انقراض طقوس أربعة أيوب من شواطئ شمال سيناء.. ما هي وما علاقتها بالنبي أيوب؟
آخر تحديث: الأربعاء 16 أبريل 2025 - 12:54 م بتوقيت القاهرة
مصطفى سنجر
تناقصت أعداد المشاركين في طقوس "أربعة أيوب" على شواطئ محافظة شمال سيناء إلى درجة الانقراض، ولم تسجل الشواطئ نهاية نهار الثلاثاء، حضورا لافتا عدا شخصا مسنا وحيدا.
ويعتبر طقس "أربعة أيوب" الذي يتم إحياؤه نهاية نهار الثلاثاء الذي يسبق يوم شم النسيم مع غروب الشمس طقسا متوارثا، حيث يتوافد الأهالي إلى الشواطئ قبل الغروب، وعندما تكون الشمس على مشارف المغيب ينزل الأهالي إلى البحر ويضعون أقدامهم في المياه ويدعون الله أن يمن عليهم كل بحاجته، خاصة السيدات اللاتي يرغبن في الإنجاب والمرضى والفتيات اللاتي يرغبن في الزواج أو الشفاء.
ويبرر البعض اختفاء المحتفلين بيوم أربعة أيوب، لاعتبارات دينية وعدم وجود مرجعية صحيحة لهذا الطقس، كما أن هناك أجيالا جديدة واختلاف ثقافات تسببت في انقراض الطقوس التي اعتاد عليها الأشخاص الأكبر سنا.
وفي منطقة الإيايبة بشاطئ العريش والتي كان يرتكز فيها حضور المشاركين في الطقوس خلال السنوات الماضية، ويبلغ طولها حوالي 2 كيلو متر، لم ترصد "الشروق" تواجد مواطنين عدا بعض الشبان والفتيات ممن يلتقطون صورا لا علاقة لها بالطقوس، كما بين بعضهم عدم معرفته نهائيا بهذا اليوم، إلا أن شخصا وحيدا شارف عمره على الـ70 عاما، خلع ملابسه مع اللحظات الأخيرة لغروب الشمس ودخل إلى البحر للاستحمام.
حاورت "الشروق" الرجل المسن، حول سبب وجوده بعد أن خرج وارتدى ملابسه، فقال إنه جاء اليوم عندما تذكر أنه يوم "أربعة أيوب"، مضيفا أنه دعا الله بالشفاء، مؤكدا أنه لا يحمل أية معتقدات خاصة بالبحر، ولكن "ادعو الله فقط ولا أدعو أيوب أو البحر"، وفقا لقوله.
وأضاف: "من 40 عاما لم تكن لتجد موطئ قدم هنا، حيث كان الرجال والنساء يأتون كل يطلب حاجته من الله، ولكن الأجيال اختلفت الآن"، منوها بأن البعض كان يأتي بالذبائح وينحرها أمام البحر لغرض تحقيق أمنيته ولكن هذا الطقس انقرض تماما.
وواصل حديثه قائلا: "يعتقد بعض الأهالي أن النبي أيوب، عليه السلام، عندما أصيب بمرض عضال استمر لسنوات طوال هبط إلى البحر في شاطئ العريش ووضع قدميه في الماء ودعا الله أن يشفيه فاستجاب الله دعوته"، على حد قوله.
ورواية أربعة أيوب، المتوارثة لم يؤكدها أي مرجع تاريخي أو ديني، وتمارس نفس هذه الطقوس في شواطئ فلسطين ولبنان وسوريا، وكل بعتقد أن النبي "أيوب" نزل البحر أمام شواطئهم طلبا للشفاء.