دراسة لـ«ألستوم» العالمية: زيادة مشروعات السكك الحديدية في المناطق الحضرية يدعم مستقبل أفريقيا المستدام

آخر تحديث: الإثنين 14 نوفمبر 2022 - 3:29 م بتوقيت القاهرة

ميساء فهمي

خطوط المترو والسكك الأحادية الإضافية ستسمح للقاهرة الكبرى بتجنب تراكم 35 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2023 و2050
قالت شركة ألستوم العالمية، الرائدة في مجال التنقل الذكي والمستدام، إن زيادة الاستثمارات في النقل بالسكك الحديدية في المناطق الحضرية في القارة الأفريقية يمكنها خفض انبعاثات الكربون الكبيرة، كما تساهم في تحقيق أهداف الاستدامة على نطاق أوسع، وتحقيق منافع بيئية، واجتماعية، واقتصادية للمدن الأفريقية النامية.

وأضافت ألستوم، في أحدث دراسة لها نشرتها اليوم بعنوان "دور السكك الحديدية الحضرية في استدامة إفريقيا" بالتعاون مع شركة إرنست ويونج (EY) للتغيرات المناخية والخدمات المستدامة، كمساهمة في المناقشات الهامة التي تجري في مؤتمر تغير المناخ (COP 27)، المنعقد في شرم الشيخ حاليا، أن أفريقيا تشهد نموا سكانيا سريعا مع أعلى معدل تحضر في العالم، حيث سيزداد عدد سكان الحضر في القارة من 600 مليون في عام 2021 إلى أكثر من 1.3 مليار في عام 2050، بحسب الدراسة، بما يمثل التحدي الرئيسي في ضمان أن هذا النمو الضخم لن يؤثر على تحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والذي يتمثل في جعل تلك المدن شاملة وآمنة، ومرنة، ومستدامة، منوهة إلى تحقيق ذلك يتطلب من المدن الأفريقية الدعوة إلى تطوير أنظمة نقل أكثر استدامة، لتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي الشامل.

من جهتها، قالت نائبة الرئيس للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات بمجموعة ألستوم، سيسيل تيكسير، إن الهدف من إقامة مؤتمر المناخ هو الدعوة إلى التحول للاستدامة واتخاذ خطوات جادة في تنفيذ ذلك، وهو ما جعل ألستوم تقوم بتكليف "EY" بإجراء تلك الدراسة لتسليط الضوء على الفوائد التي يمكن أن تجلبها زيادة الاستثمار في النقل العام الحضري على المدن الأفريقية ودعم نموها المستدام، لافتة إلى أن الدراسة أثبتت أن كل زيادة في التحول النموذجي إلى النقل بالسكك الحديدية ستجلب وصولا أفضل إلى الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وتقليل الازدحام، وزيادة السلامة، وتحسين جودة الهواء، بالإضافة إلى إزالة الكربون.

وتابعت أن الحصة النموذجية لقطارات الركاب ظلت ثابتة على مستوى العالم عند حوالي 6-7% لمدة عقد من الزمان، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، ويجب أن تنمو بنسبة تزيد عن 40% في العقد المقبل حتى يظل النقل على المسار الصحيح لتحقيق صافي الصفر انبعاثات كربونية، مؤكدة أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الفوائد التي يمكن تحقيقها إذا زادت الحصة النموذجية للسكك الحديدية الحضرية في المدن الأفريقية إلى 10% في عام 2030 و20% في عام 2050، مقارنة بالسيناريو الأساسي البالغ 1% في اليوم.

وأشارت تيكسير إلى أن تحقيق ذلك السيناريو يحقق تجنب إجمالي تراكمي قدره 1005 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون (1 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون) بين عامي 2023 و2050، مقارنة بالوضع الراهن، وهو ما يعادل 32% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في أفريقيا في عام 2019، كما سيتم تجنب مائة وثلاثة وسبعين مليون طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2023 و2050، إذا تم تشغيل أنظمة السكك الحديدية الحضرية بالكامل بالطاقة المتجددة.

واعتبرت الدراسة أن زيادة الاستثمار في السكك الحديدية الحضرية من شأنه أن يجلب منافع اجتماعية واقتصادية متناسبة، مما يؤدي إلى مدن أكثر أمانا وصحة وشمولية، من خلال زيادة الحصة النموذجية للسكك الحديدية إلى 20% بحلول عام 2050، كما سيساهم في إزالة 29 مليون مركبة من طرق أفريقيا يوميا، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في الازدحام وحوادث الطرق وتلوث الهواء، علاوة على أن السكك الحديدية الحضرية تعتبر ذات تكلفة بسيطة للتنقل بالمقارنة مع الوسائل الأخرى، كما يمكن الوصول إليها أسرع من السيارات وأنظمة النقل غير الرسمية، مما يمنح الركاب سهولة في الوصول إلى وظائفهم والخدمات الرئيسية مثل التعليم والصحة.

وذكرت أن هذا التحول من الطرق إلى السكك الحديدية يخلق العديد من فرص العمل المتعلقة بالبناء والعمليات والصيانة في أفريقيا التي تقدر بنحو 258 وظيفة لكل كيلومتر من السكك الحديدية الجديدة التي تم بناؤها، ضاربة المثل بأن مشروع سكك حديد حضرية بطول 60 كيلومترا سيخلق أكثر من 15000 فرصة عمل مباشرة.

من جهته؛ قال رئيس شركة ألستوم العالمية بإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أندرو ديليون، إن الدراسة تسلط الضوء على الفوائد التي يجلبها التزام القاهرة طويل الأجل بالنقل العام، حيث يعد استضافة مصر لمؤتمر المناخ فرصة لإلقاء الضوء على أن مصر كانت أول دولة في أفريقيا افتتحت خط مترو في عام 1987 ولديها 3 خطوط مترو تعمل بالفعل، كما تخطط لتنفيذ خطين إضافيين، علاوة على خطين للسكك الحديدية الأحادية قيد الإنشاء.

وأضاف أن خطوط المترو والسكك الأحادية الإضافية ستسمح وحدها للقاهرة الكبرى بتجنب تراكم 35 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2023 و2050، أي ما يعادل 10% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في مصر في عام 2019، بالإضافة إلى توفير مزايا اجتماعية واقتصادية أخرى.

وأوضح ديليون أنه من الممكن إعادة استثمار الدراسة في تقديم حلول التنقل الخضراء والرقمية، مثل تخفيض 595 ألف سيارة يوميا التي ستساهم في انخفاض حاد بالازدحام، كما يوفر لمصر تقريبا 8 مليارات دولار سنويا، حيث يمكن استثمار ذلك المبلغ في حلول التنقل الخضراء والرقمية.

جدير بالذكر أن "ألستوم" عضو في عدد من المنظمات والمبادرات التي تعمل نحو مستقبل أكثر خضرة بما في ذلك، تحالف النقل منخفض الكربون، والتحالف الأوروبي للهيدروجين النظيف، وUNIFE - الجمعية الأوروبية لصناعة السكك الحديدية، وUITP - الرابطة الدولية للنقل العام، وITF - منتدى النقل الدولي، ومجلس الهيدروجين، والهيدروجين الأوروبي، وسكك حديد أوروبا، ومبادرة الأمم المتحدة للاستدامة وتخفيض انبعاثات الكربون، وحلول النقل منخفضة الانبعاثات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved