28 مغارة لاستخراج الفيروز ومعسكر عمال أثري بجبل سرابيط الخادم بأبوزنيمة

آخر تحديث: الأحد 13 أكتوبر 2024 - 4:03 م بتوقيت القاهرة

رضا الحصري

تعتبر شبه جزيرة سيناء منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى، حيث تلعب محاورها وممراتها دورًا حيويًا في هذه الاستراتيجية. وقد شهدت الحضارة المصرية القديمة استغلالًا كبيرًا للثروات الطبيعية المتواجدة بها، مما أسهم في استمراريتها حتى اليوم.

قال الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بآثار جنوب سيناء، إن منطقة سرابيط الخادم بمدينة أبوزنيمة تُعتبر واحدة من المقاصد السياحية الواعدة في جنوب سيناء، نظرًا لما تحتويه من آثار وثروات طبيعية تحتاج إلى المزيد من الترويج. وتشمل هذه الآثار معبد حتحور، الذي يُعد أحد أهم المعالم التاريخية في المنطقة، حيث بُني في مكان بعيد ومعزول على قمة جبلية شاهقة الارتفاع لاستغلال الفيروز، الحجر المقدس ذو الاستخدامات الدينية والدنيوية. وأكد نور الدين أنه تم العثور حول معبد حتحور على 28 مغارة مخصصة لاستخراج الفيروز.

وأشار نور الدين إلى اكتشاف معسكر خاص بعمال التنقيب عن الفيروز بالقرب من المغارات، والذي يحتوي على بقايا أكواخ لعمال التعدين من المصريين القدماء، بالإضافة إلى معسكر آخر يُعرف بمعسكر الأسيويين. ويمتاز معسكر العمال بموقعه الفريد في أعلى قمة جبلية بالمنطقة، وهو جبل أم الرجليين.

كما لفت النظر إلى أن مغارة "الطليحة" تُعتبر من أهم المغارات في منطقة سرابيط الخادم، حيث تحتوي على نقوش يروتوسينائية عدة وتتميز بوجود أكثر من مدخل. ووجد بجانبها معسكر للعمال الآسيويين، الذين كانوا يعملون ضمن بعثات التعدين خلال عصر الدولة الوسطى.

كما عُثر داخل مغارة "الطليحة" على خبيئة تضم حوالي 40 قالبًا من الطين لصب الأدوات المعدنية المستخدمة في التعدين، مثل البلط والإزميل والسكاكين والفؤوس والمرايا، حيث تُعتبر هذه الخبيئة واحدة من أكبر الخبايا الأثرية من تلك القوالب.

وذكر نور الدين أن سيناء كانت غنية بالثروات الطبيعية، وحرص القدماء المصريين على استغلال مناجم النحاس والفيروز منذ عصر ما قبل الأسرات، حيث تم العثور على نقوش للملوك "تعر"، "مر"، "جر"، و"جت". كما تتميز المنطقة وما حولها بوجود مناجم الفيروز وخامات المنجنيز والكاولين ورمل الزجاج.

وأوضح أن سيناء كانت تُعرف في النصوص المصرية القديمة بأسماء مثل "تا مفكـات" (أرض الفيروز)، و"ختيـو مفكـات" (مدرجات الفيروز)، و"خاسـت مفكـات" (صحراء الفيروز)، بالإضافة إلى "تا شمـــمت" (أرض المعادن). واشتُق اسم سيناء من اسم إله القمر لدى الساميين، المعروف باسم "سين"، وذلك لأهمية القمر في السير ليلاً في سيناء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved