تقديد اللحوم.. أقدم الطرق الشعبية في واحات الوادي الجديد لحفظ لحوم الأضحية

آخر تحديث: السبت 15 يونيو 2024 - 11:37 ص بتوقيت القاهرة

عمرو بحر:

أحد الباحثين: قديما اللحم المقدد كان يصلح لمدة عام بداخل الأواني الخوص

 

منذ سنوات عديدة وقبل أن تظهر وسائل وطرق الحفظ الحديثة في المبردات وثلاجات الحفظ، اعتاد أهالي واحات الوادي الجديد، على عادة تقديد لحوم الأضحية للحفاظ عليها من التلف واستخدامها وطهيها لأطول فترة ممكنة تمتد إلى عدة شهور وتصل إلى عام.

واعتادت النساء على عادة تقديد اللحوم وحفظها من عيد الأضحى حتى يتم طهيها في ليلة العاشر من شهر محرم وهو يوم عاشوراء، وأصبحت كثرة اللحوم في العيد قديما لا تشكل عبئا أو خسارة مادية في حالة عدم القدرة على حفظها كما يعتقد البعض.

ويقول محمود عبد ربه، أحد أهالي واحات الوادي الجديد والباحث في تراث الواحات، إنه مع حلول عيد الأضحى المبارك يتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول الطرق القديمة لحفظ لحوم الأضحية في واحات الوادي الجديد، وكيف كان الأهالي قديما قادرون على حفظ اللحوم في ظل عدم وجود ثلاجات ووسائل حديثة، فكانت الطريقة الأساسية هي "تقديد اللحوم" وصناعة اللحم المقدد.

وتابع، "حيث كان الأهالي يقطعون اللحوم إلى قطع صغيرة وتغمر بالملح الكثيف وتترك في الشمس حتى تجف من المياه تماما، وكان البعض يضعها في الفرن البلدي القديم لضمان جفافها من المياه".

وأوضح عبدربه، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن اللحوم المقددة كانت تبدو جافة جدا ويتم وضعها في أواني مصنوعة من الخوص ويتم غلقها لضمان عدم تلوثها، وفي ظل أن الأواني الخوص كانت مفرغة كانت اللحوم المقدده يمتد استخدامها لشهور وتصل إلى عام كامل، وكانت تقدد اللحوم للحجاج قبل السفر قديما لآداء مناسك الحج التي كانت تصل إلى 3 أشهر.

وأوضح، أن تقديد اللحوم من الموروثات التي كانت تستخدمها الحضارات القديمة للحفاظ على الأطعمة والحصول على قيمة غذائية عالية، وحديثا جاءت طريقة حفظ اللحوم من قوة البكتيريا النافعة والفطريات المحددة لتصنيع الأطعمة الصحية، وتكوين طبقات من الحمضيات والأملاح والتوابل لتقديد اللحوم تلك المهارات والأساليب الذكية التي يجب أن تعرفها الأجيال الحديثة، ففي الموروث الشعبي الواحاتي كان الأهالي يقددون اللحوم لطهيها في يوم عاشوراء في الفترة من ذي الحجة حتى شهر محرم، وحتى الفترة الحالية لازال عدد كبير من أهالي الوادي الجديد يحتفظون بجزء من لحوم الأضحية خاصة الضأن والماعز حتى يوم عاشوراء.

وأشار عبدربه، إلى أن تقديد اللحوم هو التشريق في اللغة، وتقديد اللحم عند العرب يعرف بالتشريق، ولهذا السبب سميت أيام التشريق وتبدأ من ثاني أيام عيد الأضحى لمدة 3 أيام، حيث كانت تشرق لحوم الأضاحي فيها قديما قبل ظهور وسائل الحفظ الحديثة، وكان الحجاج يأتون بلحوم الهدي لإجراء التشريق أو التقديد وحفظها وتوزيعها واستخدامها أطول فترة بدلا من فسادها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved