تراث مصري (15).. البكباشي محمد كامل قائد ثورة الصعيد

آخر تحديث: السبت 15 مارس 2025 - 10:26 ص بتوقيت القاهرة

عبد الله قدري

تواصل جريدة "الشروق" خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تستعرض الشخصيات والمعالم التي تركت بصمتها في التاريخ المصري.

في هذه الحلقة نستعرض قصة البكباشي محمد كامل.

يُعد البكباشي محمد كامل، مأمور أسيوط وابن محافظة بني سويف، أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في اندلاع ثورة 1919 في صعيد مصر.

حيث لم يكتفِ بدعم الثوار معنويًا، بل زودهم بأسلحة الشرطة، ووجههم إلى مهاجمة القوات البريطانية، وسهل لهم طرق الهجوم والهروب، كما حذرهم عند اقتراب الخطر.

نتيجة لذلك، اعتقلته القوات البريطانية وأصدرت أوامرها الصارمة بمعاقبة كل من يساند أسرته أثناء محاكمته. لكن أهالي أسيوط تحدوا هذه التعليمات وأحاطوا أسرته بالرعاية.

أصدرت المحكمة العسكرية البريطانية حكمًا بإعدام محمد كامل، وتجريده من رتبته العسكرية وحقوقه، في محاولة لترهيب الشعب وإخماد روح المقاومة.

حاولت السلطات مساومته بتخفيف الحكم مقابل الكشف عن قادة الثورة في الصعيد، إلا أنه رفض الإفصاح عن أي أسماء، مؤكدًا أنه لن يساوم على مكانه في الجنة بأي منصب دنيوي.

ورغم الاحتجاجات الشعبية الواسعة على الحكم، تم تنفيذ الإعدام في 10 يونيو، حيث أُلقي جثمانه أمام منزله محاطًا بجنود الاحتلال لمنع إقامة جنازة رسمية له.

عانى أطفاله الثلاثة، خاصة ابنته الصغيرة، من صدمة مشهد والدهم الملقى على الأرض غارقًا في دمائه.

وبعد تدخل أحد الأهالي، دُفن محمد كامل في مقابر خاصة دون تشييع رسمي. كما أُجبرت أسرته على مغادرة أسيوط سرًا على متن قطار الفجر، بعدما منعت سلطات الاحتلال سفرهم في وضح النهار لتجنب التفاف الأهالي حولهم.

ظل اسم البكباشي محمد كامل رمزًا للصمود والتضحية في سبيل الوطن، وأحد الأبطال المنسيين في تاريخ الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني.

 

اقرأ أيضا:

تراث مصري (14).. الفدائي عبدالقادر شحاته

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved