في ذكرى رحيل أبو الشيوعية.. نظرة على بعض محطات كارل ماركس
آخر تحديث: الخميس 14 مارس 2024 - 2:13 م بتوقيت القاهرة
محمود عماد
تحل اليوم 14 مارس ذكرى وفاة مؤسس الشيوعية كارل ماركس، والذي ولد في 5 مايو عام 1818، ورحل في 14 مارس 1883، اسمه الكامل هو كارل هانريش ماركس، وهو فيلسوف وناقد للاقتصاد السياسي ومؤرخ وعالم اجتماع ومنظر سياسي وصحفي وثوري اشتراكي ألماني درس القانون والفلسفة في جامعتي بون وبرلين، تزوج عام 1843 من الناقدة المسرحية والناشطة السياسية الألمانية جيني فون ويستفالين، بسبب منشوراته السياسية فقد نزعت الجنسية عنه وأصبح عديما لها لعقود أثناء عيشه في لندن مع زوجته وأطفاله، خلال حياته طور أفكاره بالتعاون مع صديقه فريدرك إنجلز، كان لفكره السياسي والفلسفي تأثير هائل على التاريخ الفكري والاقتصادي العالمي واستخدم اسمه للتعبير عن مدرسة فكرية كثيرة التطورات وهي المدرسة الماركسية.
نظريات ماركس والمعروفة بأنها التفسيرات الماركسية ترى بأن المجتمعات البشرية تتطور من خلال الصراع الطبقي ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي، وهذا الصراع يتجلّى بين الطبقات البرجوازية الحاكمة والمالكة لوسائل الإنتاج من جهة والطبقات العاملة المعروفة باسم البروليتاريا وهي الطبقات التي تبيع قوّة عملها من خلال عائد الأجور وتمكين وسائل الإنتاج. استخدم ماركس منهج المادية التاريخية النقدي ليتنبأ بأن الرأسمالية ستُنتج توترات داخلية في النظم الاجتماعية والاقتصادية ما سيؤدي لتدميرها ذاتياً واستبدالها بنظام يُعرف بنمط الانتاج الاشتراكي، حيث رأى أنّها تفرز أزمات نتيجة عدم استقرارها الجزئي وهذا من شأنهِ أنّ يؤدي لوصول الطبقة العاملة لمرحلة الوعي الطبقي ما يدفعها للاستيلاء على السلطة السياسية وإنشاء المجتمع الشيوعي في نهاية المطاف وهو مجتمع لا طبقي مكوّنٌ من الارتباط الحر بين المنتجين. ناضل ماركس من أجل تنفيذ مبادئه بحجة أنّ الطبقة العاملة يجب أن تقوم بعمل ثوري لإسقاط الرأسمالية وتحقيق التحرر الاجتماعي والاقتصادي.
وصف ماركس بأنّه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية وتعرضت أعماله للمدح والانتقاد، مهد عمله في رأس المال لنظريات عديدة حول علاقة العمل برأس المال، عديد النقابات العمالية والفنانين والأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم تأثروا بأفكاره وعملوا على تطويرها أو تكييفها مع مجتمعاتهم، يستشهد بماركس باعتباره أحد المهندسين المعماريين الرئيسين في علم الاجتماع الحديث.
من الأشياء التي أثرت على ماركس هي تعرفه في فترة إقامته في باريس على أفكار الاشتراكيين الفرنسيين مثل سان سيمون، وشارل فوريي، وبيير جوزيف برودون، وقد ساهم كل ذلك في تحوله من المثالية الهيغلية إلى المادية، ومن الديمقراطية الثورية إلى الشيوعية الثورية.
أما بالنسبة لعمله الصحفي فقد عمل ماركس محررا في صحيفة الراين، وتولى رئاسة تحريرها في أكتوبر 1842، لكن الجريدة مُنعت من الإصدار في بداية 1843، ثم عمل بعد ذلك بسنوات مراسلا لصحيفة "نيويورك تريبيون"، وقضى الجزء الأهم من حياته في التأليف والكتابة، تولى رئاسة فرع الرابطة الشيوعية في بروكسيل سنة 1847، وأسس جمعية العمال الألمان بالمدينة نفسها، وعمل بمعية صديقه فريدريك إنجلز على صياغة بيان الحزب الشيوعي بتكليف من المؤتمر الثاني للرابطة الشيوعية، الذي عقد بلندن نهاية نوفمبر 1847، أسس الجمعية الدولية للعمال (الأممية الأولى) عام 1864 لأجل توحيد صفوف الحركة العمالية بأوروبا، وسهر على صياغة رسالتها الافتتاحية، وترأسها من عام 1866 إلى 1872.
كتب ماركس العديد من المؤلفات، ويعد "رأس المال" أهمها، وفيه يعمد إلى نقد نظريات الاقتصاد السياسي السائدة قبله، وإلى دراسة النمط الرأسمالي في الإنتاج بشكل عميق بهدف اكتشاف القوانين الاقتصادية التي تحكم حركة المجتمع المعاصر، ومن مؤلفاته كذلك "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"، "نظريات فائض القيمة"، "بيان الحزب الشيوعي"، "بؤس الفلسفة"، "الأيديولوجيا الألمانية"، "أطروحات حول فيورباخ"، و"المسألة اليهودية".
توفي كارل ماركس في 14 مارس 1883 بعد عدة أشهر من المرض، ووري جثمانه الثرى بمقبرة هاي غيت في لندن يوم 17 مارس1883.