ماذا نعرف عن تفاصيل عبور أول وفد درزي سوري خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرائيل؟

آخر تحديث: السبت 15 مارس 2025 - 2:15 م بتوقيت القاهرة

وكالات

عبر وفد يضم نحو ستين رجل دين من الدروز السوريين خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل، أمس الجمعة، في أول زيارة من نوعها منذ حوالى خمسين عاما وتتضمن الصلاة في مقام النبي شعيب.

ووصل الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، وتوجه شمالا للقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وفق مصدر مقرب من الوفد.

وذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، أن العشرات من رجال الدين وآخرين من الأقلية الدرزية في سوريا، عبروا إلى الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان أمس الجمعة للمرة الأولى منذ عقود.

وعبر الدروز السوريون، المنطقة الحدودية شديدة التحصين مستقلين ثلاث حافلات، يرافقهم أفراد من الجيش الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يزوروا ضريحا دينيا على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وتأتي الزيارة النادرة بعد مرور ثلاثة أشهر على نهاية سيطرة عائلة الأسد على مقاليد السلطة في سوريا على مدار خمسة عقود، وقالت إسرائيل إنها مستعدة لحماية دروز سوريا إذا تعرضوا لهجوم من جانب الحكام الجدد في سوريا.

ورفض الكثير من الدروز عروض إسرائيل، ويتهم المنتقدون إسرائيل بأنها تحاول إضعاف سوريا وتقسيمها عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ومع ذلك، رحبت مجموعة من الدروز من مرتفعات الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بالدروز السوريين عند نقطة العبور ولوحوا بعلم الأقلية الدينية متعدد الألوان، ورددوا باللغة العربية "مكتوب على أبوابنا مرحبا باحبائنا".

وتعد الطائفة الدرزية واحدة من الطوائف الدينية الأكثر انعزالا في الشرق الأوسط.

وتحيط هالة من السرية بمعظم الممارسات الدينية ولا يتم السماح لأي أشخاص بالتحول إلى العقيدة الدرزية.

ويعيش في سوريا أكثر من نصف الدروز البالغ عددهم قرابة مليون درزي في أنحاء العالم. ويعيش معظم الدروز الآخرين في لبنان وإسرائيل ومرتفعات الجولان ، وهى هضبة صخرية استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب الشرق الأوسط عام 1967.

ولا يعترف بضم إسرائيل للمنطقة في عام 1981 سوى الولايات المتحدة ويعتبر بقية دول العالم الجولان أرضا سورية محتلة.

وكان العبور من سوريا إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل من الجولان مقيدا في الماضي . وطلبت القيادة الدينية للطائفة الدرزية في لبنان من رجال الدين بعدم زيارة إسرائيل، وقالت إن أولئك الذين يفعلون ذلك يخالفون أوامرها.

ورغم أن المواطنة الإسرائيلية مفتوحة لدروز مرتفعات الجولان، اختار معظمهم عدم الحصول عليها وإن كانوا يتمتعون بحقوق الإقامة.

وانفصلت بعض العائلات جراء ما هو معروف بخط ألفا، وهو بداية منطقة عازلة تفصل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل من مرتفعات الجولان، عن سوريا.

وتمكن الدروز من الاحتفاظ بهويتهم السورية تاريخيا في ظل الحكم الإسرائيلي، وعلى الجانب السوري من الحدود، تبنى الدروز بصفة عامة القومية العربية، بما في ذلك دعم القضية الفلسطينية.

وتأتي الزيارة النادرة بعد مرور أيام على اشتباكات بين مقاتلين موالين لبشار الأسد وقوات الحكام الجدد في سوريا ، والتي فجرت أسوأ عنف شهدته سوريا منذ شهر ديسمبر الماضي عندما أطاحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد من سدة الحكم.

وأدت الاشتباكات إلى موجة من الهجمات الانتقامية في المنطقة الساحلية السورية من جانب مسلحين سنة ضد أفراد الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن قرابة 1500 مدني، معظمهم من العلويين، قُتلوا خلال الاشتباكات وإطلاق النار على مدار ثلاثة أيام.

ومثل الكثير من الأقليات العرقية والدينية في سوريا ، يشعر الدروز بالقلق إزاء الطريقة التي سوف تعاملها بها الحكومة الانتقالية الجديدة، رغم أن السلطات وعدت بدمجهم في العملية السياسية.

ومن المقرر أن يلتقي وفد الدروز من سوريا مع الزعيم الديني للطائفة في إسرائيل موفق طريف لمناقشة أوضاع الدروز في سوريا.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد صرح يوم الأحد الماضي أن إسرائيل سوف تسمح للدروز من سوريا بدخول بلاده للعمل رغم أنه من غير الواضح التاريخ الذي سوف يبدأ فيه تطبيق ذلك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved