بعد مطالبته بنزع سلاح حزب الله.. ماذا نعرف عن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبناني؟

آخر تحديث: الأحد 13 أكتوبر 2024 - 5:15 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي


تصدرت تصريحات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في ختام مؤتمر الحوار الوطني، الذي جاء بعنوان "دفاعاً عن لبنان"، والذي دعا إليه حزبه، في وقت يزور فيه رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، العاصمة بيروت.

وخلال حديثه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان يعد شرطا أساسيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الذي يعد الحل الوحيد لوضع حد للأزمة التي يمر بها الشعب اللبناني.

وطالب رئيس حزب القوات اللبنانية بالتزام الرئيس المقبل للبنان بتطبيق القرارات الدولية، خاصة القرارات 1559و1680 و1701، التي تنص على نزع سلاح المليشيات ومنها حزب الله وبسط سلطة الدولة اللبنانية بشكل كامل، معتبرها مفتاح الحل للوضع الحالي، وفق ما نقلت شبكة "الجزيرة".

ولكن، ماذا نعرف عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟
سمير جعجع هو عسكري وسياسي لبناني يشغل منصب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، منذ 1986، خلفًا لإيلي حبيقة، ويعتبر أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية.

ولد سمير جعجع، في 25 أكتوبر 1952، في عين الرمانة، إحدى ضواحي بيروت، لعائلة متواضعة من بلدة بشري الشمالية، وكان والده فريد جعجع ضابط صف في القوات المسلحة اللبنانية، وكانت والدته ربة منزل.

ووفقا لسيرته الذاتية على موقعه الرسمي، فقد نشأ سمير جعجع مع أخت واحدة، نهاد، وشقيق واحد، جوزيف، الذي يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس المؤقت ورئيس قسم المعلومات في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة.

أكمل جعجع تعليمه في مدارس عين الرمانة العامة، حيث منحه أداؤه الأكاديمي القبول في كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، من خلال منحة دراسية من مؤسسة جبران خليل جبران، المخصصة للطلاب المتفوقين.

ترك دراسته قبل تخرجه طبيبا
ولكن، بحلول عام 1975، ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، انقطعت دراسة سمير في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث كان الحرم الجامعي الواقع في غرب بيروت قد وقع تحت سيطرة الميليشيات المعادية، مما أجبر سمير على الانتقال إلى كلية الطب بجامعة القديس يوسف في شرق بيروت، بعد أن أمضى خمس سنوات فيها.

ومع تكثيف العمليات العسكرية وانتشارها إلى الأجزاء الشمالية من البلاد، بعد عام 1976، انضم سمير إلى الدفاع ضد هجوم العصابات المسلحة، تاركا دراسته الجامعية قبل تخرجه طبيبا بسنة واحدة ليتفرغ الى النضال عسكريا في مرحلة أولى وسياسيا في المراحل التي تلتها.

رئاسة أركان القوات اللبنانية
ووفق موقع القوات اللبنانية، فقد صعد سمير جعجع سلّم المسؤوليات الحزبية في صفوف "الكتائب اللبنانية" ومن بعدها في “القوات اللبنانية” بشكل متدرج، فكان ناشطاً في خلية طلاب الكتائب في ثانوية سعيد الرسمية، ومن ثم عضواً في خلية طلاب الكتائب في الجامعة الأمريكية.

وانتقل سمير مع بداية الحرب إلى النطاق العسكري حيث أصبح مسؤولا عن القوى النظامية في مسقط رأسه بشري، وتمت ترقيته إلى منصب القائد المسؤول عن الجبهة الشمالية بأكملها في خريف العام 1978.

وبعدها، أنشأ جعجع مقره في القطارة، وهي قرية معزولة في المناطق الجبلية النائية في قضاء جبيل، وظل فيها حتى أوائل عام 1983، عندما أضاف مجلس قيادة القوات اللبنانية مناطق الجبال الوسطى في الشوف وعاليه إلى منطقة عملياته، حيث طلب منه تحمل المسؤولية العسكرية في القطاع الأعلى من هاتين المنطقتين.

وبحلول عام 1985، ترقى سمير جعجع إلى رئيس أركان القوات اللبنانية، وبعدها بفترة وجيزة، قاد سمير جعجع حركة ضد الاتفاق الثلاثي الذي رعته سوريا ليصبح بعدها قائداً للقوات اللبنانية بعد إطاحة ايلي حبيقة رئيس الهيئة التنفيذية آنذاك وأحد موقعي الاتفاق الثلاثي، مما تركه فعليًا مسؤولاً بالكامل عن القوات اللبنانية بحلول نهاية عام 1986.

ووفقا لموقعها الرسمي، فتحت قيادة جعجع، خضعت القوات اللبنانية لتحول جذري لتصبح المنظمة العسكرية والسياسية والاجتماعية الرائدة في البلاد في غضون سنوات قليلة جدًا.

إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية
بحلول عام 1989، رأى جعجع فرصة جيدة لوضع نهاية نهائية للحرب الأهلية في لبنان من خلال اتفاق "الطائف"، الذي صادق عليه مجلس النواب اللبناني، والذي بموجبه قام على الفور بحل الذراع العسكري والأمني ​​للقوات اللبنانية وتسليم جميع أصولها العسكرية للجيش اللبناني، لتتحول إلى العمل السياسي فقط.

وبعدها، عُين جعجع وزيراً للدولة في أول حكومة بعد الحرب الأهلية اللبنانية، برئاسة رئيس الوزراء عمر كرامي، في 24 يناير 1990، إلا أنه رفض المنصب بسبب اختلال التوازن في الحكومة.

ولكن، بحلول 16 مايو 1992، عُين جعجع مرة أخرى وزيراً في حكومة رشيد الصلح، لكنه رفض ذلك مرة أخرى لنفس الأسباب التي أعلنها حينها.

نزاع مع النظام السوري
وبعدها، دخل جعجع في نزاع مع النظام السوري، أدى إلى محاكمته، في عام 1994، بأربع تهم اغتيال لسياسيين، أهمها عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رشيد كرامي، في عام 1987، وبالرغم من أنه نفى جميع التهم، لكنه أدين بها وحكم عليه بالإعدام، وخفف لاحقا إلى السجن مدى الحياة، حيث قضى 11 عاما في زنزانة داخل مقر وزارة الدفاع الوطني.

ففي 23 مارس 1994، انفجرت قنبلة في كنيسة في قلب المناطق المسيحية، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد، وعلى الفور ألقت السلطات اللوم على القوات اللبنانية في التفجير، وألقت القبض على جعجع في 21 أبريل 1994.

وخلال الأعوام الحادية عشرة والأشهر الثلاثة التالية، احتُجز سمير جعجع في الحبس الانفرادي في زنزانة تحت الأرض مساحتها 2×3 أمتار، على بعد ثلاثة طوابق تحت مبنى وزارة الدفاع اللبنانية.

ترشحه لرئاسة لبنان
بعد ثورة الأرز وانسحاب الجيش السوري من لبنان، منح مجلس النواب المنتخب سمير جعجع عفوًا خاصًا خرج به من السجن، في 18 يوليو 2005.

ومنذ ذلك الحين، دخلت القوات اللبنانية البرلمان اللبناني وشاركت في عدّة حكومات، وقد ترشّح سمير جعجع للانتخابات الرئاسية 2014، قبل أن يتبنّى ترشيح غريمه ميشال عون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved