ذكرى ميلاد سمير غانم.. مشاهد من سنوات النشأة والطفولة
آخر تحديث: الإثنين 15 يناير 2024 - 8:02 م بتوقيت القاهرة
محمد حسين
تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان الكبير سمير غانم، الذي ولد في 15 يناير 1937 لعائلة من أصول صعيدية تتابع أبناؤها على منصب عمدة قرية "عرب الأطاولة" بأسيوط.
ونشأ سمير غانم في عائلة ذات مستوى اجتماعي جيد؛ إذ كان والده يوسف غانم يعمل ضابط شرطة، وكان من المتوقع أن يرث سمير عن والده النسر والنجوم اللامعة على الكتف.
والتحق بالفعل بالدراسة بكلية الشرطة لكن رسوبه لسنتين متتاليتين عرضه للفصل وأنهى مشوار الضابط سمير غانم قبل أن يبدأ، وتوجه للدراسة بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية ومنها بدأ حضوره الفني المميز من خلال نشاط المسرح الجامعي.
ومع ذكرى ميلاد أسطورة الضحك نستعرض لمحات من سنوات نشأة سمير غانم:
* إعجاب بشارلي شابلن
وفي صِغره تأثر سمير كثيرًا بشارلي شابلن، وكان معجبًا بقدراته الجسديَّة، وتوظيفها في صناعةِ الكوميديا كما كان نجيب الريحاني نجمَه المفضَّل والأول، وكان يتمنَّى أن يراه أو يرى شكله في الشباب، كان عشقَه الأول في الكوميديا، وكان يرى أنه يستحقُّ الأوسكار، ومن الأمور التي أعجبَ بها سمير في موهبة الريحاني قدرتُه على الإضحاك في ظلِّ جديَّته، وكذلك تمكنُه من الأداء، وفقا لما ورد بكتاب "سمير غانم..آنستونا" لضياء مصطفى.
* ساعة لقلبك
وتحدث الكتاب في موضوع آخر عن التكوين الفني المبكر لسمير غانم؛ فحينَ كبر تعلقَ بشدَّة ببرنامج الاسكتشات الفكاهي الشهير «ساعة لقلبك»، كان يقفُ بجوار الراديو- الذي يضعه والدُه في ارتفاعٍ عال- يستمعُ له في إنصات، وهو ما شكَّل جزءًا كبيرًا من تكوينه الكوميدي، انعكسَ لاحقًا على أدائه للكاركترات، خاصَّة محمد أحمد المصري «أبو لمعة»، والخواجة بيجو «فؤاد راتب»، ومحمد يوسف «شكل» ومن الغريب أنه لم يكنْ متعلقًا بالفنان الراحل إسماعيل يس، رغمَ أنَّ سنوات تألُّق الأخير كانت في صبا وشبابِ سمير، الذي كان معجبًا بالإيقاع السريع لنجوم ساعة لقلبك وذاتَ يوم، أعلنوا في بني سويف أنَّ إسماعيل يس قادمٌ لعرض إحدى مسرحياته، وحضرَها سمير، وكان وقتَها في سنِّ المراهقة، لكنه لم يستمتع بها بسببِ الزحام وعدمِ تجهيز المسرح، الذي كان مكشوفًا بشكل تام، ربَّما كان هذا سببًا من أسباب انصراف سمير غانم عنه، فلم يكن إسماعيل يس من بين المشكِّلين وجدانيًّا لسمير، وكذلك لم يكنِ الوجهَ الكوميدي المفضَّل بالنسبة له، لكنه كان مؤمنًا بخفَّة ظلِّ ياسين.
* آخر دفعة في توجيهي
سمير ممتدٌّ بالأصل والنَّسب لجنوب الصعيد، وتحديدًا أسيوط، التي تبعدُ قرابة الـ٤٠٠ كم جنوبَ العاصمة القاهرة، لكنَّ النشأة كانت في شماله بينَ الفيوم التي حصلَ فيها على سنوات دراسته الأولى، التي كان يتذكرُ أيامَها دائمًا كالحلم، وتمرُّ أمام عينه منها صورٌ ومواقفُ متفرقة دون إدراك كامل للحياة هناك، بينما حصل على شهادةِ التوجيهية «الثانوية العامة» في بني سويف، وهي أيضًا تنتمي إلى شمال الصعيد، وفيها عاشَ سمير لفترة أطول، وكان لديه فيها ذكرياتٌ وحكايات كثيرة، وهو ضمن آخر دفعة حصلت على التَّوجيهية «قسم أدبي» بهذا المسمَّى قبل أن تصبح الثانوية العامة.
*مرحبًا بك في بلدك يا سمير
لم يكن سمير يعرف شيئًا عن قريته في صِغره، فقد زارها لأوَّل مرةٍ كبيرًا حين عرضَ مسرحية هناك، وبالتَّحديد في عام 1983، واستُقبل هناك استقبال الفاتحين، وخرج أهالي القرية عن بَكرة أبيهم يستقبلونَ ابنَهم في محطة القطار، ويرفعون لافتات «مرحبًا بك في بلدِك يا سمير»، أحاطوه بطاقةِ حبٍّ لم يتخيَّلها، وكذلك لم ينسَها من يومها، لتتواصلَ روابطُ الحب والصلةِ بينه وبين بلده وكان دومًا يذكر هذا اليومَ بفخر، ولاحقًا- وبعدَ وفاته- أُطلق اسمُه على مجمَّعٍ للمدارس بمسقط رأسِ عائلته، التي ما زالت تحتفظ بعموديَّة القرية حتَّى الآن، وقد ذكر عمدة القرية محمد عمر غانم، بعد وفاة سمير، أنَّ آخرَ زيارة لابن عمِّه كانت في عام 2003 وأنه كان دائم السؤال عنهم.