الشاعر هانى عبدالكريم: الكلمات هى مصدر خلود الأغنية وليس اللحن أو الصوت
آخر تحديث: السبت 15 أغسطس 2020 - 8:19 م بتوقيت القاهرة
حوار ــ أمجد مصطفى:
* العمل مع وردة كان حلمًا.. وأغنية «شكرًا» لجورج وسوف وضعتنى فى وضع محرج معها
* فضل شاكر يجمعنى ببليغ حمدى لأول مرة.. وأغنية جديدة مع الشاب خالد قريبًا
* «اه يا ليل» و«مشيت خلاص» من ظواهر الغناء.. ولو طرحت «كنت عارفة» فى زمن السوشيال ميديا لتصدرت التريند
* أمى كانت ترانى طفلًا غير طبيعى لأننى أسمع عبدالوهاب وليس حميد الشاعرى
* ثقة صابر الرباعى مسئولية.. وحسين السيد المرجع والعراب
عندما ينال شاعر ثقة كبار نجوم الأغنية المصرية والعربية ويحظى باهتمام خاص منهم، فهو بالتأكيد يمتلك شيئا مختلفا عن باقى الشعراء المتواجدين على الساحة جعله يصل إلى تلك المكانة البارزة، وبالتأكيد لديه القدرة على إقناع أهل المغنى ملحنين ومطربين بموهبته. الشاعر الغنائى هانى عبدالكريم حقق نجاحات كبيرة مع أبرز المطربين منهم المطربة الكبيرة الراحلة وردة وصابر الرباعى وفضل شاكر وجورج وسوف وهانى شاكر ووائل جسار وأصالة وشيرين عبدالوهاب وحسين الجسمى وعمرو دياب ومحمد فؤاد وآمال ماهر. تلك الأسماء وآخرون غيرهم حقق معهم هانى نجاحات ملحوظة، فغالبية الأغانى التى حدث لها دوى وصدى بمجرد أن تفتح غلاف الألبوم سوف تجدها من كلماته. أهم ما يميز هانى عن جيله قدرته على اختيار الأفكار الجديدة وترجمتها إلى عمل غنائى، فى هذا الحوار يكشف عن العديد من المفاجآت الخاصة مع عمله مع بعض هذه الأسماء الكبييرة.
< كيف كانت البداية؟
ــ من نعم ربنا على الإنسان أنه عندما يمنحه الموهبة يعطيه معها الثقة فى نفسه، تلك الثقة تجعلك تستمر ولا تتوقف مع أى مشكلة، وأنا اكتب لكى أستمتع أولا بما أكتبه، تلك هى شخصيتى، وأى فنان أو إنسان يصنع شيئا يؤثر فى المجتمع بشكل إيجابى عليه أن يكون مقتنعا بما يفعله، وأن يصدق نفسه من الأساس، لأنه لو لم يصدق ما يصنعه لن يصل للناس.
دائما كنت أحدث نفسى بأن الذين سبقونا فى المجال وصلوا للناس بسبب صدقهم مع الناس ومع أنفسهم، وبالتالى كان عندى ثقة أننى سوف أنجح.
عند بداية ظهورى للأسف، كانت الشللية منتشرة وبالتالى دخول المجال لم يكن بالأمرالبسيط، ولم تكن هناك السوشيال ميديا وكان الوصول للمطرب أو الملحن صعبا، الآن الوضع تغير، لو وجد الفنان الشاب صعوبة فى مقابلة أحد، من الممكن ان ترسل له عبر الواتساب أو عن طريق صفحاته على السوشيال ميديا، وتترك له ما تشاء، لكن وقتنا لم تكن هناك مقابلات، وكانت هناك مجموعة معينة مسيطرة ويحتكرون صناعة الأغانى، وبالتالى كان دخول أى شاعر أو ملحن جديد صعب، خاصة اننا كنا نمر بمرحلة انتقالية. وهى مرحلة ما بعد حميد واشرف عبده.
وقتها كان المنتج يدعم نظرية الشلة، وعندما تذهب له، يقول لك اذهب إلى فنان بعينه.
المنتج رافض التجديد يسير مع الموجة وكانت هذه الأغانى تدر ربحا كبيرا، لكن سلبية هذا الأمر فى عدم وجود منافسه، السوق مغلق على بعض الأسماء، الآن الفرصة أكبر.
لكن قبل ذلك وأنا فى المرحلة الثانوية بدأت مع زملائى اكتب وهم يلحنون كنا متصورين أننا نصنع أغانى، واخترت كلية فنون تطبيقية ورفضت هندسة بنها وهى مدينتى بالمناسبة، حتى أكون فى القاهرة بجوار الفنانين لأبدأ مشوارى، ووقتها كنت اقوم أنا وزملائى بعمل أغانى الجامعة فى الحفلات والمسرحيات التى كنا نقدمها بمسرح الجامعة.
< هذه كانت قوانين السوق وقتها فكيف استطعت ان تنفذ منها؟
ــ قبل هذا أود أن أؤكد أننى منذ أن كنت فى المرحلة الابتدائية والإعدادية وأنا اقرأ الشعر، وكنت «سميع»، كنت أسمع عبدالوهاب وأنا صغير السن وقت أن كان كل الشباب يسمع حميد وجيله، لدرجة أن أمى كانت ترانى انسان غير طبيعى، لأننى أسمع عبدالوهاب فى هذه السن، كنت استيقظ لأسمع «النهر الخالد» و«لأ مش انا اللى أبكى».
< قلت إن البداية كانت من الجامعة.. هل هناك اسماء ظهرت بخلافك على الساحة؟
ــ من فنون تطبيقية، للأسف لا، لأن أغلبهم اتجه إلى أعمال أخرى، أما أنا فكان هدفى أن أكون شاعرا، لكن من الكليات الأخرى ظهر فى نفس فترتى عمرو مصطفى ونادرعبدالله وخالد تاج الدين وخالد سليم ونادر نور من كلية التجارة.
< ما أول أغنية عرف بها هانى عبدالكريم؟
ــ كانت «اه يا ليل» لشرين عبدالوهاب قلبت الدنيا، لكن قبلها كانت هناك أغانى لدى بعض المطربين، وبعد نجاح اه يا ليل الكل نزل بالأغانى اللى عنده، المفارقة الغريبة أننى كنت رافض نزول اه يا ليل وطلبت من نصر محروس المنتج طرح اغنية اخرى كتبتها ايضا لشيرين بعنون «كنت عارفه»، وهذا العمل كنت كتبته لأنافس به الشعراء، لدرجة أنها عندما غنتها فى برنامج ممدوح موسى ووقتها كان برنامجا له مشاهدة عالية، قلبت الدنيا واتصور لو هناك سوشيال ميديا فى ذلك الوقت كانت اكيد تصبح الترند بلغة هذا العصر.
الحمد لله الأغنية جعلت كل نجوم الغناء يعرفون هانى عبدالكريم وأصبحت أطلب بالاسم.
< كيف تعرفت على شيرين؟
ــ كنا اصحاب قبل هذا العمل، وكنا شلة، ومعنا أحمد محيى ملحن الاغنية، كنا شوية عيال بالنسبة للناس الموجودة، ولم تكن شيرين معروفه ووقتها ظهرت فى نصف البوم مع تامر حسنى.
أما أول لقاء تعارف بيننا كان قعدة فنانين وكانت صوتا جديدا وكان موجود ايضا مدحت صالح، كانت جلسة أشبه بصالون ثقافى وكان كل واحد عنده حاجة بيقدمها، الغريب أن تامر حسنى عرفنى على أحمد محيى الملحن، ورغم ذلك لم نتعاون معه، عملت مع تامر اغنية واحدة فيما بعد، هنا تعرفت على شيرين، اكتشفت فيها صوت مختلف عن الموجود، وهى وجدت فى حاجه جديدة، توالت الأعمال.
< هل النجاح التالى كان «مشيت خلاص» لوائل جسار؟
ــ «مشيت خلاص» كان نجاحها مدويا، لكن كان قبلها كانت هناك اعمال اخرى كثيرة مثل «آسفه» لأصالة و«قوللى رجعت ليه» لحسين الجسمى وهو عمل كسر الدنيا، لأننى أصبحت خلاص اسم موجود والناس تثق فيما اكتبه، كما قدمت لبهاء سلطان «لو يعنى بايع، و«كل ده مكتوب عليا لمحمد محيى، و«مافيش نصيب» لمحمد فؤاد، ثم جاء التعاون مع عمرو دياب فى 2007، وراغب علامة كتبت له «صعب تغيب» و«منك لله»، وتعاونت مع جورج وسوف فى «خسرت كل الناس».
< لقاؤك بوردة بالتأكيد كان له فى نفسك وقع آخر؟
ــ وردة كانت حلما، كنت أقول لنفسى إزاى أنا أكتب لوردة، لأننى طوال عمرى كانت لدى أحلام وأمنيات أن يلحن لى بليغ حمدى رغم أنه مات، فكيف يحدث، هذا حلم، ووردة كانت حلما آخر وحليم طبعا لكنه مات، وقتها كانت وردة الوحيدة الموجودة على قيد الحياة، وبالتالى كنت أسعى لهذا الحلم رغم أنها كانت اعتزلت لكان ظل الحلم قائام ومشروعا، وإذا بشىء غريب يحدث، حاجة ولا فى الاحلام، تستمع إلى أغنية من كلماتى من الملحن خالد عز وتعجب بها.
لكن الأغرب أن أغنية «اللى ضاع من عمرى» التى كتبتها لها، لها قصة غريبة ولا فى الخيال أيضا، لأنها هى أصلا اغنية «شكرا» لجورج وسوف، واستمعت إليها بنفس كلمات جورج لأننى كنت كتبتها ولحنها وليد سعد، وحدث بيننا خلاف رغم أننا إخوة طول عمرنا، وكنا عندما نختلف أنا آخد الكلام اعطيه لملحن أخر وهو ياخد اللحن يعطيه لشاعر اخر يكتب كلمات على اللحن، وهذا كان امر عاديا بيننا، وحصل فى هذه الأغنية، بعد أن اعطيت اللحن لخالد عز الذى عرضها بدوره على وردة واعجبت بها.
لكن القدر تدخل بشكل غريب، حيث سافر الموزع عادل عايش ووليد سعد إلى لبنان وعرضا الأغنية على جورج وسوف الذى أعجب بها فاتصلوا بى، وووجدت نفسى فى حالة توهان، جميعنا اصبح فى موقف محرج ليس انا فقط، حتى الشركة المنتجة أيضا، لأنها كانت تنتج لجورج ووردة، وقتها شعرت أننى فى مأزق، وردة حلم وجورج مطرب كبير، ووقتها غضبت وردة بشده.
وأنا صعب على أن أتسبب فى زعلها، أو حزن لها، فجأة ظهر صابر الرباعى وهو بمثابة أخ لى، طلب منى الذهاب معه إلى وردة حتى اكتب اغنية تجمعهما، ذهبت معه، بمجرد أن شاهدتنى قالت ضاحكة: «مش عاوزة اشوفك»، قبلت يدها، وسامحتنى قائلة: «الحل إنك تكتب كلام جديد على اللحن»، وفعلا قمت بكتابة «اللى ضاع من عمرى» وطلبت منى أن اكتب كلمة شكرا فى «شطرة» من الأغنية، فكتبت «مبقاش فى شىء يستاهل أبكى على أى حاجه أبدا.. حتى اللى خان قلبى وجرحنى الله يسامحو شكرا».
< بعد اللقاء ماذا دار فى ذهنك عنها؟
ــ شعرت بأن ما وصلت إليه هذه الفنانة الكبيرة، لم يأت من فراغ، هى إنسانة جميلة فنيا وإنسانيا، والغريب أننى بعد أن تركت منزلها، عاتبت نفسى، لأننى نظرا لحبى لبليغ حمدى كان محور حديثى معها عنه، وقلت لنفسى عيب كان من المفروض أن أتحدث عنها وعن مشوارها.
< لكن مشروعها مع صابر الرباعى لم يتم؟
ــ للأسف رحلت قبل أن تغنى الديو معه، لكننا حولنا الأغنية إلى عمل فى حب وردة، وطرحت بعنوان «وردة» وغناها صابر فيما بعد فى البوم.
< كان من بين أحلامك أن يلحن لك بليغ حمدى والحلم تحقق أخيرا.. ما هى كواليس هذا المشروع؟
ــ من فترة فوجئت باتصال من المطرب فضل شاكر اكد لى خلاله أنه حصل على حق غناء أحد الألحان التى تركها بيلغ وطلب منى كتابة كلام على اللحن، هنا حقق الله لى ثانى أحلامى، وفضل صديق عمر. وبالتالى يثق فى جدا، وإن شاء الله تطرح قريبا، الاغنية بعنوان «يهون العمر».
< لماذ اختارك انت تحديدا؟
ــ أولا هو يثق فى بشكل كبير، ثانيا لنا تجارب ناجحة كثيرة، من قبل كتبت له اغنية نسيت انساك على لحن لبنانى، وكذلك هاخللى بالى من نفسى كتبتها على لحن للملحن البحرينى أحمد الهرمى.
< فضل من مميزاته انه يحب الغناء باللهجة المصرية.
ــ هذا صحيح كما أنه قام بإعادة غناء أغلب أغانى الكبار بصوته سواء أم كلثوم أو حليم أو وردة ونجاة وفايزة وشادية وعفاف راضى.
< فضل شاكر، كيف تعرفت عليه؟
ــ أنا دخلت الوسط، وهو عبارة عن بيت صغير، ما عليك إلا أن تنجح، والشطارة أن تحافظ على المستوى، لأنك مهما كتبت فإن الكل سوف يتخلى عنك إذا تراجع أداؤك ولو لحظة واحدة؛ لأن العمل ليس فيه مجاملة. وبالتالى كان الطريق ممهدا للتعرف على أى فنان، وفضل ليس مجرد فنان عادى بالنسبة لى لكنه أخ وصديق. والكيميا بيننا هى التى صنعت النجاحات المشتركة.
< قلت ذات مرة إنك تعشق سماع أعمالك بصوت فضل؟
ــ لأن هناك شيئا فى صوته أحسه اكثر من أى شخص آخر، وأنا أشعر به كمستمع قبل أن أكون شاعرا أكتب له، أنا أتذوق حلاوة صوته، لأن به شيئا مختلفا بغض النظر عن إحساسه العالى الذى اشتهر به، هو صوت طيب يدخل القلب مباشرة. بدون ترتيب، وهو صوت يعبر عما اكتبه.
< عندما تكتب عملا وتنتهى منه تحدد من يغنيه ام ماذا؟
ــ طوال عمرى، أحب أن أكتب ما أشعر به، وبعد الانتهاء من الكتابة أجد الأغنية تنده صاحبها، بمعنى ان العمل وطبيعته يحددان الصوت الذى يمكنه التعبير عنه.
< جرت العادة الآن أن الشاعر يكتب ثم يمنح الكلام للملحن ثم تأتى باقى الخطوات، هل هناك اعمال تذهب بها مباشرة للمطرب؟
ــ أفعل هذا مع المقربين منى مثل صابر الرباعى الذى أعرض عليه الفكرة، ثم تتوالى الخطوات، لكننى طوال عمرى أتمنى أن تسير الأغنية بخطواتها الطبيعية، أى الكتابة ثم العرض على المطرب أو الملحن، ثم فى النهاية الموزع ثم التنفيذ، ولكن الأغنية الآن ترسل إلى أضلاع العمل من خلال الواتساب، لم يعد هناك التواصل المباشر الذى يصنع الكيميا بين صناع الأغنية. مع العلم بأننا جميعا أصدقاء، لكننا رغم ذلك نتواصل عبر الواتساب.
< فى رأيك سبب نجاح الأغنية الكلمات أم اللحن أم الصوت؟
ــ طبعا الصوت عامل مهم جدا، وكذلك اللحن، لكن مصدر خلود الأغنية هى الكلمة بدليل أنك عندما تسترجع ذكريات الزمن الجميل تذكر كلمات أغنية مثلا لأم كلثوم وتردد الست قالت كذا.
< ما هى الأصوات الأقرب إليك؟
ــ صابر الرباعى وفضل شاكر.
< صابر فى أكثر من مناسبة يشيد بك وآخرها حفل دار الأوبرا.
ــ ثقة صابر فى كبيرة، وهذا الأمر بقدر ما يسعدنى بقدر ما يحملنى مسئولية كبيرة، وذلك لأننى أريد دائما أن أكون عند حسن ظنه بى، وبالتالى دائما أبذل كل ما فى وسعى حتى أمنحه أفضل ما لدى. والفنان مثل الطفل كلما رأى ان هناك شخص يمنحه قدر من الاهتمام يزداد تعلقه به.
< بداية تعاونك مع وائل جسار شهدت قنبلة «مشيت خلاص».
ــ هذه الأغنية تعد من ظواهر الغناء، والحمد لله فى رصيدى عملان دخلا فى إطار الظواهر الأول اه يا ليل لشيرين، والثانى مشيت خلاص. ووائل من الأصوات التى يحب أى شاعر أن يكتب لها، لأنه يتمتع بإحساس عال.
< البعض يرى أنك امتداد لمدرسة حسين السيد؟
ــ هو بالنسبة لى العراب أو المرجع، شرف لى طبعا وأنا اعشق هذا الرجل، وأتمنى أن أكون قد استطعت أن اترك انطباعا جيدا لدى الناس كما فعل حسين السيد. ومنذ كنت صغيرا وانا اجد أى عمل أحبه من كلماته. وأعتبر أن هذا الفنان ظلم كثيرا لأنه لم يحصل على حقه اعلاميا.
< أنت كشاعر إلى أى مدرسة تميل؟
طول عمرى أحب المدرسة الواقعية فى الكتابة، لأننى أريد صنع عمل يصدقه الناس يعبر عما يدور بداخل كل واحد لا يجيد التعبير عما يدور بداخله.
< لك تجربة مع الشاب خالد.
ــ الخير هو الذى جمعنى بالشاب خالد، كتبت له اغنية بعنوان ثمن حياة لمستشفى 5757، وهناك اتفاق على تكرار التجربة فى عمل غنائى، لكن الكتابة للشاب خالد بالتأكيد محتاجة عمل يكون فكرة جديدة وتتناسب مع فكرة الموسيقى.
< اختيارك دائما ينحاز للفكرة أم الافيه أم لجملة ترن فى أذنك فتحولها لأغنية؟
ــ الفكرة هى التى تشغل بالى، لأن الافيه أو الجملة تموت، لأنها ابنة زمانها، اما الفكرة فتعيش العمر كله.
< كيف ترى المشهد الغنائى؟
ــ عندى يقين أن القادم أفضل، وما يتردد من أغانى الآن ويطلق عليها مهرجانات لن يدوم لأنها أعمال غير جديرة بالتواجد ولا تليق بنا كمجتمع مصرى. وأتمنى أن يتهيأ المناخ الصالح لإنتاج أغانى جيدة.
< وهل المناخ غير صالح الآن؟
ــ الأغنية عموما تحتاج لمساحة للسمع، الآن هذا غير متوافر لأسباب مختلفة، منها احتلال السوشيال ميديا لمكانة بارزة، وأصبح كل شىء من خلالها، كما أن اليوتيوب اصبح يهتم بالاعلانات على حساب الأغنية، ومع عرض أى اغنية تجد عددا من الإعلانات داخلها، وبالتالى كيف للناس ان تستمع بها.
هذا على سبيل المثال. والغريب ان الناس همها الآن التسويق على «السوشيال ميديا»، وتراجعت منافذ أو أماكن السمع، لذلك أنا أحترم جدا دار الأوبرا لأننى عندما أذهب إليها وأسمع أى عمل بما فيها أعمالى أشعر وكأننى أسمعها لأول مرة. وجودى فى الاوبرا يجعلنى احترم المكان والأغنية.
< فى الماضى كانت مقاييس النجاح هى انتشار الاغنية فى الشوارع الآن المقاييس اختلفت.
ــ أصبحت من خلال المشاهدات، لكن هنا لابد أن أشير إلى أن بعض المشاهدات تكون خادعة، لأن البعض يدفع من أجل أن يحقق نسبة المشاهدة، لذلك تجد عملا يحقق ملايين فى ساعة كيف حدث هذا، بالتأكيد هناك لعب، طالما المشاهدات لم تأت بشكل متدرج وطبيعى.