فاروق جويدة: أنا قارئ جيد للتاريخ.. ومسرحية هولاكو استغرقت 4 سنوات فى الكتابة

آخر تحديث: الجمعة 16 فبراير 2024 - 6:32 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد

قال الشاعر الكبير فاروق جويدة إن مسرحية هولاكو الصادرة حديثا عن دار الشروق، بدأ في كتابتها عقب غزو العراق مباشرة منذ 2003، مضيفا «كان فى تقديرى أن أختار لحظة تاريخية لأننى دوما ما أفتش فى التاريخ جيدا، وأنا قارئ جيد له، لأن التاريخ مساحة تستهوينى وتحمسنى للوقوف أمامها».

وأضاف جويدة، فى لقاء له مع برنامج «معكم منى الشاذلى» المذاع عبر شاشة «ON E»، مساء الخميس، أنه فى مسرحية هولاكو شعرت أننا أمام لحظة تاريخية متشابهة، الرموز والأحداث متكررة كأنما التاريخ يعيد نفسه، اعتمدت على ركيزة من التاريخ لكى يحدث تطابق بين اللحظتين فى المكان والأشخاص والأحداث، حيث اعتمدت على اختيار نموذج متكرر، فكما سقطت الأندلس وقرطبة، سقطت أماكن أخرى، مثلما حدث فى غزة فى الأسابيع الأخيرة.

وعن رأيه فى شخصية هولاكو، قال جويدة، إن هولاكو أثناء حديثه مع ابنته قالت له «كنت أحلم أن أراك إنسانا عاديا وألا تكون يداك ملطخة بالدماء، وكنت أتمنى أن تكون فارسا على حصان أبيض تدعو للسلام ولا تغرق فى كل هذه الدماء»، لذلك حاولت إدانته من خلال هذا الحوار، مشيرا إلى أن هولاكو كان يرى أن الشعوب التى قام بغزوها قد خرجوا من الزمن ولا يملكون حضارة ولا أفكارا ولا تاريخا.

وعن سبب توقف مسرحية هولاكو بعد البروفات أكثر من مرة، قال جويدة، إن المسرحية كان مخرجها جلال الشرقاوى وجلال له خط واضح، هو حاد فى عمله، وأنا كذلك، التقينا فى هذه النقطة، استعنا حينها برغدة وفاروق الفيشاوى والفنان كمال أبو رية والفنان أشرف عبدالغفور والفنانة عفاف شعيب وكانت موسيقى المسرحية لمنير الوسيمى، والديكور انتهى بالفعل، وتم تسجيل الأغانى، وذلك بعد بروفات لمدة 10 شهور، والرقابة أيضا وافقت على المسرحية، وجاء الخلاف على أحد المشاهد وقمت بحذفه، ولكن مع كثرة التأجيل قررت أن تكون المسرحية مطبوعة، وأن يتعاملوا معها كنص أدبى.

وتابع: لم أكن أستحق ما حدث بالنسبة للمسرحية، وما حدث مع هولاكو أحزننى وأغضبنى وأعيانى، مؤكدا لم أصرح بهذا من قبل ولكنى اكتفيت بالصمت، لم يفترض أن يحدث ذلك سواء كانت مسرحيتى أم لا، لكنى خجلت بعد كل هذا العمر أن أدافع عن المسرحية مهما قيل، فلقد كتبتها بدمائى، هذا يجب أن يحترم.

وتابع جويدة، أنهيت المسرحية الشعرية «هولاكو»، خلال أربع سنوات، وكنت قد كتبت أربع مسرحيات استغرقت فى كتابتهم 16 سنة، وكل مسرحية منهم اصطدمت خلالها بمشكلة بشكل ما أو بآخر.

وأضاف الشاعر فاروق جويدة، أن أحدث دواوينه، باسم «كنت فى يوم إمام العاشقين» الصادر حديثا عن دار الشروق، خصص فيه قصيدة كاملة إلى أطباء مصر، قائلا: «إن كورونا فرضت على عزلة منزلية، وكنت أتابع الأطباء الذين يموتون ولديهم قصص فى غاية الغرابة، فمن الممكن أن يصابوا ورغم ذلك يظلوا يعالجون المرضى ويختلطون بهم، ويفضلون الاستمرار فى عملهم بدلا من الاستقالة والجلوس بالمنزل، فكانت بالنسبة لى نوع من البطولة الصامتة، ومن أهم القصص الملهمة كانت متابعتى طبيب وخطيبته استمروا فى علاج الناس حتى فارقوا الحياة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved