بمقر الاتحاد الإفريقي.. أطراف ليبية توقع على ميثاق السلام والمصالحة الوطنية
آخر تحديث: الجمعة 14 فبراير 2025 - 9:40 م بتوقيت القاهرة
وقعت أطراف ليبية ممثلة عن مجالس "النواب" و"الأعلى الدولة" و"الرئاسي"، إضافة إلى مجموعة ممثلة عن سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الجمعة، على ميثاق "السلام والمصالحة الوطنية" في مقر الاتحاد بأديس أبابا، وسط غياب أطراف أخرى بينهم حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة.
واعتبر مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في بيان على منصة "إكس"، أن توقيع "أصحاب المصلحة" في ليبيا على الميثاق "خطوة رئيسية في جهود الاتحاد الإفريقي لدعم السلام والمصالحة في ليبيا".
تمنينا حضور كل الأطراف"
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في كلمة له قبل التوقيع على الميثاق، إن رئيس الكونغو برازافيل دينيس ساسو الذي يرأس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا التابعة الاتحاد، قام بجهد "غير عادي"، وطرح "مبادرة بوضع ميثاق للمصالحة.. هذه الوثيقة عرضت على كل الأطراف في الغرب والشرق والجنوب".
وأشار إلى أن الوثيقة عبارة عن "مبادئ نابعة عن الثقافة والدين والتاريخ الليبي"، مضيفاً: "مع الأسف تمنينا حضور كل الأطراف، وتوقع على هذه الوثيقة، لكي تكون رسالة للشعب الليبي وإفريقيا والعالم العربي بأنهم منجرّين للمصالحة".
وأوضح أنها "وثيقة توافقية، وتطرح للأطراف الليبية الموجودة لكي يوقعوا عليها، وترفع للآخرين"، معرباً عن أمله بـ"الموافقة عليها مستقبلاً".
لا يوجد طرف لا يرغب في المصالحة"
من جهته، قال مقرر اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية ناجح العرفي في كلمة له عقب التوقيع على الميثاق، إن "أغلبية الأطراف الليبية موجودة، ووقعت على ميثاق تم الإعلان عنه والتوافق عليه في مدينة الزنتان بتاريخ 28 يناير 2025، وتم الاتفاق على التوقيع في أديس أبابا".
وأشار إلى أن "كل الأطراف اطلعت على الميثاق وأبدت ملاحظاتها.. لكن أغلبية الأطراف أو 90% من الأطراف وافقت على هذا الميثاق"، موضحاً أن "الباب مفتوح للجميع، للتوقيع لمن لم يكن حاضراً معنا اليوم".
وتابع: "ربما هناك طرف لم يكن حاضراً معنا اليوم، لكن الجميع كانوا موجودين في تنقيحه والاطلاع عليه وجميعنا اطلعنا عليه، وتم إبداء الملاحظات والتوافق عليه بهذه الصورة التي أمامنا الآن"، بحسب موقع الجزيرة نت الاخباري.
وشدد العرفي على أن ليبيا "في أمسّ الحاجة إلى الصلح والمصالحة، لا نستثني أحد، ولا يوجد هناك طرف لا يرغب في المصالحة، إنما هي بعض الآراء التي قد تكون لها أسبابها".
وتضمنت الوثيقة التي أعدت بأيادي ليبية، بند يبقي المجال مفتوحاً لغير الحاضرين للاجتماع من التوقيع على الميثاق لاحقاً، وذلك بناء على طلب الاتحاد الإفريقي، فيما لم يحضر الاجتماع ممثلون عن حكومة الدبيبة.
اجتماع الزنتان
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية أعلنت، في بيان، عقب اجتماع في مدينة الزنتان الليبية، يناير الماضي، "اكتمال كل الترتيبات لإعلان ميثاق السلام والمصالحة الذي يتوج الجهود الصادقة الرامية لتعزيز مبادئ العدالة والوحدة".
واعتبرت أن هذا الميثاق "يشكل بداية عهد جديد يرتكز على العمل المشترك لتعزيز الثقة بين أبناء الشعب، وبناء دولة القانون وحقوق الإنسان"، داعية "كل أبناء الشعب إلى الالتفاف على هذا المشروع الوطني، والمساهمة في إنجاحه".
وكان وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو، ووفد من الاتحاد الإفريقي زار في 28 يناير الماضي مدينة الزنتان غرب ليبيا، إذ التقى عدداً من القيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية لمناقشة مستجدات المصالحة الوطنية.
ومنذ عام 2021، يعمل المجلس الرئاسي على مشروع للمصالحة الوطنية، كما يخطط لعقد مؤتمر جامع بدعم من الاتحاد الإفريقي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وتوقفت العملية السياسية الرامية إلى إنهاء سنوات من الانقسام والصراعات في ظل وجود حكومتين: واحدة في الشرق برئاسة أسامة حماد وأخرى في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة، منذ انهيار الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، وسط خلافات بشأن أهلية المرشحين الرئيسيين.
وهناك هيئتان تشريعيتان متنافستان وهما: مجلس النواب الذي انتخب في عام 2014 باعتباره البرلمان الوطني بولاية مدتها 4 سنوات للإشراف على الانتقال السياسي، والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس، والذي تشكل ضمن اتفاق سياسي عام 2015، وتم اختيار أعضائه من البرلمان الذي انتخب لأول مرة في عام 2012، بحسب وكالة "رويترز".
ويتمسك مجلس النواب بمطلب تشكيل حكومة جديدة موحدة قبل إجراء الانتخابات، لكن هذه المهمة تبدو صعبة في ظل معارضة أطراف غرب ليبيا لهذا المقترح، وعلى رأسها الدبيبة الذي يتمسك بالبقاء في منصبه إلى حين إجراء انتخابات.