إيلون ماسك يثير الشكوك حول صفقة تويتر بسبب الحسابات المزيفة
آخر تحديث: الأحد 15 مايو 2022 - 10:44 م بتوقيت القاهرة
أ ش أ
تسبب إيلون ماسك، في فوضى جديدة بالسوق بسبب عرضه استحواذه على "تويتر"، يوم الجمعة، حيث ادعى أولا أن عرضه "معلق مؤقتا" ثم أكد أنه "لا يزال ملتزما" بالصفقة، ما دفع أسهم عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى الانهيار.
نشر الملياردير في البداية تغريدة مبكرة مفادها أن الصفقة البالغة 44 مليار دولار مُعلقة حتى يتلقى مزيدا من المعلومات حول نسبة الحسابات المزيفة على موقع التواصل الاجتماعي، ما أدّى إلى انخفاض سهم "تويتر" بنسبة تصل إلى 25% في تداولات ما قبل السوق. وبعد ساعات قليلة نشر تغريدة أخرى يقول فيها إنه "لا يزال ملتزما" بالصفقة. عوّضت أسهم "تويتر" بعض خسائرها وانخفضت بنسبة 9.5% في نيويورك.
قال ماسك، إنه ينتظر تفاصيل عن ملف حديث من تويتر يفيد بأن الحسابات المزيفة على منصة التواصل الاجتماعي لا تشكل إلا نسبة أقل من 5% من مستخدميها. وذكر موقع تويتر في أحدث نتائجه الفصلية أن "متوسط عدد الحسابات الزائفة أو الطفيلية خلال الربع الأول من عام 2022 يمثّل أقل من 5% من عدد المستخدمين اليوميين النشطين شهريا خلال هذا الربع"، لكن موضوع البيانات كان جزءا من الملفات المودعة فصليا لـ"تويتر" لما يقرب من عقد من الزمان. وقالت شركة التواصل الاجتماعي إنها طبّقت "حكماً مهماً" على أحدث تقديراتها، وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى.
كافة السيناريوهات
أفاد باراغ أغراوال، الرئيس التنفيذي لـ"تويتر"، في سلسلة من التغريدات بعد ساعات عدة، إنه رغم توقعه لإتمام الصفقة، إلا أن الشركة يجب أن تكون "مستعدة لجميع السيناريوهات"، وأضاف: "لن أستخدم الصفقة كذريعة لتجنب اتخاذ قرارات مهمة بشأن صحة الشركة، ولن يفعل هذا أي قائد في "تويتر".
كانت محاربة الحسابات المزيفة تمثل حجر الزاوية في محاولة "ماسك" لإصلاح "تويتر". وفي بيان إعلانه لصفقته لشراء الشركة الشهر الماضي، كشف عن رغبته في هزيمة "روبوتات البريد العشوائي"، والتحقق من أن جميع الحسابات تعود لبشر حقيقيين، وجعل خوارزمياتها مفتوحة المصدر. وقال "ماسك" أيضا إنه يرغب في جعل المنصة حصناً لحرية التعبير، وإزالة حواجز الإشراف على المحتوى.
يُسمح حاليا باستخدام برامج الروبوت على "تويتر"، رغم أنه بموجب سياسة الشركة، يُفترض أن تشير هذه الحسابات إلى أنها آلية. وأطلقت المنصة أيضا تسمية للروبوتات "الجيدة"، مثل حساب "@tinycarebot"، وهو حساب يقوم بنشر تغريدات تذكير بالرعاية الذاتية. ومع ذلك، فإن روبوتات البريد العشوائي غير مسموح بها، ولدى الشركة سياسات تهدف إلى مكافحتها.
تنامت الشكوك في الأيام الأخيرة حول قدرة "ماسك" على التراجع عن استحواذه على "تويتر"، وأن رجل الأعمال قد يفكر في تخفيض سعر عرض شرائه لموقع التدوينات القصيرة. كانت الصفقة برمتها خطوة غير تقليدية، حيث تحول "ماسك" من كونه مستخدماً غزير الإنتاج "فقط" ليكشف عن امتلاكه لأكثر من 9% من أسهم الشركة، ثم أطلق عرض استحواذ غير مرغوب فيه، دون خطط تمويل مفصلة، في غضون أسابيع. حدث كل ذلك في وقت واحد بسرعة فائقة جزئياً لأن "ماسك" تنازل عن فرصة النظر إلى الموارد المالية لـ"تويتر" الأبعد عما هو متاح للجمهور.
الحسابات المزيفة
قالت سوزانا ستريتر، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في "هارغريافز لانسدون" (Hargreaves Lansdown): "ستكون هناك أيضا أسئلة حول ما إذا كانت الحسابات المزيفة هي السبب الحقيقي وراء تكتيك التأخير هذا، نظرا لأن تعزيز حرية التعبير بدلا من التركيز على تشكيل الثروة بدا الدافع الأساسي للاستحواذ. إن 44 مليار دولار مبلغ ضخم، وقد تكون استراتيجية للعودة مجدداً إلى المبلغ الذي هو على استعداد لدفعه للحصول على المنصة".
تتضمن عملية الاستحواذ المقترحة مبلغ مليار دولار كرسوم تفكيك على كل طرف، والتي يجب على "ماسك" دفعها إذا أنهى الصفقة، أو فشل في تقديم تمويل الاستحواذ كما وعد. وليس من الواضح ما إذا كان التحديث الذي أجراه "تويتر" على عدد الحسابات المزيفة، إن كان أكبر من 5% فعلياً، سيؤدي إلى ما يُسمّى ببند التأثير الضار المادي، الذي يحرر "ماسك" من دفع رسوم التفكيك.
قال أندرو فريدمان، الشريك في شركة المحاماة "أولشان فروم أند ولوسكي" (Olshan Frome and Wolosky): "كان ينبغي على ماسك أن يهدأ قليلاً وألا يتصرف بتسرع شديد. كان يجب أن يفعل ما يفعله أي مستحوذ آخر يشتري شركة بحجم "تويتر" أي بذل العناية الواجبة. لكن ماسك هو ماسك وسيفعل ما يشاء".
تضخم الفارق في الصفقة، والذي أعطى مؤشرا حول مدى اعتقاد "وول ستريت" بأن عملية الاستحواذ ستكتمل، بشكل أكبر يوم الخميس إلى 9.11 دولار من 8.11 دولار في الجلسة السابقة. كان هذا أوسع مستوى منذ أن أطلق الملياردير محاولته الشهر الماضي لشراء "تويتر" مقابل 54.20 دولار للسهم، وضعف ما كان عليه الأسبوع الماضي عندما أعلن عن التزام تمويل بنحو 7.1 مليار دولار.
خفض التكاليف
ظهرت أحدث تغريدات "ماسك" بعد ساعات فقط من ورود أنباء عن تجميد "تويتر" للتوظيف كجزء من جهود خفض التكاليف قبل الصفقة. سيغادر اثنان من كبار قادة "تويتر" أيضاً، قال كل من كايفون بيكبور، رئيس المنتجات الاستهلاكية، وبروس فالك، المسؤول عن الإيرادات في منشورين عامين منفصلين، إن "أراغوال" طلب منهما مغادرة الشركة.
تعكس التغييرات حالة اللا يقين الحالية التي تعيشها "تويتر" أثناء انتظارها لمالك جديد. قالت شركة "هينبينبيرغ ريسيرش" (Hindenburg Research)، وهي شركة أبحاث استثمارية تركز على البيع على المكشوف للناشطين، يوم الإثنين، إنها ترى "خطرًا كبيراً" يتمثل في إعادة تسعير عرض "ماسك" المقترح وتخفيضه.
أشار المحللون إلى الانهيار المستمر في أسهم شركات التكنولوجيا، ونتائج "تويتر" الضعيفة للربع الأول، بما في ذلك إعادة ذكر سنوات عدة من أرقام المستخدمين، واحتمال أن يبيع "ماسك" حصته البالغة 9% إن لم تتم الصفقة.
سيرك أم شركة؟
وقع موظفو "تويتر" في دوامة عاطفية لأسابيع. وقال أحد الموظفين، يوم الجمعة، إنه شعر وكأنه يعمل في سيرك، وإنه للمرة الأولى يفكر في تغيير وظيفته.
بصرف النظر عن الشكوك حول مدى انتشار روبوتات البريد العشوائي على منصة "تويتر"، لا يزال أغنى شخص في العالم يعمل على تأمين الأموال لإتمام الصفقة فعلياً. أجرى "ماسك" محادثات مع المستثمرين لجمع ما يكفي من رأس المال والتمويل المفضل للتخلص من الحاجة إلى أي قرض هامشي مرتبط بأسهمه في "تسلا"، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع.
كشف "ماسك" مؤخرا عن 7.1 مليار دولار من التزامات حقوق الملكية من مستثمرين منهم لاري إليسون و"سيكويا كابيتال" (Sequoia Capital) وقطر القابضة، والأمير السعودي الوليد بن طلال، مع قيام الأخير بدفع أسهمه في "تويتر" ضمن الصفقة.
قال نيل كامبلينج، رئيس أبحاث الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في "ميرباود إيكويتي ريسيرش" (Mirabaud Equity Research): "لم يحصل ماسك على تمويل كامل مطلقا، نحن نعلم ذلك من خلال محاولاته المستمرة للحصول على الدعم المالي، ولكنه يمتلك أيضا جميع البطاقات. لقد احتجز مجلس إدارة "تويتر" كرهائن وليس أمامهم سوى إلقاء اللوم على أنفسهم في هذه الفوضى. لن يظهر أي مشترٍ آخر. إذا قرر ماسك أنه لا يزال مهتماً، فيمكنه تحديد سعره ولن يكون أعلى".