أمجد حسون: تصاعد الأحداث الجيوسياسية يهدد التدفقات السياحية المتوقعة فى العام الجديد
آخر تحديث: السبت 14 ديسمبر 2024 - 7:25 م بتوقيت القاهرة
طاهر القطان:
• الإيرادات السياحية المتوقعة تصل إلى 14٫5 مليار دولار بنهاية 2024
• السياحة هى الأمل الحقيقى لتعافى الاقتصاد المصرى.. وتذليل العقبات أمام الاستثمارات السياحية يحقق مستهدف الدولة
قال أمجد حسون عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة شركة فلاش تور إن حركة السياحة العالمية تعد أكبر متضرر من تصاعد الأوضاع الحالية فى منطقة الشرق الأوسط.. مشيرا إلى أن التوترات والأحداث الجيوسياسية تهدد التدفقات السياحية المتوقعة فى العام الجديد.
وأضاف أن كل المؤشرات أثبتت أن السياحة أصبحت حائط صد قوى للدول من تداعيات الأحداث السياسية والاقتصادية؛ حيث إن السياحة قادرة على إنقاذ اقتصاديات الدول فى العالم لما تدره من دخل سريع مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى.. مشيرا إلى أن السياحة المصرية ستحقق ما يزيد عن 15 مليونا و300 ألف سائح بنهاية العام الجارى محققين إيرادات تصل إلى 14.5 مليار دولار تقريبا.
وأكد حسون فى تصريحات لـ«مال وأعمال ــ الشروق» أن السياحة فى هذا التوقيت تحديدا هى الأمل فى ظل ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية وسياسية لا نعلم مداها ومصر الآن فى أمس الحاجة لتنأى بنفسها عن كل الأزمات التى تدور حولها وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع مواردها الطبيعية وهذا لن يتأتى إلا بتشجيع ودعم القطاع السياحى حتى تستطيع ضخ المزيد من العملات الأجنبية لخزانة الدولة ولشرايين الاقتصاد المصرى، لافتا إلى أن السياحة هى الأمل الحقيقى لتعافى الاقتصاد المصرى وهذا يتطلب حل جميع المعوقات التى تعرقل النمو السياحى المصرى إلى جانب خلق أنماط سياحية جديدة والاهتمام بالكوادر العاملة فى القطاع وفتح أسواق جديدة لجذب أكبر عدد من السياح من مختلف دول العالم. وأشار إلى أن حركة السياحة الوافدة لمصر خلال موسم الشتاء جيدة رغم الأحداث الجارية فى سوريا ولبنان وغزة فالظروف الجيوسياسية لم تؤثر كثيرا على حركة السياحة الوافدة لمصر. وطالب من المسئولين بهيئة الاستعلامات بضرورة إظهار الصورة الحقيقية لمصر أمام العالم لتوضيح البعد الجغرافى بين مصر ومركز الأحداث؛ حيث إن مصر فى قارة والأحداث الدائرة فى قارة أخرى.
وأكد عضو غرفة شركات السياحة أن حل الأزمات والعراقيل التى تواجه القطاع من بعض الوزارات والجهات على مدار السنوات الماضية يساهم فى تحقيق مستهدف الدولة فى الوصل إلى 30 مليون سائح سنويا خلال السنوات الخمس القادمة.. لافتا إلى أنه بالرغم مما تبذله الحكومة من محاولات لحل تلك المشاكل وفى ظل الظروف الحالية أصبح الأمر يتطلب تدخلًا من القيادة السياسية.. مطالبا بسرعة تفعيل اجتماعات المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس لإطلاعه على المشاكل لإصدار قرارات فورية وقوية بحلها حتى يستطيع القطاع السياحى تحقيق مستهدف الدولة من الأعداد والإيرادات السياحية المحققة للدخل القومى.
وأضاف أن الـ 10 سنوات الماضية شهدت تطورا غير مسبوق فى مجال البنية التحتية سواء طرق برية أو مطارات أو موانئ بحرية ما سهل وصول السياح من مختلف دول العالم. لافتا إلى أن مصر زارها خلال العام الحالى سياح من 174 دولة ما يدل على تنوع الأنماط السياحية التى تملكها الدول المصرية والتى جعلتها قادرة على جذب سياح تلك الدول رغم إختلاف ثقافتهم وتفضيلهم للمقاصد السياحية التى يودون زيارتها.
وأشار إلى أن نسب النمو السياحى فى مصر تطورت بشكل كبير حتى وصلت حاليا إلى ما يزيد عن 20% سنويا، لافتا إلى أن استراتيجيات الدولة ممثلة فى وزارة السياحة والآثار خلال الفترة الماضية كانت تعتمد على سياسة الكيف وليس الكم فى جذب السياح وهو ما ساهم فى زيادة الإيرادات السياحية المحققة من القطاع السياحى خلال تلك السنوات.
وأضاف أن الدولة استطاعت خلال السنوات الماضية إنشاء العديد من المدن السياحية الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة التى باتت واحدة من أهم المدن السياحية فى مصر والتى استطاعت جذب أعداد جيدة من السياح فضلا عن مدينة الجلالة. مشددا على أن الدولة استطاعت أيضا تدشين العديد من المشروعات التى كان لها أثر كبير فى زيادة أعداد السياح الوافدين لمصر مثل مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين وأيضا إنشاء المتحف المصرى الكبير غرب القاهرة، فضلا عن مشروع تحويل المدن السياحية المصرية لمدن صديقة للبيئة ما جعل مدينة شرم الشيخ أول مدينة صديقة للبيئة فى مصر واحدة من أهم المدن والمنتجعات السياحية بالعالم حاليا.
وأشار إلى أن الدولة اتخذت أيضا خلال تلك السنوات العديد من الإجراءات التى ساعدت فى زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر تمثلت فى خطط التنشيط والترويج السياحى للمقصد السياحى المصرى، وذلك بالتعاون مع القطاع السياحى الخاص والذى يمثل نحو 98% من العمل السياحى، فضلا عن برنامج جيد لتحفيز شركات الطيران على تسيير رحلات لمصر.
ولفت حسون إلى أن مصر باتت تمتلك حاليا نحو 250 ألف غرفة فندقية، إضافة إلى نحو 1500 مطعم ومنشآة سياحية، بالإضافة إلى ما يزيد عن 3000 بازار سياحى وأكثر من 3000 شركة سياحة، وهناك خطة لزيادة نلك المنشآت خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الدولة كان لها دور كبير فى مساعدة المستثمرين السياحيين طوال السنوات الماضية وذلك من خلال طرح عدد من المبادرات المالية عن طريق البنك المركزى، وذلك لاستكمال المشروعات المتعثرة أو إجراء عمليات الصيانة والهيكلة للمنشآت السياحية والفندقية، فضلاً عن تسهيل فرص الاستثمار فى القطاع السياحى، سواء للمستثمرين المصريين أو الأجانب.