تراث مصري (14).. الفدائي عبدالقادر شحاته

آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2025 - 5:49 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تواصل "الشروق" خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب الباحث أيمن عثمان، والتي تسلط الضوء على الشخصيات والمعالم التي تركت بصمتها في التاريخ المصري. في هذه الحلقة، نستعرض قصة عبد القادر شحاتة، أحد الفدائيين الذين ناضلوا ضد الاحتلال البريطاني في مصر.

انضم عبد القادر شحاتة إلى جمعية سرية يقودها أحمد عبد الحي كيره، المعروف بالاسم الحركي "فهمي". في أحد اللقاءات، سأله كيره إن كان مستعدًا للموت في سبيل مصر، فأجاب بالإيجاب دون تردد، مما جعله موضع ثقة الجمعية. كُلّف عبد القادر بتنفيذ عملية اغتيال محمد شفيق، وزير الأشغال في ذلك الوقت، مع وعد بتهريبه إلى الخارج بعد تنفيذ المهمة لتجنب الملاحقة الأمنية.

حاول عبد القادر تنفيذ العملية في عدة مناسبات، حيث ارتدى ملابس مختلفة للتمويه، منها ملابس طباخ، وعسكري، وحداد. إلا أن الفرصة المناسبة لم تسنح في البداية، فقد امتنع عن التنفيذ في إحدى المرات بسبب وجود سيدات برفقة الوزير. وفي المحاولة الثالثة، حينما كان الوزير بصحبة سكرتيره حسين سري، ألقى عليهما قنبلة وفرّ من المكان بعد سماع صراخهما.

بعد أيام من الحادث، تم القبض على عبد القادر شحاتة أثناء اختبائه في مدرسة للبنات، بعدما تخلص من الأسلحة التي بحوزته. وخلال محاكمته أمام المحكمة العسكرية البريطانية، قدمت دولت فهمي شهادة لصالحه، حيث أكدت أنه كان يقيم في منزلها بشارع كلوت بك طوال الفترة التي سبقت محاولة الاغتيال، وذلك لحمايته من الاعتراف تحت التعذيب والإبلاغ عن كيره. ومع ذلك، صدر الحكم بإعدامه، لكنه هتف في وجه القضاة البريطانيين قائلاً: "ليمت عبد القادر وتحيا مصر".

لاحقًا، خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ثم صدر عفو عنه في فبراير 1924 عقب تولي سعد زغلول رئاسة الوزراء. وبعد خروجه من السجن، واجه صعوبة في استكمال تعليمه بسبب معارضة رسل باشا، فاضطر للعودة إلى بلدته في ديروط، حيث عاش بعيدًا عن أعين البوليس السري وعمل في الزراعة. وفي عام 1945، تدخل أحمد ماهر باشا لتوفير فرصة عمل له، حيث تم توظيفه في بنك التسليف الزراعي، لينهي بذلك رحلة نضاله السياسي في كنف حياة جديدة.

اقرأ أيضا :

تراث مصري (13) الخفير أسعد المشرقي.. من مطعم ديروط إلى ساحات النضال

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved