سوهاج تعلن اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني وورشة فخار أثرية

آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2025 - 12:45 م بتوقيت القاهرة

إسلام عبد المعبود

في اكتشاف أثري بارز، أعلنت محافظة سوهاج عن العثور على مقبرة ملكية تعود لعصر الانتقال الثاني في أبيدوس، بالإضافة إلى ورشة متكاملة لصناعة الفخار من العصر الروماني بقرية بناويط، في خطوة تعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية وأثرية عالمية.

مقبرة ملكية تكشف أسرار عصر الانتقال الثاني

عثر فريق البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا على مقبرة ملكية في منطقة جبانة "جبل أنوبيس" بأبيدوس، ما يقدم دليلاً علمياً جديداً حول تطور المقابر الملكية خلال عصر "أسرة أبيدوس" (1700-1600 ق.م).

وأوضح الدكتور جوزيف وجنر، رئيس البعثة، أن المقبرة تقع على عمق 7 أمتار تحت سطح الأرض، وتضم غرفة دفن مشيدة من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن، والتي كانت ترتفع إلى حوالي 5 أمتار.

كما ظهرت بقايا نقوش وإطارات كتابية بالهيروغليفية تحمل اسم الملك، بأسلوب زخرفة يشبه مقبرة الملك "سنب كاي"، التي اكتُشفت عام 2014.

وأشار الدكتور جوزيف إلى أن البعثة ستواصل أبحاثها لتحديد هوية صاحب المقبرة وتاريخها بدقة.

ورشة فخار من العصر الروماني تكشف تفاصيل الحياة الاقتصادية

في السياق ذاته، عثرت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار على ورشة فخار رومانية بقرية بناويط، والتي كانت تعد من أكبر مصانع الفخار التي زودت الإقليم التاسع بالفخار والزجاج.

يضم الموقع مجموعة واسعة من الأفران والمخازن، بالإضافة إلى 32 قطعة أوستراكا مكتوبة بالخطين الديموطيقي واليوناني، توضح تفاصيل المعاملات التجارية ودفع الضرائب خلال تلك الفترة.

وأوضح محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات الأولية تشير إلى أن الورشة أُعيد استخدامها كجبانة في القرن السابع الميلادي، وربما استمر استخدامها حتى القرن الرابع عشر الميلادي، كما تم اكتشاف دفنات تحتوي على هياكل عظمية ومومياوات، من بينها مومياء لطفل ترتدي طاقية نسيجية ملونة.

تعزيز السياحة ودعم الأبحاث الأثرية

أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن الكشف عن هذين الموقعين الأثريين يعزز من التنوع السياحي لمصر، ويساهم في تعريف العالم بالحضارة المصرية العريقة، بالإضافة إلى دعم الأبحاث العلمية وإبراز دور المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية رائدة.

وأضاف الوزير أن الوزارة تواصل دعم البعثات الأثرية الأجنبية والمصرية، للكشف عن مزيد من أسرار التاريخ المصري العريق.

أهمية جبانة جبل أنوبيس وأثرها التاريخي

تُعد جبانة "جبل أنوبيس" من أبرز المواقع الأثرية في أبيدوس، إذ اختار الملك سنوسرت الثالث (1874-1855 ق.م) الموقع لبناء مقبرته الضخمة، ثم تبعه ملوك الأسرة الثالثة عشرة، وملوك "أسرة أبيدوس"، الذين بنوا مقابرهم بالقرب من الجبل، ومن أبرزها مقبرة الملك "سنب كاي"، التي تعد أقدم مقبرة ملكية مزينة في مصر القديمة.

تُشكل هذه الاكتشافات خطوة هامة في كشف خبايا التاريخ المصري، وتوسيع المعرفة حول الأدوار السياسية والاقتصادية في عصور مختلفة من الحضارة المصرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved