تم التغلب على المرض وتقلصت المشكلة من كونها عالمية في الثمانينيات لتنحصر في دولتين فقط حالياً.
ثانياً، يمكن للقاح المستخدم في باكستان وافغانستان وفي مواجهة حالات التفشي الأخرى قد يخلق مشكلة بحد ذاته. وهذا ما يؤثر الآن على المملكة المتحدة ودول أخرى.
اللقاح الأكثر فاعلية عبارة عن قطرات من الفيروس الضعيف لكن الحي، ويعطى عن طريق الفم.
إنه رخيص وسهل الاستخدام ويؤدي إلى مناعة جيدة، مما يجعله مثالياً في مواجهة تفشي المرض.
لكن اللقاح يتسبب بعدوى في المعدة وبالتالي الفيروس موجود في براز الناس ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين.
قد يكون هذا مفيداً لأنه يحصن الآخرين بشكل غير مباشر.
ولكن عندما ينتقل من شخص إلى آخر، يمكن أن يتحور، وحتى يمكن أن يسبب الشلل مرة أخرى، ويُعرف ذلك باسم فيروس شلل الأطفال الناتج عن اللقاح.
مجاري الصرف الصحي - لندن
حقق اللقاح الفموي نجاحاً هائلاً، لكن هذه القدرة على العودة إلى شكله الأكثر خطورة هو السبب في أن البلدان تهدف إلى الانتقال لاستخدام لقاح الحقنة الوريدية بمجرد خلوها من شلل الأطفال.
تستخدم المملكة المتحدة الحقن منذ عام 2004.
ما يظهر الآن في مجاري لندن الصحية، هو فيروس نتج عن استخدام اللقاح الفموي في أماكن أخرى من العالم.
تظهر بعض العينات علامات على استعادة القدرة على التسبب بشلل الاطفال وتشير التحليلات الجينية إلى أن الفيروس في طور الانتشار.
كما أنه يرتبط ارتباطاً مباشراً بالعينات الموجودة في مياه الصرف الصحي في الولايات المتحدة وإسرائيل.
معدلات منخفضة
بالنسبة للمحصنين بالكامل، فلا توجد هناك أي مخاطر تُذكر.
لكن خطر الإصابة بالشلل لدى غير الملقحين يتراوح بين واحد من أصل كل 100شخص وواحد من أصل كل الف شخص ويتوقف ذلك على عمر الشخص.
بشكل عام، لدى المملكة المتحدة معدلات عالية من التطعيم، ولكن هناك جيوب حصل فيها عدد قليل جداً على اللقاحات.
في معظم أجزاء العاصمة، لا يتلقى 15في المئة جرعات اللقاح الثلاث في السنة الأولى من حياتهم.
في بعض الأحياء، ترتفع هذه النسبة إلى ما يقرب من 40 في المئة.
وهذه المعدلات المنخفضة، هي أحد التفسيرات المحتملة لانتشار الفيروس.
جهود مدمرة
يبدو شلل الأطفال وكأنه مرض من أمراض الماضي، لكن الفيروس الموجود في لندن وحالة الشلل التي وجدت في الولايات المتحدة هي نداء بصوت عال بشكل خاص لكل واحد منا ولحكوماتنا لإبداء اليقظة والحرص في مواجهة هذا المرض وقد نهدر التقدم الذي أحرزناه.
يجب أن تحدث التطورات العلمية فرقاً، فعلى سبيل المثال، من غير المرجح أن تسبب نسخة جديدة أكثر استقراراً من اللقاح الفموي بالشلل الناتج عن اللقاح.
ولكن في نهاية المطاف، يجب معالجة شلل الأطفال في البلدين الموبوءين الاخيرين في العالم، وإلا فإن خطر تفشي المرض سيظل موجوداً دائماً.
وهذا تحدٍ لا يتعلق فقط بالعلم أو المال ولكن بالسياسة والمجتمع أيضاً.
تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات بسبب تبديدها جهود دحر شلل الأطفال في باكستان عندما لجأت إلى برنامج مزيف للقاح الأطفال أثناء محاولتها للعثور على زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
نحن قاب قوسين من القضاء على هذا المرض ونحن في هذه المرحلة منذ فترة طويلة.
يشكل المرض تهديداً متضائلاً، لكن لا يمكن ضمان عدم انتشاره هنا ما لم نقضي عليه في كل مكان.