وول ستريت جورنال: علاقة بايدن ونتنياهو تصل إلى نقطة الغليان

آخر تحديث: الخميس 15 فبراير 2024 - 7:56 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلغت نقطة غليان بينما يلوح اجتياح إسرائيل لمدينة رفح جنوب قطاع غزة في الأفق، مشيرة إلى اعتراف الإدارة الأمريكية بتراجع نفوذها على أقرب حليف لها في الشرق الأوسط.

* تفاقم التوترات بين بايدن ونتنياهو

وأوضحت "وول ستريت جورنال"، خلال تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تلوح في الأفق لاجتياح رفح فاقمت التوترات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، التي أصبحت محبطة على نحو متزايد من محاولتها كبح الهجوم العسكري الإسرائيلي.

وأصبحت تداعيات انعدام الثقة بين بايدن ونتنياهو، اللذين تحدثا 18 مرة منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى)، أكثر وضوحاً خلال الأيام الأخيرة، وفقاً للصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن بايدن يبدو أنه يحاول الآن وضع حد للعملية العسكرية الإسرائيلية المقترحة في رفح حيث يوجد 1.1 مليون فلسطيني معظمهم نازحين.

وفي غضون ذلك، تعهد نتنياهو بالمضي قدماً، قائلاً، أمس الأربعاء، إن إسرائيل ستشن عملية "قوية" في المدينة بمجرد السماح بإخلائها من السكان.

وقال مسئولون أمريكيون لـ"وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة أبلغت أنها – تحت أي ظرف من الظروف – لن تدعم خطة غزو شامل لرفح، وأنها تود رؤية عمليات مستهدفة.

وأضاف المسئولون أن إدارة بايدن طلبت من تل أبيب صياغة "خطة موثوقة" تتضمن عنصراً عسكرياً وإنسانياً إذا قررت تجاهل نصيحة واشنطن وغزو المدينة.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، يؤكد الصدام المتنامي بين الحكومتين بشأن رفح تضاؤل نفوذ إدارة بايدن على نتنياهو بينما يواصل جيش الاحتلال اجتياحه لغزة، حتى مع تنامي الضغط داخل الحكومة الأمريكية لكبح جماح إسرائيل.

* تحقيق أمريكي بشأن غارات إسرائيلية

وفتحت وزارة الخارجية الأمريكية تحقيقاً للنظر في عدة غارات إسرائيلية في غزة أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين، واستخدام إسرائيل المحتمل للفوسفور الأبيض في لبنان، للوقوف على ما إذا كان جيش الاحتلال قد أساء استخدام القنابل والصواريخ الأمريكية لقتل المدنيين.

ويأتي الحديث بشأن عملية في رفح بينما واصلت كل من مصر والولايات المتحدة وقطر العمل على خطط لوقف مستدام للقتال من أجل تأمين إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين المتبقيين لدى حركة حماس مع ضمان أيضاً وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لسكان غزة.

لكن تلك الجهود بدا أنها تنهار، الأربعاء، عندما قالت إسرائيل إنها لن تعود إلى القاهرة لمزيد من المفاوضات.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كان المسئولون الأمريكيون يتكشفون سبل مختلفة للضغط على نتنياهو، لكن بايدن لم يظهر استعداداً لاستخدام أكبر أداة في جعبته: مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس الأمريكي رفض أي حديث عن إبطاء مبيعات الأسلحة إلى تل أبيب، وبدلاً من ذلك اتبع البيت الأبيض نهج علني أكثر انتقادا للحرب الإسرائيلية علي غزة، وأعرب بايدن خلال الأيام الأخيرة عن المزيد من القلق بشأن الطريقة التي يقود بها نتنياهو الهجوم.

وكانت التوترات بين بايدن ونتنياهو تتصاعد منذ شهور. وفي منتصف ديسمبر الماضي، أغضب بايدن نتنياهو والحكومة الإسرائيلية عندما قال للحضور في أحد التجمعات الانتخابية لجمع الأموال إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم حول العالم بسبب "قصفها العشوائي" لغزة.

وخلال الحدث، استذكر بايدن ما قاله لنتنياهو ذات مرة: "قولت: بيبي، أحبك، لكنني لا أتفق مع أي شيء مما تقول"، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال على وضعه.

*نقطة غليان وإنهاء مفاجئ لمكالمة هاتفية

وبحسب مسئولين إسرائيليين وأمريكيين، بلغت العلاقة نقطة غليان في وقت لاحق من ذاك الشهر، عندما أنهى بايدن فجأة مكالمة أجراها معه في أسبوع عيد الميلاد بعد محادثة متوترة بشأن الضحايا المدنيين، وحاجة إسرائيل إلى التحول لمرحلة جديدة في حربها تركز على العمليات المستهدفة، من وجهة نظر واشنطن.

وأوضح المسئولون أن بايدن، الذين كان غاضباً للغاية لدرجة أنه كاد يصرخ في المكالمة، أعلن أن المحادثة "انتهت" وأغلق الهاتف.

ويشعر بعض من أبرز مساعديه بقلق متزايد من أن دعمه لحرب إسرائيل في غزة يخاطر بالإضرار باحتمالات إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

والشهر الماضي، كانت الإدارة الأمريكية تدرس سن حزمة قرارات ترمي لإرسال رسالة استياء إلى إسرائيل.

وقال مسئولون أمريكيون إن الحزمة من شأنها أن تتضمن عكس سياستين من سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب: أحدهما تسمح بتصنيف المنتجات التي تم تصنيعها بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بـ"صنع في إسرائيل"، والأخرى التي قلبت السياسة الأمريكية المستمرة منذ فترة طويلة بشأن أن مستوطنات الضفة تنتهك القانون الدولي.

وأضاف مسئولون أمريكيون أنهم يدرسون أيضاً فرض عقوبات على عضوين بارزين في حكومة نتنياهو اليمينية: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وأوضح المسئولون أن الحزمة مجتمعة كان من الممكن أن ترسل رسالة استياء قوية، لكن في النهاية، فرضت إدارة بايدن عقوبات فقط على أربعة مستوطنين إسرائيليين غير معروفين إلى حد كبير، مما خفف مرة أخرى من رد الإدارة الأمريكية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved