بالصور.. رموز الثقافة والإعلام يحتفون بطبعات الشروق الورقية والرقمية لنجيب محفوظ

آخر تحديث: الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 - 10:50 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ سامح سامى:

• المعلم: دار الشروق اتخذت خطوات حاسمة للتدقيق قبل نشر الأحلام الأخيرة

• محفوظ كان طلبه أن تكتب البيسى مقدمة الأحلام الأولى واعتبرتها وصية حينما أصدرنا الأحلام الأخيرة

• رغم ما عانى منه محفوظ إلا أنه لم يستدرج فى معارك جانبية وظل متبتلا فى محراب أدبه

• أكبر ناشرى العالم قال: يجب على الناشرين تأمل كلام محفوظ وأن يكون فى ضمير كل ناشر


فى احتفالية كبرى أقامتها دار «الشروق» للاحتفاء بإصدار طبعات ورقية ورقمية ومسلسلات درامية جديدة وبصدور «أحلام فترة النقاهة الأحلام الأخيرة» للأديب العالمى نجيب محفوظ، مساء أول من أمس بمكتبة القاهرة بالزمالك، استقبل المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار «الشروق»، ضيوف الحفل الذى حضره نخبة من رموز الثقافة والأدب والإعلام، أمثال الروائى الكبير بهاء طاهر، الروائى علاء الأسوانى، الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، وابنتى الأديب الكبير نجيب محفوظ، الإعلامى يسرى فودة، الإعلامى محمود سعد، الإعلامية دينا عبدالرحمن، الروائى محمد المنسى قنديل، الناقد محمود عبدالشكور، الناقد الدكتور زكى سالم، والكاتب أحمد مراد، الكاتب عبدالله السناوى، الكاتبة منى أنيس، الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، الكاتب إيهاب الملاح، الدكتور أنور مغيث، الكاتب سيد محمود، الحقوقى نجاد البرعى، الكاتب الشاب أحمد سمير، الكاتب سامح فايز، الدكتور إكرام لمعى، وأميرة أبو المجد، شريف المعلم، أحمد بدير، المحامى السيد عمار. وغلب على الحفل فرحة صدور تلك الطبعات الورقية والرقمية، فضلا عن سعادتهم بصدور الأحلام الأخيرة لنجيب محفوظ، وسط طرح سؤال من أغلب الحضور:هل يستطيع الأستاذ نجيب محفوظ أن يكون سببا لجعل الثقافة والأدب فى صدارة المشهد المصرى مرة أخرى؟
أعلن المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، فى بداية الحفل إطلاق روائع أديب نوبل على اﻷجهزة الذكية، مشيرا إلى أن أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق كان متحمسا لمشروع النشر الرقمى، وبالفعل حصل على دعم قدره 15 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى لتمويل المشروع، لكن بعد عرض الأمر على لجنة تعطل المشروع؛ لأن اللجنة كانت ترى ألا يقتصر النشر على الكتب، وبدأت تناقش نشر الأغانى والمسلسلات، ومن ثم اقترحت التواصل مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون. لكن بعد هذا تعطل المشروع تماما. غير أن المعلم قال إنه تواصل، وقت رئاسته لاتحادى الناشرين العرب والمصريين، مع رئيس مجلس إدارة «جوجل»، واستمرت المفاوضات لفترة طويلة، حتى جاء الاتفاق الأخير الذى يوفر الأعمال الأدبية والفكرية على الإنترنت.

وعن «أحلام فترة النقاهة.. الأحلام الأخيرة» أحدث إصدارات دار الشروق، أوضح المعلم خطوات نشر الأحلام قائلا: «بدأ الأمر عندما اتصلت بنا السيدة أم كلثوم نجلة الأستاذ محفوظ لتخبرنا بأنها وجدت مخطوطات لأحلام محفوظ بين أوراقه، وتطلب منا التأكد من أنها لم تنشر من قبل. وبالفعل كونت دار الشروق فريقا، ضم الكاتبة رحاب بسام، لمقارنة الأحلام المكتشفة بالأحلام القديمة، فوجدناها كلها جديدة، ولم تنشر».

وعن خطوات تدقيق نشر المخطوطة، المكتوبة بخط الحاج صبرى سكرتير محفوظ، قال المعلم :«تواصلنا مع د.يحيى الرخاوى صديق الأستاذ نجيب محفوظ الذى قال إن المخطوطات تعود لمحفوظ، ولكنه توقف عند تكرار كلمة «رأيتنى»، فى بداية الأحلام، تلك الكلمة التى رأيناها مكررة أيضا عشرين مرة فى أحلام فترة النقاهة الجزء الأول. وكانت لدينا مشكلة مع الأحلام، ذلك أنها مكتوبة بخط اليد، وهناك بضع كلمات لم نستطع قراءتها، من ثم كان علينا الاتصال بالحاج صبرى سكرتير محفوظ الذى قال إن الأحلام بالفعل تعود له، وإنها كتبها بناء على إملائه بعد أن يحفظها جيدا ويتأكد من صياغتها، ثم يمليها عليه، بالكلمة والفاصلة والنقطة. وأكد الحاج صبرى، أن الأستاذ نجيب كان راضيا عن هذه الأحلام ويطمح لنشرها».

وتابع المعلم: «ثم تواصلنا مع الكاتب محمد سلماوى الذى أكد أن محفوظ كان راضيا عن الأحلام كل الرضا، وكانت جاهزة للنشر، وقال سلماوى لنا إن محفوظ لاحظ أن الأحلام أصبحت أقرب للواقع، لأنه يبدو أن الذى ننكوى به نحلم به».

وعن التدقيق الأكثر عمقا ذكر إبراهيم المعلم أن «الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة والناقد المعروف رئيس تحرير دورية نجيب محفوظ رأى الأحلام الجديدة قبل النشر، حيث جلس معه سامح سامى فى جلسة طويلة، قرأ خلالها الأحلام كاملة، ثم أكد أن هذا إبداع محفوظى بلا شك».

وخلال الحفل الذى غلب عليه الإشارات إلى الواقع الثقافى المصرى والعربى، قال إبراهيم المعلم: «كان الأستاذ نجيب يذهلنى دائما بتواضعه الجم، حيث ذهبت إليه لطلب نشر الأحلام فكان يرد: وهل ترى أنها ستنجح إذا نشرت ومفيدة للقراء؟! وبعد تأكيدى أنها تستحق بالطبع، وأنها إضافة للتراث الإنسانى، وافق الأستاذ محفوظ لكن بشرط أن تكتب الأستاذة سناء البيسى مقدمة للأحلام، ووضع اسمها قبل اسمه»، وهنا أكد المعلم : «فضلا عن أن كلام محفوظ نيشان على صدر سناء البيسى إلا أنها وصية من وصاياه، وبالتالى عندما نشرنا الجزء الثانى من الأحلام كان لابد لها أن تكتب هى المقدمة. وباسمكم وباسمى أوجه تحية خاصة لها».

وأشار المعلم إلى أنه فوجئ بفرحة محفوظ بإصدار «أحلام فترة النقاهة» كأنه أديب يصدر له كتاب لأول مرة، وقال له: «إن شاء الله الأحلام القادمة تكون أفضل من الأولى»، فى إشارة إلى وجود أحلام كثيرة غير منشورة. وتمنى خلال الحفل المعلم أن تكون الأحلام الأخيرة، الصادرة حديثا، على المستوى الفنى نفسه لأعمال محفوظ.

وأكد المعلم أن محفوظ عانى من مشاكل كثيرة، حيث لم يجد طريقا للنشر فى البداية، ثم منع كتبه فى بعض الدول العربية، مرورا بالهجوم عليه بسبب كتاباته. لكن طوال عمره كان يتسامى عن كل هذا، ولم يستدرج فى معارك جانبية، متبتلا فى محراب أدبه.

وحكى المعلم قصة إلقاء كلمة الثقافة العربية فى معرض فرانكفورت، حيث كانت لكتابة الافتتاحية، التى كتبها الأستاذ نجيب، وقرأها عنه محمد سلماوى قصة، فقال: «هناك دولة أو دولتان اقترحتا أن تقدم كلمة الثقافة العربية إحدى الفنانات، ووقتها كنت رئيسا لاتحاد الناشرين العرب وكنت حاضرا لهذا الاجتماع، فطلبت منى إدارة معرض فرانكفورت الخروج من الاجتماع قائلة: «المعرض غير مستعد لسماع هذا الكلام الفارغ من هؤلاء، فكيف يكون الأستاذ نجيب محفوظ على قيد الحياة، وغيره يكتب كلمة الثقافة العربية فى المعرض».

ولفت المعلم إلى أنه: بعد قراءة كلمة محفوظ فى المعرض، وفى أحد أكبر الاجتماعات لأبرز الناشرين فى العالم، قال ناشر ألمانى كبير: «كلنا سمعنا كلمة نجيب محفوظ، أرجو أن نتأمل فى كل المعانى الإنسانية الحضارية السامية التى جاءت فى كلمته، وأن تكون فى ضمير كل ناشر منكم، ونحن نخطط للنشر فى المستقبل. ثم رأيت بعينى الكاتب العالمى الشهير «باولو كويلو» عندما اصطحبته لزيارة محفوظ 2005 ينقض – فور دخولنا من باب البيت – على يد محفوظ مقبلا «اليد التى علمته وألهمته وأنارت له طريق الأدب والإبداع والإنسانية. هذه مكانة الأستاذ محفوظ، وفى رأيى أنه لم يؤخذ حقه حتى الآن. لكن سيأخذه».

تكرم محفوظ بالاتصال بى – الكلام هنا لإبراهيم المعلم ــ فى ربيع 2005 متسائلا بتواضع وود محفوظى محبب: «هل تقبل «دار الشروق» أن تنشر جميع كتبي؟ علما بأن بعض الناشرين والنقاد يؤكدون أن كتبى أصبحت لا تبيع ولا يقبل على قراءتها»! أذهلتنى ثلاثة أمور: الأدب الرفيع والتواضع الفريد فى حديثه لدرجة تعجز عن التعامل أو التصديق، والأمر الثانى السعادة بالخبر البديع، نجيب محفوظ يعهد لنا بنشر كل أعماله وبمبادرة وطلب منه شخصيا! ثم ادعاء البعض بانخفاض البيع وانصراف القراء والنقاد... قاطعته، مؤكدا: «سعادتنا وترحيبنا البالغ الصادق الواعى من جهة، وتأكيدنا أننا نرى أن نجاح كتبه، وإدراك قيمته، ومعدلات قراءته ونقده... ستزداد مع الزمن، وسترتفع مع ارتفاع الثقافة واتساع وتحسين التعليم، وزيادة قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان، كما كان يحلم ويأمل ويتنبأ».

وعند تنفيذ نشر أعماله كان هناك مشكلة، تتمثل فى رواية «أولاد حارتنا»، وذكر المعلم: «إن محفوظ قال إذا نشرت الرواية لابد أن يكتب لها مقدمة الشيخ محمد الغزالى والدكتور أحمد كمال أبوالمجد، وطلب أمر آخر أنه إذا كان فى نفس الأزهر شىء ضد الرواية، لا تنشرها. ليس طلبا منى بموافقة الأزهر؛ لأن هذا ليس دوره، هو أو الكنيسة، حتى لا يقال إن محفوظ وضع سابقة تقول إن على الكاتب استئذان أى جهة دينية فى نشر رواية أدبية».

وأشار المعلم إلى أنه اتصل تليفونيا بشيخ الأزهر وقتها، وعرض عليه الأمر، فما كان من شيخ الأزهر إلا أن قال: عليه إذن أن يقدم طلبا ونبحث نحن الرد عليه، إلا أن المعلم رفض ذلك، سواء من الأستاذ نجيب أو من دار الشروق؛ فالأزهر ليست جهة اختصاص ولا منع فيما يخص النصوص الأدبية، ثم تراجع الأزهر عن ذلك بعد أن علم شيخ الأزهر رأى د.أحمد كمال أبوالمجد فى الرواية. وأشار المعلم إلى أنه اتصل أيضا بالمفتى الذى أكد «أن حرية الرأى مكفولة، ولابد أن تنشر الرواية فى مصر، وأن المنع غير جائز، ومن لديه شىء ضد الرواية يرد بكتاب، الفكر بالفكر».

واختتم إبراهيم المعلم الاحتفالية، بتوجيه الشكر إلى ابنتى نجيب محفوظ، أم كلثوم وفاطمة، على حرصهما ورعايتهما لتراث أبيهما العظيم، قائلا: «إن محفوظ كان طيلة عمره، ورغم كل ما حققه من مجد وشهرة، مثالا مجسدا للتواضع والنبل ورفعة الأخلاق والإخلاص الشديد لأدبه وإبداعه، وأنه كان حريصا حتى اللحظات الأخيرة فى حياته على أن يواصل الكتابة، وأن يكون له دائما ما يبقيه على تواصل حميم مع قارئه وجمهوره».

 

محمد المنسي قنديل وأحمد مراد ورحاب بسام- تصوير هبة الخولي

 

صورة «سيلفي» تجمع إبراهيم المعلم ويسري فودة ومحمود سعد وأميرة أبوالمجد وأم كلثوم نجيب محفوظ- تصوير هبة الخولي

 

بهاء طاهر وعلاء الأسواني- تصوير هبة الخولي

 

إقرأ أيضاً :

كتبي: روائع أديب نوبل نجيب محفوظ من «دار الشروق» على اﻷجهزة الذكية

ابنتا محفوظ: ما دفعنا للبحث عن «الأحلام الجديدة» إلحاح الكتاب

حمودة: الأحلام الأخيرة لمحفوظ لا تقل قيمة فى المستوى الفنى عن الجزء الأول

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved