اختبار معلمى ينذر ببدايات أمراض تصلب الشرايين

آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 4:07 م بتوقيت القاهرة

تعد مستويات السكر والكولستيرول بأنواعه والدهون الثلاثية مؤشرات يمكن الاعتماد عليها فى التنبؤ بمستقبل شرايين القلب التاجية وشرايين المخ، الأمر الذى يهدد بتصلب تلك الشرايين وما يتبعه من أخطار جلطة القلب أو السكتة الدماغية. كلما تعددت الخبرات واتضحت الرؤية استطاع العلم تحديد كيف يبدأ هذا التفاعل وما الذى يساعد على استمراره حتى ينتهى الأمر بانسداد تلك الشرايين الحيوية المهمة وحدوث الجلطة.


البدايات المبكرة تبدأ بالتهاب ما فى تلك الشرايين يبدو فى تلك البقعة من بطانة الشريان كالجرح الذى تتوقف عنده الخلايا الميتة وذرات الكالسيوم والكولستيرول الدهون والصفائح الدموية إلى أن تكتمل الجلطة بعد أن يتسبب تكوينها بهذا الشكل فى انسداد نسبى للشريان يتزايد حتى يسده تماما.
الالتهاب هو العرض المبكر للغاية فى تكوين الجلطة فهل هناك من الاختبارات المعملية ما يمكن أن يدل عليه لتحقيق الوقاية فى البدايات وقبل أن يصبح للكولستيرول والدهون اليد العليا؟
من الثابت علميا أن هناك أحد البروتينات التى ينتجها الكبد فى مواجهة حدوث عدوى تتضرر منها أنسجة الجسم المختلفة وينشأ عنها التهاب فيها يسمى بروتين سى وباكتف C Reactive Protein. مرض ارتفاع نسبة هذا البروتين تعلن عن أمراض عديدة تبدأ بالتهاب الأنسجة مثل الحمى الروماتيزمية والروماتويد والذئبة الحمراء وغيرها من مجموعة أمراض المناعة الذاتية. وهو اختبار معروف ويجرى دائما مع مجموعة أخرى من اختبارات الدم للتأكد من التشخيص.


نبهت تلك الآلية مجموعة بحث من جامعة هارفارد كلية الطب فكان أن طوروا ذلك الاختبار لآخر أكثر حساسية أطلقوا عليه اسما من وصفه (Hig Sensevity C Reactive Protein) أو hs CRP.
يقدر الباحثون النسبة الطبيعية لوجود هذا البروتين فى الدم بنسبة لا تتجاوز ميلجرام/ لتر إذا زادت إلى ١ـ٣ ميلجرام/ لتر، حملت نذر خطر متوسط القيمة، أما إذا تجاوزت ٣ مليجرام/ لتر من الدم فإنها تشير إلى التهاب فى الشرايين، الأمر الذى يمكن اعتباره أحد عوامل الخطر التى تسبق إصابة الشرايين بالتصلب، وبالتالى احتمالات حدوث الجلطة فى القلب أو السكتة الدماغية.


هو بالفعل اختبار حساس لكن يجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن أهميته تتضح فى حالة غياب أى مرض آخر فى الأنسجة والشرايين، فهو بلا شك يشكل قراءات عالية فى وجود الأمراض بالفعل. ارتفاع نسبة هذا البروتين فى غياب أمراض معروفة وعوامل خطر أخرى موجودة يشير إلى وجود احتمال التهاب فى الشرايين الذى يعد بداية لأمراض تصلبها. الوقاية المبكرة تبدأ باستعمال الإسبرين ومركبات الستاتين إلى جانب ضرورة مراجعة القياسات الأخرى للجلوكوز، والكولستيرول والدهون الثلاثية وخفضها للمعدلات الطبيعية مع الاهتمام بالرياضة والامتناع عن التدخين والتأكيد على نوعية غذاء سكان البحر الأبيض المتوسط التى يكثر فيه الفواكه والخضراوات والأسماك والمكسرات خاصة الجوز ومنتجات الألبان وزيت الزيتون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved