لم تكن الدراما التليفزيونية فى حياة النجم محمود عبد العزيز محطة عابرة أو فترة استراحة محارب فى سنوات الركود السينمائى، بل كانت اعماله الدرامية محطات مهمة فى مشواره الفنى، وكان كثير منها علامات بارزة فى تاريخ صناعة الفيديو فى مصر، ويكفى ان اطلالته الاولى على الجمهور كانت من خلال الشاشة الصغيرة حيث قام بأحد ادوار البطولة فى مسلسل «الدوامة» فى عام 1973، امام النجم محمود ياسين فتى الشاشة الاول فى هذه الفترة، والفنانة نيللى التى كانت ايضا واحدة من جميلات الشاشة، وتألق محمود عبد العزيز فى دور «ابراهيم» الوفى المتهم بالخيانة من صديقه، واستغل تلك المشاهد المتضاربة ليؤكد انه فنان واعد على الطريق وليس مجرد وجه جميل على الشاشة.
ويؤهله هذا الدور للانتقال إلى عالم الاضواء، حيث قدم على شاشة السينما اربعة افلام قبل العودة مجددا للشاشة الصغيرة، وهى «الحفيد» و«حتى آخر العمر» و«الاحد الدامى» و«وجها لوجه»، وذلك من خلال مسلسل «شجرة اللبلاب» فى عام 1976، تأليف محمد عبدالحليم عبدالله سيناريو وحوار محمد عبدالرحمن وﺇﺧﺮاﺝ عبدالمنعم شكرى، وشارك فى بطولته مع مجموعة كبيرة من نجوم الدراما الكبار ومنهم رجاء حسين وسميحة توفيق وأحمد الجزيرى ونادية عزت وعبدالله فرغلى، وقدم دور الشاب الذى يعيش ازمة نفسية نتيجة مشاكل الطفولة والتى تدفعه للانتقام.
وبعد 12 سنة خطفته فيها اضواء السينما عاد محمود عبد العزيز مجددا لبلاتوهات التليفزيون حيث قدم عام 1988 مسلسل «البشاير» تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف، والذى شارك فى بطولته مع مديحة كامل وأمينة ورزق وسناء يونس وأحمد بدير ومحمد التاجى.
وفى الفترة من 1987 إلى 1992 قدم محمود عبد العزيز الملحمة التليفزيونية الوطنية «رأفت الهجان»، تأليف رائد أدب الجاسوسية صالح مرسى، واخراج يحيى العلمى، وهو المسلسل الذى قدمه فى 3 اجزاء، وشارك فى بطولته مع محمود عبدالعزيز عدد كبير من نجوم الفن فى مصر.
تم عرض الجزء الاول فى شهر رمضان من عام 87، وشارك فى بطولته يوسف شعبان، وتيسير فهمى ويسرا ومحمد وفيق ويسرى مصطفى وعفاف شعيب وتهانى راشد وصبرى عبدالمنعم ونبيل بدر ونبيل الدسوقى وعادل امين.
فيما تم تقديم الجزء الثانى فى عام 90 وبعد ثلاثة اعوام من النجاح الجماهيرى للجزء الاول والذى تخطى حدود مصر إلى كل الدول العربية، بشكل ساهم فى احداث نقلة حقيقية فى مسيرة كل من شارك فيه وفى مقدمتهم بطل العمل محمود عبد العزيز.
وشارك فى بطولة الجزء الثانى كل من ايمان الطوخى ونبيل الحلفاوى وصفاء السبع وأحمد راتب وفايزة كمال وأحمد حلاوة وحسن مصطفى وحسن حسنى وصلاح ذو الفقار وحنان سليمان.
وبعد الجزء الثالث والاخير غاب محمود عبدالعزيز عن الدراما التليفزيونية لمدة 12 سنة قبل ان يعود مع «محمود المصرى»، والمسلسل الذى اثار جدلا واسعا بعد ان تردد انه مأخوذ عن قصة حياة الملياردير المصرى المهاجر لبريطانيا محمد الفايد.
المسلسل الذى كتبه مدحت العدل واخرجه مجدى ابو عميرة فى عام 2004، شارك فى بطولته عدد كبير من النجوم ومنهم غادة عبدالرازق وسمية الخشاب وهشام سليم ومحمد نجاتى وشريف سلامة وحنان مطاوع وميرنا المهندس.
وفى عام 2012 قدم محمود عبدالعزيز مسلسل «باب الخلق» للمخرج عادل اديب، والذى قدم من خلاله تجربة شديدة النضج لتناول موضوع الارهاب، وواصل الدخول فى هذه المناطق الساخنة مع مسلسل «جبل الحلال» تأليف ناصر عبدالرحمن واخراج عادل اديب، والذى شارك فى بطولته عام 2014 مع وفاء عامر ومى سليم وسلوى خطاب وطارق لطفى ونرمين الفقى.
وقبل رحيله بشهور قليلة كان النجم الكبير يقف فى بلاتوهات مسلسله الاخير «راس الغول» والذى شاركه بطولته النجمة ميرفت أمين والفنان القدير فاروق الفيشاوى، والذى كان بمثابة نهاية لرحلة فن استمرت 43 سنة.