هل تؤثر الانتكاسة الانتخابية لحزب المحافظين في بريطانيا على سوناك؟

آخر تحديث: الجمعة 16 فبراير 2024 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

انتكاسة انتخابية جديدة مني بها حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، تضع قيادة الحزب ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في وضع حرج قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في النصف الثاني من العام الحالي.

فقد حقق حزب العمال المعارض فوزا بفارق أكثر من 7 آلاف صوت في انتخابات فرعية بدائرة ويلينبورو (وسط) وأكثر من 3 آلاف صوت في كينجسوود (جنوب غرب)، وبهذه النتيجة، يكون المحافظون قد خسروا 10 انتخابات فرعية منذ الانتخابات التشريعية في ديسمبر 2019، وهو ما يمثل أسوأ نتيجة لأي حكومة بريطانية منذ ستينات القرن الماضي.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعيد تلك النتيجة سوناك إلى الدائرة الصعبة، مستبعدة الإطاحة به.

• هزيمة المقعدين وسيناريو الانقلاب الداخلي

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن سوناك قد يجد نفسه في مأزق مألوف بعدما تعرض حزبه "حزب المحافظين" للهزيمة في الانتخابات التشريعية الفرعية بدائرتي ويلينبورو وكينجسوود، أمس الخميس، مشيرة إلى أنه قد يصبح معزولاً، ومحاصراً، وعرضة للتآمر من قبل المحافظين المضطربين العازمين على الإطاحة به من أجل قائد جديد.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الجمعة، أن الهزيمة الساحقة في دائرتين كانتا موثوقة للمحافظين في أحد الأوقات، توجت أسبوعاً كئيباً آخر لسوناك، موضحة أن البيانات الاقتصادية أكدت، الخميس، أن بريطانيا سقطت في حالة ركود نهاية العام الماضي، الأمر الذي يقوض أحد خمس تعهدات رئيسية قطعها رئيس الوزراء وتحديدا تعهده بأنه سيعيد تعزيز نمو البلد.

ومع ذلك، وفقاً لمحللين، فإن التخطيط ضد سوناك، على الأرجح لن يتجاوز ما حدث في أزمات قيادته السابقة. وبالرغم من المسارات السياسية المحبطة للمحافظين، سيجدون أنه من الصعب، في هذه المرحلة المتأخرة، استبدال سوناك بشخص آخر.

وأوضح محللون أنه مع انقسام الحزب بين الوسط واليمين، والانتخابات العامة التي تلوح في الأفق في غضون شهور، فإن إمكانية حدوث انقلاب داخل الحزب – من النوع الذي أطاح بآخر زعيمين محافظين: ليز تراس، وبوريس جونسون – تزداد صعوبة بمرور الأيام.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن مصير سوناك الأكثر ترجيحا، وفقاً للمحللين، هو إبعاده من المنصب من قبل حزب العمال المعارض، الذي فاز بالمقعدين البرلمانيين في انتخابات، يوم الخميس، وتقدم على المحافظين بهامش مزدوج الرقم في استطلاعات الرأى على الصعيد الوطني لأكثر من عام.

• تعافي بطيء للمحافظين

وذكرت "نيويورك تايمز" أن المحافظين لم يتعافوا مما وصفته بـ"الفترة الكارثية" التي أمضتها تراس في رئاسة الوزراء، والتي انتهت باستقالتها بعدما اضطرت إلى تغيير التخفيضات الضريبية التي أثارت قلق الأسواق المالية، وتسببت في ارتفاع معدلات الفائدة.

لكن حالة "الخدر الطويلة" التي يعيشها الحزب بدأت خلال فترة ولاية جونسون التي شوهتها الفضائح، بحسب "نيويورك تايمز".

وبالرغم من أن سوناك ورث حزباً متحارباً، واقتصاد طالته جائحة كورونا "كوفيد-19"، ونظام صحي يعيش حالة أزمة، والحرب في أوكرانيا، قال محللون إن تلك المسائل كشفت عن ما اسموه "عجز في غرائزه السياسية".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن سوناك حفر حفرة عميقة لنفسه بالأهداف الخمسة التي حددها؛ حيث إنه بالإضافة إلى استعادة النمو، وعد بخفض معدل التضخم للنصف، وتقليص الدين العام، ووقف تدفق قوارب المهاجرين عبر القنال، وتقليص قوائم الانتظار بمستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية. لكنه فشل في تحقيق أي من تلك الأهداف ما عدا تقليص التضخم، الذي يمكن القول إن بنك إنجلترا يستحق الكثير من الفضل فيه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved