المجاعة في غزة: الخبز وحده طعاما والأسعار ترتفع 5 أضعاف.. إلى أين وصلت المأساة؟

آخر تحديث: الجمعة 14 يونيو 2024 - 5:28 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

أصبح رغيف الخبز هو الطعام الأساسي لآلاف الفلسطينيين في غزة، وحتى هذا القليل أصبح نادراً في شمال القطاع، حيث تعاني تدفق مساعدات الأمم المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية من ضغوط شديدة منذ بدء الهجمات العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوباً.

وفي شمال قطاع غزة، حيث يعاني الفلسطينيون بشدة من الجوع، يقول السكان إن النقص الحاد في الخضار والفواكه واللحوم يعني أنهم يعيشون على الخبز وحده، لأن المواد الغذائية التي يمكن العثور عليها في السوق تباع بأسعار باهظة، إذ بلغ سعر كيلو الفلفل الأخضر، الذي كان سعره قبل الحرب نحو دولار، أي ما يعادل 320 شيكلاً، حالياً ما يقارب من 90 دولاراً، وبلغ سعر كيلو البصل 70 دولارًا، وفقاً لتقرير حديث لـ The Business Standard.

قالت أم محمد، وهي أم لستة أطفال في مدينة غزة: "نحن نتضور جوعاً، والعالم نسينا"، ومكثت أم محمد طوال أكثر من ثمانية أشهر من القصف الإسرائيلي في شمال القطاع، لكنها وعائلتها غادروا منزلهم إلى ملاجئ مخصصة في مدارس الأمم المتحدة عدة مرات.

وأوضحت: "باستثناء الدقيق والخبز، ليس لدينا أي شيء آخر، وليس لدينا ما نأكله، لذلك نأكل الخبز فقط".

ووفقاً لمسؤولين فلسطينيين وعمال إغاثة دوليين، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع في أواخر مايو حظراً على بيع الأغذية الطازجة إلى غزة من الضفة الغربية المحتلة، لكن في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهم سكان غزة التجار باستغلال الاحتياجات من خلال شراء البضائع بالأسعار العادية وبيعها بأسعار مرتفعة، وقالوا إن التجار يستغلون انهيار الشرطة في قطاع غزة الذي تديره حماس لتحقيق مكاسب مالية.

وقالت أم محمد لـ"رويترز" عبر أحد تطبيقات الدردشة: "لا يوجد لحم ولا خضار وإذا توفر شيء يباع بأسعار خيالية لا تصدق".

ترتفع أصوات الفلسطينيين على معظم المنصات الإعلامية للحديث عن الكارثة الغذائية التي يعانون منها، حيث قال أيضاً عوني الشويخ، الذي نزح إلى دير البلح في وسط غزة لـ"الجارديان": "لقد أصبحت أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن الآن"، وأشار إلى أن سعر كيلو الطماطم ارتفع إلى خمسة أضعاف ما كان عليه من قبل، "في الغالب نحن نأكل الأطعمة المعلبة، مثل الحمص والفاصوليا، وهذه الأنواع من الأشياء. هذا لا يكفي لنا جميعاً."

تعرض تدفق مساعدات الأمم المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية المدمرة لضغوط شديدة منذ بدء الهجمات العسكرية الإسرائيلية في رفح بجنوب غزة، البوابة الرئيسية إلى القطاع من مصر، وتواجه إسرائيل ضغوطاً عالمية متزايدة لتخفيف الأزمة بينما تحذر الوكالات الإنسانية من مجاعة تلوح في الأفق.

وتقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على الإمدادات الإنسانية للمدنيين في غزة وتلقي باللوم على الأمم المتحدة في بطء توصيل المساعدات قائلة إن عملياتها غير فعالة، على الرغم من أن الوقائع الفعلية للهجمات والقصف الإسرائيلي توضح مدى شراسة ما يجري، وكان آخرها كارثة مخيم النصيرات.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الأربعاء: "نسبة كبيرة من سكان غزة يواجهون الآن جوعاً كارثياً وظروفاً شبيهة بالمجاعة"، وإنه تم تشخيص إصابة أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة في غزة بسوء التغذية الحاد، بما في ذلك 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved