قصص الحيوان في القرآن (14).. الحمار وحقيقة البعث من الموت

آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2025 - 6:59 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضُرب به المثل في الآيات الكريمة.

واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلما يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.

وتسرد جريدة الشروق قصة نبي بني إسرائيل الذي أماته الله 100 عام ثم أحياه وأراه كيفية إحياء حماره في آية للناس لتبين حقيقة البعث بعد الموت، والقصة منقولة عن تفسير البغوي، وتفسير الجلالين للقرآن الكريم.

ووردت قصة نبي بني إسرائيل وعلى أغلب الأقوال أنه عزير عليه السلام في قول الله تعالى: {﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾} سورة البقرة الآية 159.

ويقال في تفسير الآية، إن بختنصر بعد أن غزى بيت المقدس ودمره وقتل عشرات الألوف من بني إسرائيل أسر نحو 7000 من الصبيان، وكان منهم نبي الله عزير، وخلال الأسر انطلق عزير عليه السلام بحماره لقرية خاوية من أهلها رجح أغلبية العلماء أنها بيت المقدس، فاستعجب من خرابها من العمران وخلوها من البشر ليقول "أنى يحيي هاذه الله بعد موتها"، ووجد بالقرية عنبا وتينا فصنع عصيرا من العنب وجمع التين معه، ثم نام فكتب الله عليه الموت وعلى حماره معه.

وأعمى الله بصر الناس عن جثته وكذلك الحيوانات فلم تأكله، ثم بعد 70 عاما من وفاة النبي فك أحد حكام البابليين أسر بني إسرائيل ليعودوا لبيت المقدس ويعمروه خلال 30 سنة ليصبح على أجمل هيئة.

وبعث الله النبي من موته بعد الـ100 عام المذكورة، وسأله ملك من الله كم لبثت في رقودك، فقال يوم، ثم نظر للشمس فوجدها لم تغرب، فقال أو بعض يوم، إذ كان النبي حين نام قبل موته في الصباح، وكان بعثه من الموت بالمساء قبل غروب الشمس.

ثم أخبره الملك وحيا من الله بأن ينظر لطعامه وهو التين وشرابه وهو العصير أنه لم يفسد رغم مرور السنين -في معجزة من الله- ثم أمره بأن ينظر للحمار وقد تفرقت عظامه بيضاء في كل مكان حتى أتت ريحا فجمعت عظام الحمار من كل مكان لتترتب بعضها فوق بعض ثم ليكتسي لحما فوق العظام فنفخ الملك في أنفه فقام فيه الروح ينهق في معجزة لنبي الله.

عاد عزير عليه السلام لأهله وهو على هيئة الشباب وابنه وحفيده قد صارا شيخان فأخبرهم أنه عزير فكذبوه، فذهب لسيدة عجوز ذهب بصرها وكانت تعرفه قبل موته فدعى الله فرد لها بصرها فعلمت أنه عزير، وأخبرت بني إسرائيل فصدقوها، وأيضا لما رأوه من معجزة رد البصر للسيدة العجوز على يد عزير عليه السلام.

وكان بنو إسرائيل قد فقدوا التوراة أثناء السبي البابلي فحفظها عزير عليه السلام في قلبه بوحي من الله وعلمها بني إسرائيل ولكنهم قالوا بعد ذلك إن عزير ابن لله ولم يعتقدو بنبوته.

واختلف العلماء في النبي صاحب معجزة البعث من الموت، إذ يرى فريق أنه عزير عليه السلام، ويرى آخرون أنه نبي يقال له أرميا بن حلقيا، وقد شهد هلاك بني إسرائيل على يد بختنصر، ثم بعث بعد 100 سنة توفاه الله خلالها.

اقرأ أيضا

قصص الحيوان بالقرآن (13).. الأرضة تكشف زيف معرفة الجن بالغيب

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved