في أول عمل عام له بمصر.. سفير إسبانيا الجديد بالقاهرة: شرف عظيم التواجد في متحف الحضارة

آخر تحديث: الأربعاء 14 سبتمبر 2022 - 11:32 م بتوقيت القاهرة

نسمة يوسف

نظمت سفارة إسبانيا في مصر، بالتعاون مع المتحف القومي للحضارة المصرية، معرض "رحلات التفتيش على المواقع الأثرية في صعيد مصر وأرشيف إدوارد تودا"، الذي افتُتح اليوم الأربعاء، تحت رعاية د. ميجيل أنخيل مولينيرو بولو، أستاذ التاريخ القديم وعلم المصريات في جامعة لا لاجونا بجزيرة تينيريفي، إحدى جزر الكناري، ود. أندريا رودريجث بالس، من جامعة لا لاجونا.

أعرب سفير إسبانيا لدى مصر، ألبارو إيرانثو، عن سعادته بوجوده في المتحف القومي للحضارة المصرية، في أول عمل عام له كسفير جديد لإسبانيا في مصر.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الأربعاء، في افتتاح معرض "رحلات التنقيب في المواقع الأثرية بصعيد مصر وأرشيف الأثري الإسباني إدواردو تودا"، بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة.

وقال السفير الإسباني: "إنه لشرف عظيم بالتأكيد لي ولزوجتي كريستينا، أن أكون هنا هذا المساء، في هذا المتحف الرائع، في أول عمل عام لي كسفير جديد لإسبانيا في مصر".

وأضاف أن "المتحف القومي للحضارة المصرية يساعدنا في التعرف على المزيد عن الحضارة المصرية وتاريخ مصر الثري المذهل".

وأوضح أن "الدكتور (مولينيرو) -الأكاديمي المرموق- كان يحلم بإمكانية تقديم هذا المعرض في القاهرة لبعض الوقت، وتحقق هذا الحلم الليلة بفضل جميع الأشخاص المشاركين في تعاوننا الثنائي في علم المصريات، والذي يعد أحد الركائز الأساسية للعلاقات الثقافية بين بلدينا"، متابعا أن "سفير مصر الأسبق لدى إسبانيا، عمر سليم، الذي يشرف على هذا الحدث، يعرف جيدًا مقدار الطاقة التي تم تكريسها من كلا الجانبين لهذا التعاون المثمر".

وأشار إلى أن "إسبانيا تتشرف أن يكون لديها ما لا يقل عن 12 بعثة علمية؛ لتطوير برامج بحثية، جنبًا إلى جنب مع العلماء المصريين وخبراء وزارة الآثار والسياحة"، متابعا: "نحن فخورون بهذا التعاون، وممتنون للغاية للدعم الذي نتلقاه من أصدقائنا المصريين"، مستطردا: "يتابع العديد من الإسبان عن كثب نتائج عمل هذه البعثات، والعديد منهم يجدون مصدر إلهام للمجيء إلى مصر وزيارة المواقع الأثرية التي افتتحها هذا البلد بكل فخر للجمهور".

وزاد قائلا: "الليلة، سنتمكن من معرفة المزيد عن الأنشطة والنتائج التي توصل إليها بعض الرواد في علم المصريات. في الواقع، تعود العلاقة بين علماء المصريات الأجانب وخدمة التنقيب المصرية إلى القرن الـ19. وكان أحد هؤلاء الرواد الدبلوماسي الإسباني الشاب، إدوارد تودا إي جويل، الذي شغل منصب نائب القنصل الإسباني في مصر بين عامي 1884 و1886. وقد طور اهتمامًا فريدًا بالثقافة المصرية القديمة والحديثة، وكتب العديد من الكتب والمقالات الصحفية التي تمت قرائتها بشغف في إسبانيا، كما ساعدت منشوراته بلا شك في إلهام تأسيس علم المصريات في كاتالونيا".

واستطرد: "أود أن أؤكد أن بعض القطع الأثرية التي تنتمي إلى مقبرة سن-نيجم (Sen-nedjem) -هو اسم أحد المهندسين والفنانين الكبار في عهد المملكة المصرية القديمة- المكتشفة في الأقصر في فبراير 1886، والتي أثارت انتباه إدوارد تودا، قد تكون محل إعجاب في هذا المتحف بحالتها الممتازة".

واختتم كلمته قائلا: "في هذا المعرض، ستتمكنون من اكتشاف جزء من تاريخنا المشترك (إسبانيا ومصر)، وإدراك انبهار الإسبان بتاريخكم العريق".

• نبذة عن المعرض

يضم المعرض مقتنيات تُعرض لأول مرة في مصر تشمل صورًا من مجموعة الأثري الإسباني الكبير، إدوارد تودا إي جويل (1852- 1941)، المحفوظة لدى مكتبة متحف فيكتور بالاجير دي بيلانوبا ولا جيلترو، التي تسجل عمل مصلحة الآثار المصرية خلال القرن الـ19.

يذكر أن إدوارد تودا، شغل منصب نائب القنصل الإسباني في القاهرة خلال الفترة بين عامي 1884 و1886، وأسس علاقات ودية مع علماء المصريات بوزارة الأشغال العامة، التي كانت تابعة لمصلحة الآثار آنذاك، ورافقهم في أسفارهم، ويبرز بين تلك الأسفار، رحلات تفتيش صعيد مصر عام 1886.

وعبر تودا عن إلمامه الكبير بالحضارة المصرية القديمة من خلال العديد من الكتب والمقالات، كما تمكن من اقتناء مجموعة مثيرة للاهتمام من القطع الأثرية والرسومات والصور.

وتتيح نصوصه ومجموعة التذكارات التي تعود إلى هذه الرحلة والمتعلقة بالعمل الذي تم خلالها، فهم أفضل لطرق التوثيق التي استخدمها علماء المصريات في القرن الـ19، وهي تلك التي تُظهر الانتقال بين الرسم اليدوي والنسخ والتصوير.

ويحتوي المتحف القومي للحضارة المصرية على مجموعة استثنائية من القطع الأثرية من مصر القديمة، من بين أبرزها تلك التي عثر عليها في فبراير 1886، في أحد المقابر الأكثر تمثيلا لطيبة القديمة (الأقصر الحديثة): قبر سن - نجم، وتعاون الشاب تودا مع فريق التفتيش في الصعيد في هذا الاكتشاف.

وبفضل تودا، ازداد الاهتمام بمصر القديمة والحديثًة في إسبانيا، حيث تم الاعتراف به كواحد من أبرز رواد علم المصريات في إسبانيا، وانعكس هذا الاهتمام، بعد عقود عدة، على المشاركة الإسبانية في حملة إنقاذ آثار النوبة التي دعت إليها اليونسكو عام 1960.

يشار إلى أن الدكتور ميجيل أنخيل مولينيرو، أستاذ التاريخ القديم وعلم المصريات في جامعة لا لاجونا، بجزيرة تينيريفي، إحدى جزر الكناري، يعمل حاليًا كمدير مشروع اثنين صفر تسعة (البعثة الأثرية التي تعمل في المقبرة الطيبية رقم 209 بالأقصر) والمدير المشارك لمشروع مقبرة باباسا (بعثة مصرية - إيطالية - إسبانية في مقبرة باباسا، المقبرة الطيبية رقم 279، بالأقصر أيضًا).

كما ركزت دراسات الدكتورة أندريا رودريجيث بالس من جامعة لا لاجونا، على علم المصريات في مسائل متعلقة بعلم الحفائر والرمز الديني "بات"، وشاركت في تنظيم العديد من المعارض المتميزة المؤقتة في مدريد، وهي حاليًا عضو في مشروع مقبرة باباسا.

ومن المنتظر أن يظل المعرض مفتوحًا للجمهور حتى 30 سبتمبر الجاري بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية، ومن المرتقب أن يصير في المستقبل معرضًا متنقلًا يجوب مدنًا مصرية وإسبانية أخرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved