بعيون المؤرخين الأجانب قبل 150 عاما.. أرواح في المدينة تطل على مجتمع القاهرة في زمن الزعيم مصطفى كامل

آخر تحديث: الأربعاء 14 أغسطس 2024 - 10:21 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

استضافت قاعة الدكتور طه حسين بالمركز القومي للترجمة، أمس الثلاثاء، ندوة بعنوان "مجتمع القاهرة قبل 150 سنة بعيون غير مصرية"، ضمن أسبوع فعاليات إحياء ذكرى مرور قرن ونصف على ميلاد الزعيم الوطني مصطفى كامل، وذلك بتنسيق الكاتب الصحفي محمود التميمي ضمن سلسة "أرواح في المدينة" الشهرية، والتي تعني بحفظ التراث والذاكرة الوطنية المصرية.

وضمت قائمة المتحدثين في تلك الأمسية الثقافية الدكتور خلف عبدالعظيم الميري أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، والدكتورة سحر توفيق الروائية والمترجمة، وأدار المناقشة الكاتب الصحفي سيد محمود.

-كيف ألهم مصطفى كامل ضباط ثورة يوليو؟

وأوضح الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن الزعيم مصطفى كامل شكل جزءًا هاما من تجربته الأكاديمية، حيث كان موضوعا رئيساً لـ 4 مجلدات تضمنت خطبه ومراسلاته، وصدرت عن الهيئة العامة للكتاب.

وقال الميري، إن ظهور زعامة الشاب مصطفى كامل واكبت أجواءًا تسودها حالة من التمزق في المجتمع الدولي والإقليمي، بتخاذل الدولة العثمانية، وتحالف كل من فرنسا وإنجلترا ضدها، ليدرك مصطفى كامل أنه لا سبيل إلى الحرية إلا طريق النضال الوطني، ومن هنا أنشد لأول مرة بلادي بلادي في 1904، مشيرا إلى أنه كان أيضا الملهم لضباط ثورة يوليو 1952.

وأشار الميري إلى دور الخديوي عباس حلمي الثاني في دعم جهود النضال السري للزعيم مصطفى كامل ضد الاحتلال البريطاني.

-الدر المنثور وذكريات أميرة مصرية.. صورة لمصر قبل قرن ونصف
وناقشت الندوة كتابي "ذكريات أميرة مصرية" بقلم مربيتها الإنجليزية إلين شانيلز، ترجمة مي موافي، ومحمد عزب، وكتاب "الدر المنثور في طبقات ربات الخدور"، من ترجمة الدكتورة سحر توفيق.

وقال الكاتب الصحفي محمود التميمي، إن تجربة مؤلفة كتاب "ذكريات أميرة مصرية" في وظيفة مربية الأميرة زينب ابنة الخديو إسماعيل، منحها القدرة على تقديم رصد لواقع الحياة الاجتماعية في هذه الفترة، بوصف شكل الشوارع والطرقات، إضافة إلى سوء الأوضاع الصحية لسكان القاهرة وانتشار الأمراض المفضية للوفاة المبكرة للأطفال.

وتحدثت الدكتورة سحر توفيق، عن كتابها "الدر المنثور" الذي ترجمته، بأنه ضم الحديث عن الحركة النسوية في تلك الفترة، وتوثيق وتسجيل الأحداث التاريخية، كما طرح قضايا اجتماعية مثل تعليم المرأة وعمل النساء، مؤكدة زخم الحركة الثقافية في الزمن ولد فيه الزعيم مصطفى كامل.

وبدأت أرواح في المدينة أسبوع مصطفى كامل، الخميس الماضي، بقصر الأمير طاز، حملت الأمسية عنوان: "قرن ونصف على ميلاد مصطفى كامل.. رحلة إلى مصر في زمنه"، وهي فعالية ضمن أسبوع إحياء الذكرى الـ150 لميلاد الزعيم الوطني مصطفى كامل.

وتم خلال الفعالية تكريم رموز دراما الشخصيات التاريخية من أبطال مسلسل" قاسم أمين" الذي عرض في عام 2002.

وتضمنت قائمة المكرمين: المخرجة إنعام محمد علي، والكاتب محمد السيد عيد، والفنان أحمد شاكر عبداللطيف، والفنان سامح الصريطي، وشاركت الشركة المتحدة في التكريم، تأكيدًا لتقديرها للأعمال الدرامية التي تتناول تاريخ مصر وشخصياتها.

تضمنت الفعالية أيضا تنظيم معرض لعدد من اللوحات الفنية التي أنجزها الطلاب والفنانون الشباب من مبادرة "رسم مصر"، والتي تناولت حياة الزعيم مصطفى كامل من خلال أعمال فنية متنوعة تشمل البورتريه واللوحات التعبيرية التي تجسد المتحف وقبر الزعيم.

وفي زيارة لضريح مصطفى كامل، ألقى الدكتور عادل غنيم، أستاذ التاريخ، محاضرة قصيرة أمام قبره، الذي يضم رفات 4 من الزعماء والرموز الوطنية، وهم مصطفى كامل، محمد فريد، عبدالرحمن الرافعي، وفتحي رضوان.

وأشار غنيم إلى أن رفات الرافعي ورضوان دُفنتا مباشرة في القبر، بينما نُقلت رفات مصطفى كامل ومحمد فريد من مقابر الخلفاء العباسيين بمصر القديمة.

ونُظمت الفعالية الثانية، السبت الماضي، بسينما الحضارة، وذلك من خلال عرض فيلم "مصطفى كامل" وتبعه ندوة ومناقشة حول الفيلم وكيف جسدت السينما المصرية السير الذاتية للشخصيات التاريخية، بحضور الناقد عصام زكريا ومحمد دياب، وأدرات الحوار الكاتبة الصحفية هبة محمد علي.

ومن المقرر أن يختتم الأسبوع في السابعة من مساء اليوم، في بيت السناري بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، حيث تقدم خلاصات حول تجربة مصطفى كامل وعصره وقراءة جديدة لحادث دنشواي مع عدد من المتخصصين والباحثين في التاريخ.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved