بعد رحيله.. يوسا الكاتب الذي حاول أن يكون سياسا

آخر تحديث: الإثنين 14 أبريل 2025 - 4:24 م بتوقيت القاهرة

محمود عماد

رحل الكاتب والروائي الكبير البيروفي ماريو فارجاس يوسا، عن عالمنا أمس الأحد، توفي يوسا بعد عمر ناهز الـ89 عاما.

ورحل ماريو، بعد رحلة طويلة من الإبداع تركا إرثا أدبيا كبيرا للغاية، وبعد حياة مليئة بالحياة والمغامرات، وكان أحد أفضل الكتاب في العالم وحاز على جائزة نوبل للأدب عام 2010.

وجاء في رسالة وقعها أولاده ألفارو وجونزالو ومورجانا، ونشرها ألفارو على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "ببالغ الحزن والأسى نعلن أن والدنا ماريو فارجاس يوسا توفي بسلام في ليما اليوم، محاطا بعائلته".

وجاء في الرسالة، أنه سيتم حرق جثمانه ولن تقام أي مراسم عامة.

وأضافت الرسالة: "إن رحيله سيحزن أقاربه وأصدقاءه والقراء في جميع أنحاء العالم، لكننا نأمل أن يجدوا العزاء كما نجده نحن في حقيقة أنه تمتع بحياة طويلة ومثمرة ومليئة بالمغامرات"، مشيرين إلى أنه ترك إرثا يتألف من مجموعة من الأعمال الأدبية ستظل باقية.

ويُعد بارغاس يوسا، واحدا من أهم روائيي أمريكا اللاتينية وصحفييها، وأحد رواد كتّاب جيله.

ويرى بعض النقاد، أنه يتمتع بتأثير عالمي وجمهور دولي أعرض مما لدى أي كاتب آخر ينتمي إلى حركة الازدهار الأدبية الأمريكية اللاتينية، وتوج يوسا هذا التفوق الأدبي عندما فاز عام 2010 بجائزة نوبل في الأدب «عن خرائط هياكل القوة التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته».

وحظي بارغاس يوسا، بشهرة عالمية في ستينيات القرن العشرين؛ بسبب روايات مختلفة كتبها، مثل «زمن البطل، أو المدينة والكلاب»، «البيت الأخضر»، و«حديث في الكاتدرائية».

وتتنوع إنتاجاته الغزيرة ضمن مدى واسع من الأنماط الأدبية، من بينها النقد الأدبي والصحافة، وتضم أعماله الروائية مواضيع كوميدية وألغاز جرائم وروايات تاريخية وأحداثًا سياسية، وقد تحول العديد من أعماله إلى أفلام، مثل: «بانتاليون والزائرات» (1973/1978)، و«العمّة جوليا وكاتب النصوص» (1977/1982).

وتأثر العديد من أعمال بارغاس يوسا، بوجهة نظر الكاتب حول المجتمع البيروفي وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا، غير أنه وسع مداه بشكل متصاعد، فعالج موضوعات وأفكار مستوحاة من مناطق أخرى من العالم.

وأقدم بارغاس يوسا، في كثير من مقالاته، على نقد الوطنية ضمن مناطق مختلفة من العالم.

وشهدت مسيرته تحولًا آخرا، تمثل في الانتقال من أسلوبٍ ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا، ومثل حال الكثير من كتّاب أمريكا اللاتينية، شهدت مسيرة بارغاس يوسا نشاطًا في مجال السياسة.

وعلى الرغم من دعمه أول الأمر لحكومة فيدل كاسترو الثورية الكوبية، فقد تحرر بارغاس يوسا، من سحرها لاحقًا بسبب سياساتها، ولا سيما بعد حبس الشاعر الكوبي هيبيرتو باديّا في عام 1971.

وترشح يوسا، إلى الانتخابات الرئاسية البيروفية في عام 1990 مع ائتلاف يمين الوسط الجبهة الديمقراطية، مؤيدًا الإصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه خسر في الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري، وهو الشخص الذي «صاغ العبارة التي جابت أنحاء العالم».

وفي عام 1990، أعلن على التلفزيون المكسيكي أن «المكسيك هي الدكتاتورية المثلى»، ليتحول هذا التصريح إلى قول مأثور خلال العقد التالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved