على رأي المثل (6).. الطبع غلب التطبع

آخر تحديث: السبت 16 مارس 2024 - 4:09 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بينما تعد الأمثال الشعبية ترمومتر الثقافة في كل دولة، يشتهر الشعب المصري بأمثال شعبية وأقوال قد تبدو غير مفهومة للوهلة الأولى، ولكن إذا تعمقت في الكلام فستجد أن مضمونها يحمل دلالات ومعان عميقة.

فالمثل الشعبي هو قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلفت اللهجات، إلا أن المعنى والمغزى من المثل الشعبي يبقى واحدا تردده الألسن، إذ لا يخلو هذا المثل من بلاغة التشبيه والإيجاز والاستعارات والكلام المسجع، للوصول إلى المقصود من دون قصور.

في سلسلة "على رأي المثل" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات للأمثال الشعبية المصرية والعربية استنادا لكتاب "قصص الأمثال" للكاتب المصري سيد خالد.

• الطبع غلب التطبع

يُحكى عن أحد الملوك في قديم الزمان، كان يسأل دائمًا، هل الطبع يغلب التطبع أم العكس، وكان له وزير حكيم، يؤكد له دائما، أن الطبع يغلب التطبع، ولكن في قرارة نفس الملك كان يتمنى وجود شخص يثبت له العكس.

فأعلن الملك في البلاد، وسار المنادي بين العباد، يعلن أنه إن وجد شخص يثبت للملك بالدليل، أن التطبع يغلب الطبع، سيمنحه الملك مكافأة مجزية وكبيرة.

وفي أحد الأيام تقدم رجل للملك، وقال له إن لديه الدليل على أن التطبع يغلب الطبع، والدليل أن لديه مجموعة من القطط، تقف على قدميها، وهي تحمل الشموع، عندما يمر الملك من أمامها، وهذا أكبر دليل على أن التطبع يغلب الطبع، فأمر الملك الرجل، بإحضار القطط في اليوم التالي، ووعده بالجائزة.

وفي اليوم التالي، وأثناء مرور الملك، كانت القطط موجودة، وهي على الحالة التي وصفها الرجل، فقال الملك لوزيره هل رأيت أن التطبع يغلب الطبع؟! فتقدم الوزير من أحد الخدم من حاشية الملك، وأمره أن يجمع عددا من الفئران، ويطلقها أثناء مرور الملك في اليوم التالي، وفي اليوم التالي، بينما يمر الملك من أمام تلك القطط الحاملة للشموع، إذ بالفئران تنطلق، فلما رأتها القطط، ألقت بالشموع، وعادت تجري وراء الفئران، وتطاردها، نظر الوزير للملك، وقاله له ما رأيك يا جلالة الملك، فيما ترى الآن؟

فأجابه الملك وهو حزين: نعم، الطبع غلب التطبع، وتلك الإجابة أصبحت مثلا، يتم تداوله بين الناس حتى وقتنا الحالي، في المواقف الذي يظهر فيها أي إنسان مخادع على حقيقته.

اقرأ أيضا
على رأي المثل (5).. من شابه أباه فما ظلم

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved