السينما وصورة العرب (5).. بيروت فيلم عن شيطنة العرب حتى وإن كانوا أطفالا

آخر تحديث: الجمعة 15 مارس 2024 - 10:42 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تستعرض «الشروق» على مدار سلسلة تمتد 15 يومًا، حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل "جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم"، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.

وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.

* فيلم بيروت

هو فيلم من تأليف توني غيلروي، وأخرجه براد أندرسون، يحكي قصة دبلوماسي أمريكي يدعى ماسون سكايلز يتعرض حفل يستضيفه لهجوم من قبل "إرهابيين فلسطينيين" يقتلون زوجته، ويُظهر باقي الفيلم كيف يتعامل سكايلز مع هذا الحادث المؤلم بينما يواجه مهمة إنقاذ زميله الذي اختطفته الميليشيا الإسلامية المتطرفة المسئولة عن وفاة زوجته، في أجواء من الأكشن والإثارة تدور أحداثها داخل مدينة صحراوية عربية، وهي بيروت.

وتم تصوير الفيلم في صحراء المغرب بدلا من بيروت في لبنان، ولم يلعب ممثلون لبنانيون أيًا من الشخصيات الرئيسية في هذا الفيلم، فضلًا عن أنه ظهر في الفيلم في الغالب ممثلون من أصل جزائري يلعبون شخصيات لبنانية، بحسب ديلي ميل البريطانية.

"في السينما الحديثة، تطور المعتدي العربي إلى إرهابي عربي" حسبما ذكرت المنظّرة السينمائية المصرية الألمانية فيولا شفيق في مقابلة مع مجلس الإعلام بجامعة نورثويسترن في قطر.

وقالت "شفيق": "وهذا لا يعني أن الجماعات الإرهابية العربية أو الإسلامية غير موجودة، أو أن الهجمات التي نفذتها لم تحدث قط، تمثل هذه الصور إشكالية لأنها الأكثر شعبية، وفي كثير من الأحيان هي الصور الوحيدة للعرب في هوليوود".

وتدور أحداث الفيلم في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ويقوم ببطولة الفيلم جون هام في دور ميسون سكايلز، وهو دبلوماسي أمريكي سابق يعود إلى الخدمة في بيروت من أجل إنقاذ زميل (كال رايلي)، ويشارك في البطولة: روزاموند بايك ، ودين نوريس ، وشيا ويغام ، ولاري باين ، ومارك بيليجرينو .

وتبدأ الأحداث عام 1972، حيث يعيش سكايلز وزوجته ومعهم كريم طفل يبلغ من العمر 13 عاما من أصل فلسطيني، ولديه شقيق يرتبط اسمه بإحدى الأحداث الهجومية التي وقعت ضد لاعبي دولة الاحتلال في أولمبياد ميونخ، ثم ننتقل بالأحداث إلى عام 1982، عندما يعود سكايلز إلى لبنان مرة أخرى ويكتشف أن كريم أصبح قائد مجموعة إرهابية ويطلب أن يكون سكايلز المفاوض بينه وبين الجهات الأمريكية للإفراج عن شقيقه، مقابل الافراج عن كال رايلي صديق سكايلز، ويهددهم إذا لم يحدث تفاوض سوف يبيع رايلي إلى إيران.

ويظهر الفيلم الشخصيات العربية كمتآمرين أو خاطفين أو إرهابين، لا يوجد نمط آخر خارج هذه السياقات إلا فيما ندر، كما يشير إلى أن كل طفل في الشرق الأوسط هو مشروع إرهابي في المستقبل من خلال قصة كريم وعلاقته بسكايلز، حتى الأطفال في المشاهد العامة أثناء تجول سكايلز في بيروت يظهرون وهم يلعبون بأدوات تشبه البنادق والمدفعيات.

اقرأ أيضا
السينما وصورة العرب (4).. خلية هامبورج: فيلم عن خاطفي الطائرات بتفجيرات 11 سبتمبر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved