متحف التحرير يعرض لزائريه كيفية تقديم المصري القديم الطعام كقربان
آخر تحديث: الأحد 16 مارس 2025 - 11:33 ص بتوقيت القاهرة
إسلام عبد المعبود
سلط المتحف المصري بالتحرير، الضوء على كيفية كان يقدم المصري القديم القرابيين كطقوس مقدسة للتواصل مع الآلهة، كجزء أساسي من الطقوس الدينية قديمًا، حيث شكلت وسيلة للتقرب إلى الآلهة وكسب رضاها، مما يضمن الحماية والازدهار للأفراد والمجتمع.
وبحسب المتحف، كانت تقدم هذه القرابين في المعابد والمقاصير المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، إيمانًا بأن الحفاظ على هذا التقليد يعزز الانسجام بين البشر والآلهة، وتضمنت القرابين أنواعًا مختلفة من الأطعمة والمشروبات، إلى جانب مواد ثمينة ذات دلالات رمزية عميقة.
وكان الخبز والبيرة، وهما من العناصر الأساسية في النظام الغذائي المصري القديم، من أكثر القرابين شيوعًا، حيث يرمزان إلى القوت والرخاء.
وشملت القرابين الفواكه والخضروات واللحوم، التي تمثل وفرة الأرض وخيراتها، بالإضافة إلى البخور والعطور والمجوهرات والتماثيل المقدسة.
ووثقت النقوش المنحوتة على جدران المعابد والمقابر بدقة أنواع وكميات الأطعمة المقدمة، والتي تضمنت الخبز بأنواعه المختلفة، والبيرة، ولحوم الأبقار والطيور، فضلًا عن الفواكه والخضروات والعسل والحليب والنبيذ والماء والملح.
وأشار بيان المتحف، إلى أن المصريون القدماء اعتقدوا أن هذه القرابين تضمن تزويد المتوفى بالغذاء في الحياة الآخرة، كما كانوا يحتاجون إليه في حياتهم الدنيوية.
ويستضيف المتحف المصري بالقاهرة معرضًا أثريًا مؤقتًا تحت عنوان "طعام المصري القديم ما بين الموت والحياة والعبادة"، في قاعة 43 بالطابق العلوي، لمدة ثلاثة أشهر.
ومن أبرز معروضات المعرض للزائرين داخل قاعات العرض، "صينية القرابين"، التي تضم نماذج مختلفة من الأطعمة التي كانت تقدم في الطقوس الدينية، وهي قطعة أثرية نادرة من عصر الدولة الوسطى، عُثر عليها في مقبرة "سيبي الأول" بدير البرشا خلال حفريات عالم الآثار ج. دارسي عام 1897.
كما يقدم المتحف تجربة استثنائية لأول مرة، من خلال عرض مجموعة حديثة من أنواع الخبز المصري القديم، تم إنتاجها بالاعتماد على المصادر الأثرية، مثل نقوش جدران المعابد والمقابر التي توثق تفاصيل الحياة اليومية والطقوس الدينية للمصريين القدماء.
يمثل هذا المعرض فرصة فريدة للتعرف على تفاصيل دقيقة عن الممارسات الغذائية والطقوس الدينية في مصر القديمة، وكيف شكلت القرابين جزءًا جوهريًا من معتقدات المصري القديم وسعيه للحفاظ على التوازن الروحي بين عالم الأحياء وعالم الآخرة.