خط كهرباء «66».. مفتاح حياة 100 ألف سيناوى وغزاوى

آخر تحديث: الجمعة 14 أبريل 2017 - 7:54 م بتوقيت القاهرة

كتب - مصطفى سنجر:

استهداف الإرهاب المتكرر للخط الناقل للكهرباء للشيخ زويد ورفح وغزة يصيب المدن بالشلل
«66» رقم مهم فى حياة أهالى مدينتى الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء وجنوب قطاع غزة الفلسطينى، وله تأثير كبير على حياتهم، فأى ارتباك يحل عليه يتسبب فى غيابهم عن العالم لمدد تصل من 4 أيام إلى 12 يوما متصلة، حيث يعد أكثر الأرقام مساسا بحياتهم اليومية.

أكثر من 100 ألف مواطن و21 قرية على ارتباط وثيق بسلامة هذا الرقم، الذى يطلق على الخط الناقل للكهرباء من العريش إلى مدينتى الشيخ زويد ورفح وجنوب غزة.

الخط يمتد من محطة محولات المساعيد غرب العريش ضمن شبكة الربط الكهربائى، فوق أبراج مرتفعة تمر جنوب العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح حتى رفح الفلسطينية، فى مسار يبلغ نحو 60 كم، وتحمل الأبراج دائرتى كهرباء توفر جهد 66، ومنه يتم ربطه بمحطة محولات الوحشى فى الشيخ زويد التى تنطلق منها توزيعات الكهرباء لعموم المدينة وبعض القرى، ثم يستكمل رحلته لرفح ويخترق الحدود الدولية مرتبطا بالشبكة الفلسطينية، وفقا لبروتوكولات موقعة بين الطرفين.
الخط «66» يعد أكثر خطوط الكهرباء فى سيناء عرضة للقذائف والأعيرة النارية، ما يتسبب فى قطع كامل للكهرباء عن عموم الشيخ زويد ورفح وجنوب غزة، ولا توجد مصادر بديلة للكهرباء.

تعرض الخط للاستهداف 28 مرة فى مواقع مختلفة منذ بداية عام 2017 فقط، عدا عشرات المرات الأخرى منذ عام 2015، وكبدت عمليات الإصلاح الشركة المسئولة مبالغ مالية طائلة تمثل نزيفا ماليا مستمرا.

النزيف المالى ليس الوحيد فى دفتر يوميات الخط، فقد تعرضت سيارة هندسة كهرباء رفح لانفجار لغم فى 27 فبراير الماضى ما أدى لإصابة 3 فنيين، وفى 22 مارس الماضى استهدفت قذيفة السيارة، أسفرت عن استشهاد السائق وإصابة 5 فنيين بإصابات مختلفة، وذلك بعد يوم واحد من تعرضهم للرصاص دون إصابات، وذلك بخلاف ضحايا آخرين من هندسة كهرباء الشيخ زويد ما بين شهيد ومصاب فى الأعوام الماضية، بلغ عددهم 3 شهداء و5 مصابين.

أهمية الكهرباء للمواطنين وتكرار عطل الخط «66»، دفع بعض النشطاء لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تسمى «أخبار كهرباء الشيخ زويد ورفح»، لنشر ما يتعلق بإصابة الخط ومواقع الأعطال ومواعيد الإصلاحات، وتلقى الصفحة اهتماما كبيرا من الأهالى باعتبارها مصدرا جيدا لاطلاعهم على مستجدات قضية الكهرباء، حيث يتابعها نحو 11 ألفا و500 شخص.

وعن أسباب إصابة الخط، يقول فنيون ومواطنون بالشيخ زويد: إنه يتبع الشركة المصرية لنقل الكهرباء وليس شبكات شمال سيناء، ما يجعل عملية إصلاحه تئول للشركة، حيث يتم إخطارها عند حدوث عطل به، فترسل مقاول إصلاحات وعمالة من خارج شمال سيناء، وتستمر عمليات الإصلاح عدة أيام، قبل أن يتم استئناف إطلاق الكهرباء فى الخطوط.

وسعيا لتحقيق سرعة مناسبة لإصلاح الخط، يُجرى فنيو شركة كهرباء الشيخ زويد عمليات تمشيط للخط فى مناطق بالغة الخطورة، لتحديد مواقع العطل لتسهيل مهمة المقاول لاحقا فى الإصلاح، كما يساعدوه على الرغم من أن ذلك ليس من اختصاصاتهم، ولكن تقديرا منهم للمسئولية الأهلية.

انقطاع الكهرباء يعنى توقف ضخ المياه فى الخطوط والآبار الجوفية عن العمل، فى عموم الشيخ زويد ورفح، كما تتوقف شبكة الهاتف المحمول الوحيدة العاملة بالكهرباء، وتفشل معاملات المواطنين فى مكاتب البريد من تحويلات مالية، وتتعطل جميع المصالح الحكومية التى ترتبط معاملاتها بشبكة الكهرباء، فضلا عن انعدام قدرة طلاب المدارس على استذكار دروسهم بعدما شملت قوائم المنع الأمنية عند الكمائن شرق العريش كشافات الإنارة، كما تتعذر عمليات حفظ الأدوية.

عدا ذلك يمتلك بعض المواطنين مولدات كهرباء، يتم تشغيلها بنفقات مرتفعة لعدم وجود محطات وقود فى المدينتين، كما يستخدمها أصحاب المحال التجارية للحفاظ على المنتجات الغذائية الصالحة للاستهلاك بدلا من تلفها.

ويقول محمد فتحى، من الشيخ زويد، إن البدائل غير متاحة لكل أهالى رفح والشيخ وزويد، حيث يتم منع دخول المولدات الكهربائية من العريش، وإذا أدخلت بعد تنسيقات أمنية نواجه معاناة فى تشغيلها لعدم وجود محطات وقود فى المدينتين منذ 3 أعوام، كما يمنع نقل الوقود من العريش، الأمر الذى يضطرنا للجوء إلى شراء الوقود المهرب من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

مزارعون بالشيخ زويد أكدوا تلف زراعاتهم لانعدام القدرة على الرى بسبب انقطاع الكهرباء، حيث يعتمد تشغيل الآبار الجوفية على الكهرباء، كما تضررت مزارع ممتدة وبعضها أصابها الجفاف، وذلك بدون حصولهم على تعويضات أو رعاية.

من جانبه، أكد النائب إبراهيم أبوشعيرة، عضو مجلس النواب عن دائرة الشيخ زويد ورفح، أنه تقدم بطلب إلى وزارة الكهرباء بإنشاء محطة كهرباء فى ساحل الشيخ زويد بعيدا عن مرمى النيران، إلا أنه لم يتم تلبيته، مضيفا أنه كرر طلبه بتغيير مسار الخط لمواقع آمنة، وحصل على وعد بتغيير مسار الخط، ووصلت لجنة فعلية لشمال سيناء منذ شهرين واقترحت مسارا بديلا، ولكنه لم يتم تنفيذ أى خطوات فى هذا المسار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved