القلق يدفع المراهقين لاختيار الوسائط الرقمية بدلا من الواقع للتواصل مع الآخرين

آخر تحديث: الثلاثاء 16 يناير 2024 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تعد منصات التواصل الاجتماعي جزء من حياتنا اليومية، بجميع أعمارنا، وتنال علاقة الأفراد في مرحلة المراهقة بالتكنولوجيا الرقمية اهتماما خاصا من الباحثين المتخصصين في علم النفس، وفي دراسة حديثة ركز القائمون عليها بفحص تفضيلات التفاعل الاجتماعي والعلاقات مع عواطف المراهقين وتنظيمهم للقلق.

وفي دراسة عن المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا)، فحص فريق بحثي تفضيلات التفاعل الاجتماعي والعلاقات وعلاقتها بعواطف المراهقين وتنظيمهم للقلق، بحسب سارة ميروسكي هي أستاذة أبحاث مساعدة في قسم علم النفس بجامعة ولاية بنسلفانيا لمنصة سيكولوجي توداي.

ويركز البحث على أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في تنظيم المشاعر قد يجدون ميزات الوسائط الرقمية جذابة بشكل خاص لهم.

وتقول ميروسكي: "يشير بحثنا إلى تفسير مفاده بأن الصعوبات المتعلقة بتنظيم المشاعر قد تعرض بعض المراهقين لخطر سلبيات استخدام الوسائط الرقمية، بدرجة أكبر، حيث يفضل المراهقون استخدام الوسائط الرقمية أكثر من اختيار المقابلات على أرض الواقع تجنبا للتواصل المباشر مع الآخرين وبالتالي تقليل القلق الاجتماعي، وأن ذلك يجعلهم يتركون فرصا متنوعة لإدارة العواطف في التفاعلات الاجتماعية".

ويهدف البحث إلى توعية المراهقين وأولياء أمورهم بالاستخدام الصحي للتكنولوجيا، والتعريف بالتوصيات التي قدمتها الجمعية الأمريكية لطب الأطفال حول هذا الأمر، ومنها:

- تشجيع مساحة من التوازن بين استخدام الوسائط الرقمية والتفاعلات وجها لوجه، وعدم السماح بتغلب الطريقة الأولى في التواصل على الثانية.

- في حالة صعوبة التواصل المباشر في الواقع بين المراهق والآخرين، يمكن الاستعانة بالوسائط الرقمية ولكن مع اختيار أشكال الاتصال الرقمي التي تتضمن إشارات اجتماعية وتواصل وجها لوجه، مثل المكالمات الصوتية FaceTime لأنها تشبه إلى حد كبير التفاعلات الشخصية.

- البحث عن طرق لممارسة تنظيم العواطف المرتبطة بالقلق، من خلال الأنشطة اليومية مثل تدوين اليوميات، والتعبير الفني، أو من خلال التدخلات المصممة خصيصًا للوعي بالمشاعر من خلال متخصصين.

- يعد الوعي بالمشاعر جزءً مهمًا من تنظيم العواطف، وتحقيقًا لهذه الغاية، قد يجد البعض أنه من المفيد تتبع حالتهم المزاجية قبل وبعد استخدام الوسائط الرقمية للتفكير في كيفية خدمة هذا الاستخدام لصالحهم.

وتوضح ميروسكي أن هناك اهتماما من الباحثين منذ عقود أن الصعوبات في تنظيم العواطف تقف وراء القلق المرتفع لدى الشباب، وأن قدرة تنظيم العواطف في الدماغ تشهد تطورًا عميقًا خلال فترة المراهقة، أي أنها المرحلة الأهم لاكتساب مهارات التواصل، وتتشكل قدرات الفرد على تنظيم المشاعر وتتحسن من خلال الممارسة، ومن خلال التفاعلات الاجتماعية المعتادة التي نعبر خلالها عن أفكارنا وعواطفنا، وبالتالي، فإن القليل جدًا من التجارب التي تتم (وجهًا لوجه) في الحياة الواقعية قد تعيق تحسين تنظيم العواطف لدى المراهقين في مستقبلهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved