مندوب مصر بالأمم المتحدة يلقي بيان الأزهر في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا
آخر تحديث: الأحد 16 مارس 2025 - 1:45 م بتوقيت القاهرة
هايدي صبري
ألقي السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة بنيويورك بياناً، نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وذلك أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وأكد بيان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن عقد الاجتماع جاء تتويجاً لجهود مشكورة، تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدي الأمم المتحدة، لمواجهة هذه الظاهرة اللامعقولة واللامنطقية، والتي باتت تمثل تهديداً حقيقياً للسلم العالمي.
وأعرب عن التقدير للمواقف النزيهة والشجاعة لأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ولكلماته التي تحدث فيها عن الإسلام حديثاً منصفاً ينم عن معرفة حقيقية بهذا الدين وبتعاليمه السمحة التي تقف في مواجهة هذه الظاهرة، وتقطع الطريق على فلسفة الانجرار خلف الأحكام الجاهزة، والخضوع المهين للصور النمطية التي يحاول البعض الصاقها بالإسلام، والتي غالباً ما توظف بشكل شعبوى من قبل بعض جماعات اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
وأضاف البيان أن ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام ما هي إلا نتاجاً لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك في كذبه هي الأكبر في التاريخ المعاصر استناداً لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام.
وأشار بيان فضيلة الإمام الأكبر إلي ضرورة توحيد الصفوف لبناء جسور التفاهم علي أنقاض الجهل والغطرسة والكراهية، وأن الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد اليوم ترفاً، بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم، منوهاً إلي إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبو ظبي عام ٢٠١٩، وإلي ضرورة مكافحة خطاب الكراهية الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وإعلاء مفاهيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وإصدار تشريعات ملزمة، وإطلاق حملات توعوية تزرع بذور التسامح، وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل مما يتيح التعاون علي صناعة خطاب قادر علي إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.
وسلط البيان الضوء علي إنشاء مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف لتوضيح مفاهيم الدين الصحيحة للمسلمين ولغير المسلمين في شتي بقاع العالم، وأيضاً لمواجهة الفكر المتطرف، وجماعات الإرهاب وحركات العنف، ورصد أعمال العنف ضد المسلمين، كما طالب البيان بوضع تعريف دولي لظاهرة الاسلاموفوبيا وإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين، واستحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلي مكافحة الإسلاموفوبيا.