دفتر القاهرة (14).. حكاية بابي الفتوح والنصر
آخر تحديث: الجمعة 15 أبريل 2022 - 10:31 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
طوال شهر رمضان، تصحبكم "الشروق" في رحلة مع تاريخ محافظة القاهرة ومعالمها وحكاياتها المحفورة في ذاكرة التاريخ، وتذخر بها العديد من المجلدات والكتب.
وفي هذه الحلقة، تعرض "الشروق" أشهر أبواب القاهرة الفاطمية.
باب الفتوح
باب الفتوح يقع بالقرب من ميدان باب الشعرية، وكان في بدايته حينما بناه جوهر الصقلى يقع جنوب موقعه الحالي بالقرب من المكان الذي كان يشغله قصر المعز لدين الله الفاطمي، وحينما وسع بدر الجمالي مساحة القاهرة نقله بالقرب من جامع الحاكم بأمر الله.
باب الفتوح أثناء حكم الفاطميين كان مخصصا لخروج جيوشهم للفتوحات أو لقتال الاعداء، وبعدهم كان يدخل منه سلاطين بني أيوب بملابس السلطنة، وهي خلعة الخليفة العباسي، وكان السلطان يدخله راكبا فرسه وبجواره وزيره على فرس آخر يحمل فوق رأسه عهد الحكم الصادر من الخليفة العباسي للسلطان الايوبي، وكان أول من دخله منهم صلاح الدين الأيوبي وقيل انه كان يرتدي جبة سوداء وطوفا من الذهب.
باب النصر
باب النصر يقع الآن بالقرب من باب الفتوح، وفي بدايته حينما بناه جوهر الصقلى كـان أقـرب لقلب القاهرة حيث الجامع الأزهر وقـصـر المعـز الذي في جانب من مكانه الآن جامع الحسين، وفي أيام الخليفة المستنصر بالله الفاطمي تمت زحزحته إلى الشمال بما يتناسب مع اتساع القاهرة في ذلك الوقت.
وقد كان الباب مخصصًا لدخول الجيوش الظافرة إلى القاهرة سواء التي انطلقت من مصر لمواجهة الأعداء الصليبيين على ايام الفاطميين والأيوبيين، أو الجيوش التي غزت مصر على ايام العثمانيين، فقد دخل من باب النصر السلطان سليم الأول العثماني بعد انتصاره على طومان باى آخر سلاطين دولة المماليك. ومر من باب زويلة قبل أن يتوجه الى بولاق.
ومن يومها صار ولاة مصر المعينون من قبل التاج العثماني في اسطانبول قبل أن يباشروا مهام عملهم يستمدون شرعيتهم من المرور وسط أمراء المماليك من باب النصر وباب زويلة.