فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: لم أحصل على جائزة نوبل بسبب رواية «أولاد حارتنا»
آخر تحديث: الجمعة 16 فبراير 2024 - 10:13 م بتوقيت القاهرة
الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن نجح الناقد الكبير «رجاء النقاش» فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مرّ 18 شهرًا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقّاش مسلّطًا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.
وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.
قبل أن يختتم «النقّاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».
ومن حكايات الكتاب البديعة والممتعة ما ذكره محفوظ قائلا عن روايته أولاد حارتنا وجائزة نوبل: «تأتى بعد ذلك اتهامات التيار الدينى والهجمة الشرسة التى قام بها، وهل هناك شيء تركوه دون أن يهاجموه؟!... كل اتهامات هذا التيار تركزت فى رواية «أولاد حارتنا»، وفى تصورهم أنها رواية تهاجم الإسلام بشكل خاص والأديان السماوية بشكل عام، وأن الغرب الذى يرحب بهذا الهجوم من منطلق نزعته المادية والمعادية للأديان سهل لى الحصول على جائزة نوبل!!.. وهذا اتهام غير موضوعى لأسباب عديدة:
أولا: النقد الموضوعى لرواية «أولاد حارتنا» ينفى عنها الهجوم على الإسلام والديانات السماوية.
ثانيا: فى الغرب متدينون أيضا ما زالوا متمسكين بتعاليم الدين.
ثالثا: يرتبط الغرب بمصالح سياسية مع الدول العربية والإسلامية وليس فى صالحه الإساءة إلى الإسلام بصورة فجة.
رابعا: وهو الأهم، أننى لم أحصل على جائزة نوبل بسبب رواية «أولاد حارتنا»، فهى واحدة ضمن قائمة طويلة من روايات ذكرتها لجنة نوبل وعلى رأسها «الثلاثية» التى لم أتعرض فيها لموضوع الدين.
يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلامًا فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.