قبل أن يفعلها.. إرهابي نيوزيلندا زار مواقع المعارك الإسلامية الصليبية في أوروبا

آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 10:18 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

دون أن يدري أحد، أخد إرهابي نيوزيلندا، الاسترالي المتطرف برينتون، تارانت يجوب دول أوروبا منذ عدة سنوات، في سلسة زيارات للمواقع التاريخية التي شهدت قيام الحروب الإسلامية بين الصليبيين والمسلمين، وكان دافعه وراء ذلك كره الدفين للمهاجرين الى نيوزلندا ممن كان أغلبهم مسلمين.

وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إن المشتبه به كان يحمل رخصة سلاح من الفئة "A"؛ ما مكنه من الحصول على أسلحة شبه آلية من الناحية القانونية، مشيرة الى أن قوانين الأسلحة في البلاد ستتغير في أعقاب الهجوم.

وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" السبت، أن تارانت كان يتدرب على إطلاق النار في نادي البندقية في نيوزلاندا مستخدما بندقية نصف آلية "AR-15"، وهو نفس نوع البندقية التي استخدمها خلال تنفيذ مذبحته بحق نحو 50 مسلما، خلال أدائهم صلاة الجمعة، ظهر أمس، داخل مسجدين في مدينة مدينة كرايستشيرش، الواقة جنوب نيوزيلندا.

وبحسب موقع "evening standard" البريطاني، بدأ برينتون سفرياته إلى دول أوروبا منذ عام 2011، فزار تركيا وبلغاريا للتحقيق في المعارك التاريخية التي دارت بين المسلمين والمسيحيين، وركز في زيارته على دول البلقان، وكان شديد الإهتمام بالمعارك التي دارت بين جيوش الدولة العثمانية والصليبيين.

تجول في بلغاريا
بحسب "nbc" الأمريكية، صرح النائب العام البلغاري تساتساروف، يوم الجمعة، أن تارانت زار بلغاريا في العام الماضي 2018، في الفترة من 9 نوفمبر إلى 15 من نفس الشهر، قائلا "تارانت كان مهتما بشكل أساسي بالمعارك التي دارت بين المسيحيين والجيش العثماني وأخذ يتجول في البلاد في العام الماضي".

وأضاف تساتساروف إن الإرهابي تجول في بلغاريا مستأجرا سيارة، وأجرى جولات في أكثر من 10 مدن، كما زار مواقع تاريخية، ومواقع المعارك القديمة بين المسيحيين والجيش العثماني، مشيرا الى أنه تم إجراء تحقيق للتحقق من ما إذا كان لدى تارانت اتصالات مع المواطنين المحليين أم لا، في الوقت الذي صرحت فيه وزارة الداخلية أن بلغاريا تنسق مع فرق مكافحة الإرهاب من مختلف الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

زيارات متعددة لتركيا
أفاد موقع "evening standard" البريطاني عن تصريحات مسؤولين في أنقرة إنهم يحققون مع الإرهابي تارانت لمعرفة المزيد عن الفترات المتعددة التي زار فيها تركيا منذ أن دخلها في 2016، ومن الذين التقى بهم، موضحين أنه مكث لفترة طويلة في البلاد.

وتقول الصحيفة إن تارانت أطلق على نفسه أسماءا تتبع شخصيات عسكرية، وأوروبيون قاتلوا العثمانيين في القرنين 15 و16، وهم الذين خط أسمائهم على أسلحته التي كان يحملها خلال إرتكابه الحادث البشع.

زيارة الى باكستان
بحسب صحيفة "THE NEWS INTERNATIONAL" الباكستانية، تداول رواد موقع التواصل الإجتماعي تويتر، صورة لتأشيرة سياحة أجنبية تحمل إسم تارانت، بينت زيارته لدولة باكستان في 17 اكتوبر من العام الماضي 2018.

دلائل على التطرف
حملت أسلحة تارانت التي نفذ بها الحادثة المشينة أسماء كتبها بخط يده هي لقادة أوروبيين قادوا معارك ضد المسلمين، كما نقش تواريخ بعض تلك المعارك، كان منها معركة "تولوز" التي دارت بين جيش الخلافة الأموية في عام 721 بقيادة السمح بن مالك الخولاني، وقوات دوق أقطانية بقيادة أودو دوق أقطانيا، وانتهت بهزيمة الأمويين ومقتل قائد المسلمين، أما تاريخ 732 فكان يتبع معركة "بلاط الشهداء" التي دارت بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي وقوات الفرنجة بقيادة شارل مارتل، وانتهت بهزيمة المسلميين، وأيضا "حصار بلغراد"، الذي جرى بين الإمبراطورية الرومانية ودولة الخلافة العثمانية في عام 1688، ومعركة "ليبانت البحرية"، التي انتصر فيها التحالف الصليبي على أسطول دولة الخلافة العثمانية في عام 1571.

وكانت ضمن أسماء قادة الحروب الصليبية التي نقشها الإرهابي تارانت على أسلحته، سكاندر بيرج، الذي قاد حركة التمرد ضد الدولة العثمانية بعد ان ارتد عن الإسلام إلى النصرانية وأصبح قائد الحركة الوطنية الألبانية، وتشارليز مارتل، قائد الصليبيين في معركة "بلاط الشهداء" السابق ذكرها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved