«الإفتاء»: «داعش» يبحث عن بقائه من خلال الأطفال والأرامل

آخر تحديث: السبت 14 يناير 2017 - 3:23 م بتوقيت القاهرة

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد وضع خطة قبل عامين بدأها في عام 2015 لإعداد جيش جديد من الأطفال يدعم صفوفه، وأطلق عليهم "أشبال جند الخلافة"، وهم الأطفال ما فوق العاشرة ودون الخامسة عشر، ممن فقدوا ذويهم في عمليات "داعش" القتالية.

وقال المرصد - في تقرير جديد بعنوان (ما بين أشبال الخلافة والأرامل السوداء.. داعش يبحث عن البقاء) اليوم السبت - "إن قتال التنظيم في أكثر من جبهة في وقت واحد قد أنهكه بصورة لم يكن يتخيلها، علاوة على أن هذا القتال قد نال من القوة العددية للتنظيم، بحيث أصبح يعاني نقصا شديدا في صفوف مقاتليه، وحرصا منه على البقاء لأطول فترة ممكنة أخذ يبحث عن بدائل لتعويض النزيف المستمر في صفوفه، وضعف قوته التي لم تعد قادرة على المواصلة".

وأرجع هذا الضعف لأمرين؛ أولهما ضعف الدعم اللوجستي المقدم للتنظيم نتيجة تضييق الخناق عليه، وثانيهما نقص القوة العددية نتيجة انفضاض الناس عن التنظيم فكريا، مما كان له عظيم الأثر في الحيلولة بينهم وبين الانضمام لصفوف التنظيم، فكان سببا رئيسا في هذه القلة العددية.

وأضاف المرصد "أن "نظرية البقاء" لدى التنظيم وتعويض القلة العددية بنيت على سبيلين؛ الأول تمثل في تجنيد ما يعرف بـ"الأرامل السوداء"، وهن مجموعة من الانتحاريات الأرامل، واللائي كن زوجات لقيادات ومقاتلي التنظيم الإرهابي أو أرامل لأشخاص قتلهم التنظيم وأسرهن؛ حيث يقوم التنظيم بإعدادهن لتنفيذ عمليات تفجيرية بحجة الانتقام لأزواجهن حيث يستغل التنظيم حالة اليأس التي وصلت إليها زوجات مَن قُتلوا في المواجهات العسكرية، ورغبتهن في الانتقام لأزواجهن أو ذويهن لتنفيذ بعض العمليات الانتحارية، وذلك لإحداث حالة من الفوضى داخل المجتمعات؛ إلا أن هذا السبيل لم يقدم القوة الكافية للتنظيم".

وتابع "أن السبيل الثاني الذي وجد فيه التنظيم ضالته، هو تجنيد الأطفال ممن فقدوا ذويهم في هذه الحروب، وهم من أسماهم بـ"أشبال جند الخلافة"، مرجعا ذلك لسهولة تجنيد الأطفال، وسهولة غرس الأفكار المشوهة في عقولهم.. وبالفعل قام التنظيم بإعداد هؤلاء الشبيبة فكريا وعسكريا من خلال عدة طرق بدأها بالمناهج الدراسية الخاصة بالتنظيم، التي تشبعت بمنهجة السقيم والمتطرف أو من خلال التطبيقات التي يطلقها لهم، والتي كان أولها تطبيق "حدثني أبي" وآخرها تطبيق "أحياني بدمه"، الذي حول فيهما الأطفال إلى قتلة".

وأشار إلى أن استخدام "داعش" لهؤلاء الأطفال يلفت نظرنا إلى نقطة مهمة وخطيرة، وهي ضرورة احتواء الدول لهؤلاء الأطفال، وعدم تركهم فريسة سهلة يحقق بها "داعش" ومن على شاكلتهم من التيارات المتطرفة مآربهم وهم بمأمن من العقاب.

واقترح المرصد على الدول توفير الأمن الفكري لهؤلاء الأطفال قبل الأمن الغذائي والاجتماعي؛ لأن فرصة تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى قتلة وقنابل موقوتة تنفجر في وجوهنا أسرع من تجنيد الشباب والرجال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved