الكاتب الأمريكى جوان كول عن عمر الشريف: كان إنسانًا عالميًا تجاوز الحدود الثقافية بسهولة

آخر تحديث: الثلاثاء 14 يوليه 2015 - 12:05 م بتوقيت القاهرة

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

السينما العالمية تحصر العرب فى أدوار المتطرفين

وأمريكا وبريطانيا متعصبتان ضد المسلمين

لماذا يحاصر الممثلون العرب من أصول أمريكية فى أدوار الإرهابيين؟، لماذا لم يعد ممكنا اختيار ممثل عربى ليلعب دورا مهما بعيدا عن شخصية المتطرف لتكون نقطة انطلاق له فى السينما العالمية، كما جرى مع عمر الشريف فى الستينيات حين شارك فى «لورانس العرب» و«دكتور زيفاجو»، وما تلاها من أفلام مهمة.

الكاتب جوان كول حاول أن يجيب عن هذا السؤال فى مقال مهم على موقعه، مشيرا إلى أنه أصبح هناك تعصب عام ضد العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اليوم أكثر من أى وقت مضى، على العكس من فترة الستينيات حيث كان الناس أكثر قدرة على التمييز بين صراعات الأمم، وعلاقات الأفراد، ولولا هذه المشاعر التى غلفت فترة الستينات، فإن رومانسية عمر الشريف وباربرا سترايسند ما كانت لتحدث أبدا، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هجمات 11 سبتمبر فى 2001، والتى شنها تنظيم القاعدة هى التى تفسر هذا التغيير الجذرى، ولكن ربما تكون حرب العراق الطويلة، حيث كان العرب يوصفون بأنهم العدو العسكرى لمدة ثمانى سنوات، ومن بعدها صعود تنظيم داعش.

الكاتب أعاد التأكيد على أن فترة الستينيات كانت أفضل «لأنها أعطتنا رائدا عربيا مسلما ونجما بإمكاننا أن نعشقه بغض النظر عن من نكون وهو عمر الشريف، والذى لم يقدم دورا إرهابيا، وتمنى أن نعود إلى ذلك الفكر».

تناول الكاتب ظروف نشأة عمر الشريف وكيفية صعوده إلى العالمية، وسبب تغييره لاسمه، مشيرا إلى أن ميشال شلهوب هو الاسم الأول لعمر الشريف، الذى ولد فى مدينة الإسكندرية عام 1932، وقام بتغيير اسمه عندما اعتنق الدين الإسلامى فى عام 1955 ليتزوج من النجمة الراحلة فاتن حمامة، وكان زواجهما من أشهر الزيجات فى عالم السينما فى فترة الخمسينيات.. «كان هذا هو زمن القومية المصرية والتجربة الاشتراكية فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ولقد كان هذا الوقت أكثر علمانية، حيث حققت فيه الحركة النسائية بعض النجاحات».

ثم قفز عمر الشريف إلى عالم الشهرة فى جميع انحاء العالم بعد ان اختاره المخرج ديفيد لين فى عام 1962 ليشارك فى فيلم «لورانس العرب»، وعملاً سوياً فى وقت لاحق مرة أخرى من خلال فيلم «دكتور زيفاجو» فى عام 1965، وتوالت أعمال عمر الشريف السينمائية العالمية فلعب مجموعة كبيرة من الشخصيات من جنكيز خان إلى ضابط عسكرى ألمانى، كما لعب أمام الممثلة والمغنية باربرا سترايسند فى فيلم «فتاة مرحة» «والذى قامت الحكومة المصرية بمنع عرضه لغضبها من قيامه بتمثيل شخصية يهودية، حيث عرض بعد عام من حرب 1967، وبعده وقع عمر الشريف فى حب باربرا».

وفى فترة السبعينيات انخفضت جودة الأدوار السينمائية التى تعرض عليه، فتخلى عن التمثيل ثم عاد مرة أخرى فى عام 2003 عالميا بالفيلم الفرنسى «السيد إبراهيم وزهور القرآن».

وفى النهاية أكد الكاتب أن عمر الشريف كان مواطنا من العالم، وشخصا عبر الحدود الثقافية بسهولة واضحة، فولد يهوديا ثم اعتنق الإسلام.. «كان مصريا يشعر بالراحة فى لوس أنجلوس وباريس، وبعد أن أصبح مسلما أحب نجمة يهودية».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved