الكاتبة سميحة المناسترلي: ياسمين عبدالعزيز مفاجأة الدراما الرمضانية

آخر تحديث: السبت 15 مارس 2025 - 1:05 م بتوقيت القاهرة

قالت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلي، إننا تعودنا رصد سلبيات وإيجابيات دراما رمضان اليوم برمضان 2025م، ونرى بصيصًا من الأمل لبعض من الأعمال التي اتخذت مسارا جديدا طبيعيا بعيدا عن العنف والإسفاف والسنج والمخدرات والغيبيات والرعب والتفاهة والإسقاطات المبتذلة، وما إلى ذلك من أفكار مضروبة في خلاط بذريعة "الجمهور عايز كده" هذا في تجاهل لإرادة ورغبة المشاهد الحقيقية، لذلك كان علينا رصد الاتجاه الإيجابي لبعض الأعمال منها الكوميدي والاجتماعي والتاريخي وغيره، وأهم ما يميزها هو احترام عقلية المشاهد.

وتابعت: "نبدأ بمسلسل وتقابل حبيب الذي شد جمهور المشاهدين منذ الحلقة الأولى؛ لتوافر عناصر النجاح بداية من الفكرة والمعالجة والأداء المتميز للفنانين، واحترام رغبات الجمهور الحقيقية بدراما واقعية تصل لوجدان الأسرة المصرية والعربية، فكان على رأس المسلسلات نجاحا وجذبا للمشاهد بلا جدال".

وأوضحت المناسترلي، أن مسلسل "وتقابل حبيب" تألق فيه فريق العمل، وكل المشاركون بقيادة مايسترو العمل المخرج محمد حمدي الخبيري، ومؤلفه المتجدد عمرو محمود ياسين، واللذان استطاعا إظهار الجانب الناضج والمبهر لقدرات الفنانة ياسمين عبدالعزيز من خلال هذا المسلسل، فكانت مفاجأة دراما رمضان، وكان ضجيج وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بأداءها المتألق المتمكن للزوجة المقهورة التي تعرضت للخديعة من زوجها وأسرته، في سبيل تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية.

وصفت الكاتبة سميحة المناسترلي، دور الحماة "الحرباء" القاسية المتلونة والتي جسدته الفنانة "أنوشكا" بأسلوبها السهل الممتنع بالدور الصعب قبوله والقيام به بهذه الحرفية والإبداع.

وتابعت: "أما النجم صلاح عبدالله فحدث ولا حرج فهو الحما الداهية رغم مرضه وتحركه على كرسيه المتحرك، فإنه يقود الجميع من خلال سيطرته وخبراته الحياتية المتراكمة، ونأتي إلى الزوج والابن الأكبر المتلاعب خالد سليم نراه مرتديًا ثوب لم نعتاده، ولكنه تمكن من أجادته تماما".

وأكملت: "أما القدير رشوان توفيق فهو أيقونة المسلسل الذي أضاف لدوره - لمسة الجد الحنون والمساند لحفيدته ياسمين عبد العزيز- والقاضي السابق النزيه، والفنانة الكبيرة حنان سليمان الأم المثقفة الطيبة المتفهمة، المساندة لابنتها في ما تمر به من صراعات تدمر أسرتها وحياتها بأداء بسيط واقعي رائع، والفنانة نيكول سابا فهي إضافة قوية للمسلسل أثبتت قدراتها كممثلة متمكنة في أداء جديد، وشرير مختلف هو إضافة كبيرة لها، والنجم كريم فهمي في دور فارس- أخو الزوج، والشخصية الوحيدة السوية داخل الأسرة الرافض لقوانينها التي تحركها عصا الأم، وتخطيط الأب المريض، يسير في خط رومانسي مبرر ومحبب للمشاهد، ومحمود عمرو ياسين هو الأخ الأصغر مسلوب الشخصية، وسط هذه الصراعات الأسرية في أداء جاذب بسيط".

وأضافت المناسترلي، أن المؤلف المبدع عمرو محمود ياسين استطاع أن يقدم معالجة جديدة للفكرة، وتمكن من إيجاد المبررات للتصاعد الدرامي والحبكة المدروسة من خلال التركيبة الخاصة لكل شخصية وتفاعلها في الأداء، والوصول لذروة الصراع، وتفاقم مسبب للأحداث حيث كان خلفية اضطهاد الراحلة زوجة "فارس" من الأم والتي أجادته الفنانة ندى موسى سبب في تعاطفه "فارس" مع ما تعانيه طليقة أخيه من اضطهاد وظلم وقسوة من أمه، وأخيه وزوجة أخيه، حيث يدفع ثمنه الأطفال بلا رحمة.

وأكدت الكاتبة سميحة المناسترلي، أنه هنا يظهر احترام الكاتب لعقلية المشاهد في ترتيب الأحداث وجو التلصص والفتن داخل المنزل، وأن المخرج محمد حمدي الخبيري، وفق مع الكاتب في رسم الشخصيات والعمل على اظهار الجوانب السلبية والإيجابية مع كل نجوم العمل بما فيهم الوجوه الجديدة المبشرة بنجاحات قادمة في تناغم محسوب، وإعلاء وتيرة الأحداث بتطور مقنع تماما، وأداء مقنع من كل من "بسنت شوقي - منة عرفة - إنجي كيوان – جيهان خيريبسنت أبو باشا – بتول الحداد – ريم رأفت – كريم عبدالخالق"، مع ملامسة الخط الكوميدي، ومشاركة من بدرية طلبة، كما كان اختيار أماكن التصوير والإضاءة موفق تماما، وأداء يذكرنا بعبق وعمق التمثيل، والأداء الحقيقي كعهدنا بنجوم صناعة الدراما في الزمن الجميل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved