع ذلك، فمن النادر نفوق الطيور بسببه في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ولكنه من اللافت، على عكس ذلك، أنّ الفيروس شديد الإمراض بالنسبة للطيور في إقليم الأمريكتين.

ولوحظ أنّ الطيور المنتمية إلى عائلة الغربان معرّضة لمخاطره بوجه خاص، ولكن تم الكشف عنه في طيور نافقة وطيور على وشك النفوق تنتمي إلى أكثر من 250 نوعاً.

ويمكن أن تكتسب الطيور العدوى بطرق متنوعة أخرى غير لدغات البعوض، فيما تختلف قدرة الطيور على إبقاء دورة انتقال الفيروس باختلاف أنواعها.

وتمثّل الخيول، شأنها شأن البشر، "طريقاً مسدوداً" بالنسبة للفيروس، وذلك يعني أنّ الخيول والبشر لا ينقلون العدوى بعد اكتسابها، لكن من الملاحظ أنّ العدوى المصحوبة بأعراض لدى الخيول نادرة أيضاً وخفيفة بصورة عامة، ولكن يمكنها إحداث مرض عصبي، بما في ذلك التهاب الدماغ والنخاع المميت.

الوقاية من انتقال العدوى بين الخيول
قالت منظمة الصحة العالمية في دراستها أنه نظراً لظهور فاشيات فيروس غرب النيل بين الحيوانات قبل ظهورها بين البشر، فإنّ من الضروري وضع نظام لترصد صحة الحيوان بشكل نشط من أجل الكشف عن الحالات الجديدة بين الطيور والخيول والتمكّن من إعطاء إنذارات مبكّرة للسلطات المعنية بالصحة البيطرية والصحة العمومية، ومن المهمّ، في إقليم الأمريكتين، مساعدة المجتمعات المحلية من خلال إبلاغ السلطات المحلية بالطيور النافقة.

وقد تم استحداث لقاحات لفائدة الخيول، فالعلاج فهو داعم ومتساوق مع الممارسات البيطرية المعيارية الخاصة بالحيوانات المصابة بعامل فيروسي.

الحد من مخاطر إصابة البشر بالعدوى
ونظراً لعدم وجود أيّ لقاح فإنّ السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو إذكاء الوعي بعوامل الخطر وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرّض للفيروس.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه ينبغي أن تركّز الرسائل الصحية العمومية التثقيفية على الإجراءات التالية: تخفيض مخاطر انتقال العدوى عن طريق البعوض.

وينبغي أن تركّز جهود الوقاية، أوّلاً، على حماية الأشخاص والمجتمعات المحلية من لدغات البعوض باستعمال الناموسيات ومنفّرات البعوض الشخصية وبارتداء ألبسة فاتحة اللون (قمصان طويلة الأكمام وسراويل) وتجنّب القيام بأنشطة في الهواء الطلق حينما يبلغ نشاط البعوض ذروته.

ولتخفيض مخاطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر، ينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الحمائية عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها، وأثناء عمليات ذبح الحيوانات وإعدامها.

ولتخفيض مخاطر انتقال العدوى عن طريق عمليات نقل الدم وزرع الأعضاء، ينبغي النظر، أثناء وقوع الفاشيات، في إمكانية فرض قيود على عمليات التبرّع بالدم والأعضاء وإمكانية إجراء فحوص مختبرية في المناطق المتضرّرة بعد تقييم الوضع الوبائي السائد على الصعيدين المحلي والإقليمي.

فيما تعتمد وقاية البشر بشكل فعال من الإصابة بعدوى فيروس غرب النيل على وضع برامج شاملة ومتكاملة لترصد البعوض ومكافحته في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، حيث ذكرت المنظمة أنه ينبغي أن تكشف الدراسات عن أنواع البعوض المحلية التي تؤدي دوراً في نقل الفيروس، بما في ذلك الأنواع التي قد تقوم بدور "الجسر" الرابط بين الطيور والبشر.

كما ينبغي التركيز على تدابير المكافحة المتكاملة، بما في ذلك الحد من البعوض في المصدر (بمشاركة المجتمعات المحلية) وإدارة المياه واستعمال المواد الكيميائية وأساليب المكافحة البيولوجية.

الوقاية من العدوى في مرافق الرعاية الصحية

وينبغي للعاملين الصحيين الذين يقدمون خدمات الرعاية لمرضى يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس غرب النيل، أو مرضى تأكّدت إصابتهم بتلك العدوى، أو الذين يناولون عيّنات جُمعت من هؤلاء المرضى، تنفيذ الاحتياطات المعيارية الخاصة بمكافحة العدوى.

كما ينبغي أن تُناول العيّنات التي تُجمع من أشخاص يُشتبه في إصابتهم بعدوى فيروس غرب النيل، أو من حيوانات يُشتبه في إصابتها بتلك العدوى، من قبل عاملين مدرّبين يعملون في مختبرات تمتلك المعدات المناسبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved