«التدريب العملى» بالكليات.. حضر الطلاب وغابت الإمكانيات

آخر تحديث: الخميس 15 سبتمبر 2016 - 8:47 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ هانى النقراشى ووفاء فايز:

طلاب «إعلام القاهرة»: لا نستفيد لكثرة أعداد الطلاب وقلة الأجهزة.. وطب «كفر الشيخ» يهددون بالتصعيد لعدم اكتمال المستشفى الجامعى.. و«ألسن عين شمس» يشكون من قلة ساعات التدريب و«الشهادات المضروبة».. ورئيس «إعلام عين شمس»: ندرس 6 مواد عملية للطلاب واجتياز 75% منهم شرط النجاح والتخرج
يشتكى طلاب الكليات العملية والأقسام العلمية فى الجامعات، من عدم حصولهم على التدريب العملى الكافى لكثرة الأعداد وقلة الإمكانيات والأجهزة، إضافة إلى عدم كفاية ساعات التدريب وعدم مساعدة الكلية لهم فى الحصول على فرص خارجية مناسبة.
من جانبها، قالت طالبة بالفرقة الثالثة فى قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الكلية خصصت يوما واحدا فى الأسبوع للتدريب العملى يقدر بـ8 ساعات، مضيفة: «الوقت كافٍ، لكن هناك عيوب كثيرة منها أن معظم الأجهزة غير صالحة للاستخدام، ولا توجد كاميرات كافية تناسب إعداد الطلاب، حيث ننتظر فترة طويلة للجلوس عليها، إضافة إلى صغر مساحة الاستديو الذى لا يسع لـ13 طالبا ولا يمكن استعمال الأدوات والأجهزة فى آن واحد».
واستطردت الطالبة التى رفضت الإفصاح عن اسمها لـ«الشروق»، أن «الميكروفونات» الموجودة غير كافية، ولا يحصل عليها إلا طلاب مشروعات التخرج، أو الفرقة الثالثة بمساعدة أحد الأساتذة، مشيرة إلى أن الكلية لا توفر لهم فرص تدريب بالخارج، وأن الطالب يذهب للتدريب فى أماكن خارجية بـ«الواسطة وغير كده مفيش».
وتابعت: «آخر مرة كانت السنة اللى فاتت، الكلية أرسلت طلابا إلى ماسبيرو من أجل التدريب، لكن تم رفضهم وأصبح التدريب بالفلوس، الكلية تيسر الحصول على طلب التدريب، لكن ليس لها علاقة بالمكان الذى سنذهب إليه».
وذكرت طالبة أخرى بالفرقة الثالثة: «التدريب مش إجبارى، وإحنا اللى بنطلبه، والتدريب الإجبارى هو الخاص بجريدة صوت الجامعة، ولازم الطالب ينشر خبرين فى الجريدة علشان ينجح فى العملى، ولكننا لا نستفيد منه».
من جانبه، كشف طالب بكلية الألسن جامعة عين شمس«م ا»، أن الكلية تشترط أن يتم الطالب 60 ساعة من التدريب الميدانى فى أى مؤسسة معترف بها كالصحف والمجلات وشركات السياحة والفنادق ومكاتب الترجمة، كشرط للتخرج والحصول على الشهادة، حيث تطرح عددا من الفرص تحت إشراف دكتور بكل قسم يكون مسئولا عن إتمام الطلبة تدريبهم فى شركة أو صحيفة معينة، حيث يخبرهم بالحضور للحصول على ورقة التدريب الميدانى منه والذهاب بها لإحدى المؤسسات.
وأشار الطالب إلى أنه من أبرز العيوب التى تواجههم، هو عدم وجود رقابة على الطلاب، حيث يمكنهم الحصول على شهادة «مضروبة» من أى مؤسسة، إضافة إلى انخفاض عدد ساعات التدريب.
وفى كلية الطب جامعة عين شمس، علق «م.ع»: «الكلية بتدربنا عملى، لكن عدد الطلاب كبير، ومش بنعرف نتعامل مع الحالة المرضية بشكل أكبر، أو سماع صوت ضربات القلب أو ملمس الغدد الليمفاوية وغيرها».
وفى سياق متصل، اشتكى عدد من طلاب الكليات المنشأة حديثا، من عدم وجود أى إمكانيات لتأهيل الطلاب، وأصدر طلاب الفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة كفر الشيخ شكوى رسمية تحت عنوان «متسرقوش مننا حلمنا»، تضمنت اعتراضهم على عدم حصولهم على أى تدريبات عملية حتى الآن.
وأضافت شكوى الطلاب التى حصلت « الشروق» على نسخة منها: «بعد مرور 3 سنوات منذ افتتاح كلية الطب جامعة كفر الشيخ، تحمل طلبة الدفعة الأولى كل نقص من الحد الأدنى للإمكانيات، بحجة حداثة الكيان الطبى، نحن الآن فى انتظار افتتاح المستشفى الجامعى، وسط أخبار من كل مكان تشير إلى عدم جاهزيته»، مطالبين المسئولين بسرعة إكمال الشق الثانى من الكلية ومركز الدراسة الإكلينيكى والتدريب العملى، كما هددوا باتخاذ خطوات تصعيدية.
وقال أحد طلاب الكلية، فضل عدم ذكر اسمه، إن إنشاء كليات جديدة دون وجود أى إمكانيات بها «كارثة» تهدد مستوى التعليم الجامعى، مستطردا: «رئيس الجامعة عشان يسجل اسمه فى الإنجازات قرر إنشاء عدد من الكليات دون توفير أى إمكانيات أو أعضاء تدريس مؤهلين أو الاهتمام بالجانب العملى للطلاب، ورغم مرور 3 سنوات على إنشاء كلية طب كفر الشيخ إلا أنه لم يتم إكمال المستشفى حتى الآن ولم نتدرب أى تدريبات عملية كأطباء».
وتابع الطالب: «التدريب العملى فى كليات الطب فى مصر متأخر جدا، الطالب يقضى 6 سنوات لا يعرف عن الطب سوى ما يقرأه فى الكتب، ولا يختلط بالمرضى إلا فى أضيق الحدود، ثم يجد نفسه بعد التخرج فجأة فى مواجهة المرضى، وهو غير مؤهل، ويستغرق بعض الوقت حتى يصل للكفاءة المطلوبة، على حساب المرضى».
وفى كلية آداب جامعة عين شمس قالت رئيس قسم الإعلام بالكلية الدكتورة هبة شاهين، إن الكلية حريصة على تدريب طلاب القسم عمليا بشكل كبير، وذلك لإعطائهم المزيد من الخبرة والمعرفة فى سوق العمل الإعلامى، موضحة أن الطالب يمنح 3 أنواع من التدريبات العملية، طوال مدة العام الدراسى، تحت إشراف عدد من الخبراء والإعلاميين البارزين، بحيث يدرس الطالب 6 مواد عملية فى الفرقتين الثالثة والرابعة، على أن يؤدى امتحانات عملية وليست ورقية، ولا بد أن يجتاز الطالب 75% من المواد العملية كشرط للنجاح.
وأوضحت أن إرسال طلاب قسم الصحافة إلى مؤسسات صحفية ومواقع الكترونية، والإذاعة والتليفزيون إلى القناة الثالثة وإذاعة القاهرة الكبرى ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وكشفت هبة أن قسم الإعلام يوجد به استديو إذاعى وتليفزيونى لتدريب الطلاب، والقسم سيحقق تطورا أكبر حال تحويله إلى كلية منفصلة، وهو ما سيتم عمله خلال الفترة المقبلة، واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن الكلية حريصة على توفير فرص تدريبية للطلاب بشكل موسع، وعقد ورش عمل فى الصحافة الاستقصائية ومهارات التقديم وإعداد البرامج، مشيرة إلى وجود بعض المشكلات التى تواجههم خصوصا فى التعامل مع مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأن إلغاء بعض التدريبات الطلابية العملية لظروف أمنية بالمبنى، مطالبة برفع الميزانية المخصصة للأقسام العملية لتحسين أدائها بشكل أفضل.
وأكد عدد من طلاب قسم الإعلام بجامعة عين شمس، على عدم تحقيق استفادة التدريب بسبب كثرة الأعداد وقلة الإمكانيات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved