#شروق المونديال.. القصة الثالثة «1958».. جوست فونتين هداف المونديال «بالصدفة»

آخر تحديث: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 4:11 م بتوقيت القاهرة

محمد عبد المحسن

بعد مرور ستون عامًا على نهائيات كأس العالم 1958، لا يزال اسم الفرنسي جوست فونتين، مسطرًا بأحرف من نور في تاريخ البطولة العاليمة، حين استطاع أن يسجل 13 هدفًا لمنتخب الديوك في مونديال السويد، ليصبح أكثر لاعب تسجيلًا للأهداف في نسخة واحدة من نسخ المونديال.

ولد فونتين، في المغرب 18 أغسطس 1933  بمدينة مراكش المغربية، حيث عين أبوه الذي أتى من مدينة تولوز الفرنسية، مفتشا في إحدى شركات السجائر.

 

ميول الشاب فونتين، إلى التهديف بدأت تظهر منذ أن بدأ مداعبة الكرة، وزادت نماء وصقلا في فريق الاتحاد الرياضي المغربي، حيث أظهر مهارات عالية واستعدادًا فنيًا وبدنيًا طيبًا، بانطلاقاته المركزة في المحور، التي كانت تزرع الخوف والارتباك وسط المدافعين.

 

في عام 1953 شوهد من طرف مسؤولي نادي نيس، الذين قرروا ضمه إلى الفريق، فسافر فونتين إلى سواحل الجنوب الفرنسي وانضم إلى الفريق الأول لمدة ثلاثة مواسم، قبل أن يقرر الانضمام إلى فريق ريمس في صيف عام 1956، خلفا للهداف المعروف ريمون كوبا، الذي انتقل إلى ريال مدريد الاسباني.

 

وفي هذا النادي انفجرت مواهب الهداف القادم إلى الأضواء العالمية، حيث تمكن من تسجيل 116 هدفا في الدوري الفرنسي بين 1956 و1960، ونال لقب هداف الدوري مرتين عام 1958 بتسجيله 34 هدفا، وعام 1960 بتسجيله 28 هدفا، واحتل في المرتين الأخريين المركز الثاني في لائحة ترتيب الهدافين.

 

انضم إلى المنتخب الفرنسي في 7 أكتوبر 1956، ولعب أول مباراة له مع الديوك ضد منتخب المجر في كولومب، إلا أنه غاب عامًا كاملًا عن التشكيلة، قبل أن يعود إليها كلاعب احتياطي.

 

وفي نهائيات كأس العالم 1958 التي أقيمت في السويد، سافر فونتين، مع منتخب بلاده كلاعب احتياطي، إلا أن إصابة هداف الفريق الأساسي بيار، أتاحت له الفرصة ليكون ضمن التشكيلة الأساسية، وعندها بدأت قصة هداف من طراز نادر سيظل اسمه خالدا بفضل أهدافه الـ13 التي عجز كل هدافو العالم عن تسجيلها أو تخطيها في النهائيات إلى اليوم.

 

أول مباراة لفرنسا في مونديال 1958 كانت أمام البارجواي في 6 يونيو في مدينة نوركوبينج الصغيرة، حيث حقق الفرنسيون  نتيجة باهرة عندما سحقوا خصومهم 7-3، وكان لفونتين حصة الأسد بتسجيله ثلاثة أهداف جعلت بدايته صاروخية في النهائيات برغم مشاركته الخامسة فقط في صفوف منتخب بلاده.

 

خمسة أيام بعد ذلك التقت فرنسا منتخب يوغوسلافيا القوي، وبرغم توفق فونتين، في تسجيل هدفين إلا أن ذلك لم يمنع اليوغوسلاف من تحقيق الفوز 3-2، غير أن هذه الهزيمة لم تؤثر على مستقبل المنتخب الفرنسي في المنافسة حيث تأهل إلى الدور ربع النهائي.

 

وفي 15 يونيو استرجع الفرنسيون إمكانياتهم وتمكنوا من تجاوز الهزيمة أمام يوغوسلافيا وسحقوا أيرلندا الشمالية في الدور ربع النهائي برباعية نظيفة سجل منها فونتين، هدفين، ليتأهلوا بذلك إلى الدور نصف النهائي.

 

في هذا الدور كان لزاما على زملاء فونتين تجاوز المنتخب البرازيلي، الرهان كان صعبا غير أنه لم يكن مستحيلا.

 

منتخب السامبا تقدم بهدف مباشرة بعد بداية المباراة، غير أن فونتين تمكن من التعديل، مسجلا بذلك أول هدف في مرمى الحارس البرازيلي خلال هذا المونديال، غير أن البرازيليون حسموا نتيجة المباراة لصالحهم بنتيجة 5-2 وتأهلوا إلى المباراة النهائية.

 

أما المنتخب الفرنسي فبعد أداء مشرف ختم المنافسة في المركز الثالث بعد تغلبه في مباراة المركز الثالث على ألمانيا 6-3، منها رباعية لفونتين، فتوج بلقب هداف الدورة ب13 هدفا، وهو الرقم الذي لا يزال صامدا إلى يومنا هذا.

 

بعد المونديال صار فونتين نجم فرنسا، وأحد أبرز الهدافين في الدوري الفرنسي، غير أن الأقدار كانت تخبئ لهذا الهداف من الطراز النادر مفاجآت غير سارة، بدأت في 20 مارس 1960، في مباراة ناديه ريمس أمام سوشو في الدوري، حيث تعرض إلى كسر مزدوج في الساق عندما اصطدم بالمدافع سيكو.

 

حاول فونتين، العودة إلى الملاعب وتمكن من المشاركة في مباراة فرنسا أمام بلغاريا في ديسمبر1960، غير أن لعنة الإصابة بقيت تلاحقه وتوقف عن اللعب في يناير1961.

 

وفي صيف العام نفسه استسلم فونتين لقدره وفضل وضع حد لمشوار قصير لكنه زاخر بالأهداف وأهمها 13 هدفا جعلته يدخل التاريخ من بابه الواسع.

 

فونتين علق عن اعتزاله قائلا: «منذ أكثر من عام وأنا أعاني من الآلام، صارعت كثيرا هذه الآلام لكني فشلت في هذه المواجهة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved