حرب غزة: لماذا لا تستجيب إسرائيل للمناشدات الدولية بفتح ممرات إنسانية؟

تبين اليوم حجم الكارثة الإنسانية التي تطوق سكان قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف والغارات المتواصلة على مختلف القطاعات الحيوية منذ عدة أيام. فقد توقفت شركة الكهرباء الإسرائيلية عن تزويد القطاع بالكهرباء، وبلغ عجز الإمدادات نسبة 80 في المائة، بحيث أن التيار الكهربائي لا يتوفر لأكثر من أربع ساعات في اليوم.

ونتيجة ذلك تعطلت خدمات المستشفيات ومحطات ضخ وتحلية المياه التي انخفضت نسبة التزود بها إلى 40 في المائة، ولم تعد المياه الصالحة للاستخدام المنزلي متوفرة، إثر توقف الضخ من الآبار جراء انقطاع الكهرباء وندرة الوقود.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخميس، إن عدد النازحين من منازلهم في قطاع غزة ارتفع إلى أكثر من 338 ألف فلسطيني، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السبت 7 أكتوبر.

ودعا المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة، حمادة البياري، إلى هدنة إنسانية، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بــ "الخطير للغاية".

وأضاف البياري أن "عدد الشهداء وصل إلى أكثر من 1100، فيما تجاوز عدد المصابين 5300"، مشيرا إلى "الدمار الكبير" الذي لحق بمختلف مناطق قطاع غزة والبنية التحتية.

ولم تعد الحياة قابلة للاستمرار في غزة مع نفاد احتياطات المواد الأساسية من طاقة وغذاء ومياه.

ويتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع مرور الساعات. وقال عاملون في القطاع الصحي إن الوقود آخذ في النفاد وأن التيار الكهربائي سينقطع كليا عن المستشفيات في غضون يوم أو أقل، ولم تعد الفرق الطبية قادرة على التحرك بحرية نتيجة القصف المتواصل.

وحولت الصواريخ الإسرائيلية شوارع مدينة غزة وأحياءها السكنية إلى منطقة منكوبة وكأن زلزالا مدمرا ضربها، واختفت العمارات والبنايات الشاهقة وشلت خدمات الصرف الصحي كليا، كما تأثرت خدمة الاتصالات والإنترنت. وتقول طواقم الصيانة الفنية إنها عاجزة عن إصلاح الأضرار وإعادة الخدمات للمواطنين.

وفي هذه الأثناء تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة بناية تلو أخرى غير عابئة بنداءات منظمات الإغاثة الدولية بوقف قصفها المدمر الذي أتى على مظاهر المدنية في المدينة. كذلك، ترفض إسرائيل فتح ممرات إنسانية أو السماح بدخول مساعدات من مصر عبر معبر رفح.