تقريران فنيان عن «كوارث تشغيل القطارات»: السيمافورات معطلة وإطفاء الحريق بـ«التراب»

آخر تحديث: الثلاثاء 16 فبراير 2016 - 10:20 ص بتوقيت القاهرة

كتبت- ميساء فهمى:

• أعطال فى 14 «سيمافور» بين الجيزة وبنى سويف قبل شهر ونصف من انقلاب القطار الأخير

• قائد قطار: رحلتى بدأت بـ 6 عربات وانتهت بـ 4 فقط.. وجميع طفايات الحريق فارغة
حصلت «الشروق» على تقريرين قدمهما قائدا قطارين عن الأعطال والمشكلات التى تعرضا لها فى أثناء رحلاتهما، حيث أكدا سوء حالة القطارين، وضعف الصيانة، فضلا عن عدم وجود أجهزة إطفاء حريق، وتعطل الإشارات الكهربائية.

فالتقرير الأول المؤرخ بتاريخ 27 ديسمبر 2015، قدمه قائد قطار ديزل رقم 988 بالجرار 3086، إلى رئيس هيئة السكة الحديد، قال فيه إنه وصل إلى محطة أسيوط بتأخير وصل إلى 4 ساعات و30 دقيقة، بسبب أعطال الإشارات المستديمة حتى الآن، على الرغم من علم المسئول عنها فى خط قبلى، وهى منحصرة فى المنطقة بين محطة الجيزة وحتى بنى سويف، الأمر الذى يؤدى إلى تأخير القطارات فى الاتجاهين، بسبب هذه الأعطال، مع احتمالية وقوع حادث وصفه التقرير بالجسيم، بسبب إهمال وتراخى المسئول عن هذه المنطقة، مؤكدا تكرار شكوى قائدى القطارات من هذه الأعطال، واستدرك «لكن لا جديد، بل هى مستمرة حتى الآن رغم سلامة الأجراس والأضواء لهذه المزلقانات بطول هذه المسافة».

وأوضح التقرير، أن القطار مر على 18 محطة، و25 جهاز سيمافور «الإشارات الكهربائية المسئولة عن مسير القطار»، بسرعات تتراوح من 15 إلى 110 كيلو مترات/ الساعة، لكن التقرير كشف عن تعطل 14 جهاز سيمافور من إجمالى الأجهزة الموجودة فى هذه المسافة، ما اضطر القطار لتخفيض سرعته إلى 15 كيلو مترا/ الساعة فقط، عن سرعته العادية وهى 120 كيلو مترا/الساعة.

وحدد التقرير السيمافورات المعطلة فى المسافة بين الجيزة وبنى سويف، وهى محطات «أبو النمرس، وطموه، والحوامدية، والبدرشين، والمرازيق، ومزغونة، والواسطى، وناصر، وبنى سويف، وتزمنت»، منوها إلى أن محطة «مغاغة» لا يوجد بها ملف إشعار اقتراب المحطة «الطالع»، كما أن سيمافور المسافر دون ملف أرضى، وسيمافور المسافة «الطالع» فى محطة «مطاى» أيضا دون ملف، ويُخشى منها فى حالة الشبورة، وهى أمور فنية تؤثر فى حركة القطارات وسرعتها.

وأوضح التقرير، أن تعطل هذه السيمافورات يؤدى إلى تأخير القطارات، حيث إنه عند توقف السيمافور عن العمل على قائد القطار الوقوف تماما، ثم استئناف المسير بسرعة 15 كيلو مترا/ الساعة، والاستعداد للوقوف عند ظهور معارضة على المزلقان، ثم رفع السرعة بعد المرور على ملف التجديد عقب المزلقان إن وجد، وفى حالة عدم وجوده يستمر فى السير بسرعة 15 كيلو مترا/ الساعة حتى السيمافور التالى، أى على بعد 800 متر، وأردف فى ختامه «هذه الأعطال يسأل عنها المسئولون عن صيانة الإشارات لإمكان مسير القطارات فى مواعيدها، ونحن كسائقين ليس علينا مسئولية عن التأخير بالأسباب السابقة».

ويشار إلى أنه بعد هذا التقرير أصيب 71 شخصا فى حادث قطار الركاب رقم 993، فى محطة الشناوية بمركز ناصر ببنى سويف، فى 11 فبراير الحالى، قادما من أسوان إلى القاهرة، بعدما اصطدم بحاجز خرسانى، ونتج عنه انقلاب جرار القطار وأول عربة.

وقال قائد القطار الثانى فى تقريره إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ورئيس الإدارة المركزية بوسط الدلتا فى طنطا، بتاريخ 27 أغسطس 2014، والذى حصلت «الشروق» على نسخة منه، إنه فى أثناء قيادته القطار 124 من طنطا إلى القاهرة، وفى أثناء خروج القطار من رصيف «رملة الأنجب» فى المنوفية لاحظ خروج دخان كثيف من أسفل العربة الثانية خلف الجرار، فأوقف القطار وعاين مكان الدخان فتبين أنه اشتعال نيران من كرسى العجلة، فتوجه لإحضار مطفأة الجرار، لكنه اكتشف أنها فارغة، فاستدعى الكمسرى لإحضار أخرى ففوجئ بخلو جميع العربات من أية مطفأة، وهى المرة الثانية التى يتعرض فيها السائق نفسه لهذا الموقف، حيث أشار إلى أنه فوجئ بخلو القطار رقم 561 من أية مطفأة فى أثناء رحلته بتاريخ 10 أغسطس 2014.

وتابع التقرير، أن قائد القطار استخدم الأتربة فى إطفاء الحريق، واستئناف الحركة بسرعة أقل من 8 كيلو مترات/ الساعة، حتى الوصول لمحطة «سمادون» بالمنوفية، وتم تدوين تأشيرة بتفاصيل ما حدث.

وأوضح التقرير، أنه بعد استمرار رحلة القطار بـ5 عربات وفور وصوله إلى محطة «شنوان» فى شبين الكوم بالمنوفية، فوجئ سائقه بسقوط «جزرة الهواء» الخاصة بالفرامل، وبعد فحصها على رصيف المحطة تبين أن العربة الثانية خلف الجزرة رقم 115283 يخرج منها هواء شديد من أعلى، وعند إحضار قطعة غيار لتغييرها فوجئ قائد القطار ومهندس الصيانة بأن الجزرة من النوع القديم جدا وليس لها بديل، وبالتالى تم تدوين تفاصيل العطل فى دفتر المحطة وترك العربة على السكة، وفى أثناء تبديل العربة المعطلة بعربة أخرى خلف الجرار لاستكمال الرحلة، اكتشف قائد القطار أن «جزرة» العربة الأولى خلف الجرار مفتوحة من الأعلى والأسفل، ولا يوجد بها وضع الإغلاق فاضطر لتركها وتسيير القطار بـ4 عربات فقط، وسط سخط وشتائم من الركاب، وتم تدوين ذلك فى محطة طنطا.

واختتم قائد القطار تقريره قائلا «إننى أضع أمامكم صورة من الإهمال الذى وصلنا إليه»، متسائلا «من المسئول عن خروج العربات بهذا الشكل، ومن المسئول عن الكشف عن طفايات الجرار، ومن المسئول عن عدم وجود طفايات فى القطار بالكامل، ثم نجلس نبكى عند حدوث حريق بالقطار».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved