كيف تؤثر قرارات الفصل التي ينفذها ترامب على الخدمات الحكومية؟
آخر تحديث: الأحد 16 فبراير 2025 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن قرارات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بفصل آلاف الموظفين الفيدراليين قد تؤدي إلى تأثير سريع وحاد على الخدمات العامة في الولايات المتحدة.
وأشار موظفون حكوميون، إلى أن هذه القرارات ستجعل من الصعب على المحاربين القدامى الحصول على الرعاية الصحية النفسية، كما أنها ستؤثر على توفير خدمات الكهرباء لبعض المناطق الريفية، حيث يكافح الموظفون المتبقون لتغطية النقص الناتج عن زملائهم المفصولين.
ووفقًا لتحليل أجرته الصحيفة، فإن أكثر من 14.000 موظف فيدرالي تم فصلهم خلال أيام قليلة، مما أثار حالة من الفوضى المهنية والشخصية بين العاملين في القطاعات الحكومية.
استهدفت عمليات الفصل بشكل أساسي الموظفين الذين كانوا في فترة اختبار أو تجربة ولم تتجاوز مدة توظيفهم عامًا أو عامين، مما يعني أنهم يفتقرون إلى الحماية القانونية من الفصل، وفي حين أن البعض يحاول الطعن على قرارات الفصل قانونيًا أو السعي للعودة إلى وظائفهم، إلا أن آثار هذه القرارات بدأت بالفعل بالظهور في عدة مجالات.
-تأثير مباشر على الخدمات العامة
أثرت هذه القرارات على مجموعة واسعة من الخدمات العامة، مثل دعم المجتمعات الريفية الفقيرة، وتحصيل فواتير الكهرباء، وتقديم خدمات إدارة الغابات في المناطق النائية.
على سبيل المثال، أُجبر مكتب تابع لخدمة الغابات في بلدة صغيرة بولاية وايومنغ على الإغلاق بعد فصل جميع موظفيه تقريبًا، مما أدى إلى توقف تقديم تصاريح لقطع الأخشاب وأذونات لزراعة الأشجار وخدمات أخرى ضرورية للسكان المحليين.
كما تضررت وزارة شئون المحاربين القدامى بشكل كبير، حيث تم فصل أكثر من 1.000 موظف في يوم واحد، مما يعرض الخدمات الصحية والنفسية المقدمة للمحاربين القدامى للخطر.
أما وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، فقد شهدت تخفيضًا بنسبة 80% في عدد موظفي مكتب تكافؤ الإسكان والفرص، وهو المكتب المسئول عن ضمان عدم تعرض الأمريكيين للتمييز عند السعي للحصول على مسكن.
-تأثيرات إنسانية واقتصادية
على الصعيد الإنساني، يواجه الموظفون الذين تم فصلهم تحديات كبيرة في حياتهم اليومية، مثل عدم قدرتهم على دفع الإيجار أو تكاليف تعليم أطفالهم، وأعرب العديد من الموظفين عن شعورهم بالخذلان بعد أن فقدوا وظائفهم التي كانوا يعتزون بها كمصدر رزق واستقرار وظيفي، أحد الموظفين المفصولين من وزارة الطاقة قال: "كل ما أردته هو خدمة عامة، والآن يتم سلب هذا الحلم مني".
-انتقادات واسعة وقلق من المستقبل
واجهت هذه القرارات انتقادات واسعة من قبل الديمقراطيين والمدافعين عن البيئة، حيث حذروا من أن تقليص عدد الموظفين سيؤدي إلى تراجع كبير في الخدمات العامة، بما في ذلك حماية البيئة ومواجهة الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات، وأكد موظفو المتنزهات الوطنية أن فصل الموظفين سيؤدي إلى نقص في العمالة خلال موسم الصيف، مما يعرض حياة الزوار للخطر.
-رد الإدارة
وفي الوقت الذي دافع فيه البيت الأبيض عن هذه القرارات باعتبارها جزءًا من جهود الرئيس لجعل الحكومة أكثر كفاءة، شكك العديد من الخبراء في فعالية هذه الإجراءات، وأشار النقاد إلى أن تقليص عدد الموظفين بهذه الطريقة المفاجئة سيؤدي إلى خسائر أكبر على المدى الطويل، حيث ستتعطل الخدمات الحيوية، مما يهدد حياة المواطنين ويزيد من التكاليف لإصلاح النظام لاحقًا.