في ذكرى النكبة.. ما دلالة مفتاح العودة في التراث الفلسطيني؟
آخر تحديث: الخميس 16 مايو 2024 - 10:59 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
مع حلول ذكرى النكبة الـ 76، تُحيي العائلات الفلسطينية هذه المناسبة بمفاتيح العودة، التي ورثوها عن أجدادهم الذين هجروا من ديارهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في هذا التقرير، تعطي "الشروق" لمحة عن دلالة مفتاح العودة في أدبيات الفلسطينيين.
يحمل المفتاح دلالة رمزية قوية لدى الفلسطينيين، خاصة في ذكرى النكبة، والتي تشير إلى الحدث التاريخي في عام 1948 حين هُجر مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم بالتزامن مع تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويرمز المفتاح إلى حق العودة والأمل في العودة إلى الديار التي تركها اللاجئون الفلسطينيون وأجيالهم.
كثير من العائلات الفلسطينية حافظت على مفاتيح منازلها التي تركتها وراءها في عام 1948 كتعبير عن إصرارها على حقها في العودة.
وهذه المفاتيح غالبًا ما تُورَث من جيل إلى جيل كرمز للتعلق بالأرض والهوية، حيث يحمل الفلسطينيون في ذكرى النكبة، هذه المفاتيح في مسيرات وفعاليات تذكارية لإحياء ذكرى الأحداث التي أدت إلى تهجيرهم وللتأكيد على استمرارية طلبهم لحق العودة.
يحكي كتاب "رمزية مفاتيح العودة"، الصادر عن المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة للاجئين قصصًا لأهمية مفتاح العودة عند الفلسطينيين، من بينها قصة السيدة أم حلمي الستيتي، التي تجاوزت العقد الثامن.
ربت أم حلمي أبناءها وأحفادها على التمسك بحق العودة، إذ تواصل الحفاظ على مفاتيح منزل عائلتها في قرية "المنسي" التي شُردت منها بفعل النكبة.
وزينت جدران منزلها بثلاث مفاتيح قديمة، تقول إنها مفاتيح منزلها في "المنسي"، وتروي كيف وزعتها في أرجاء المنزل لتبعث الذكرى في نفوس أبنائها وأحفادها، لتبقيهم على تواصل دائم مع حقهم في العودة، وتضيف أنها حافظت على المفاتيح طوال ستين عامًا ولم تتخلى عنها، وستسلمها لأبنائها وأحفادها لتبقى "المنسي" روح الحياة التي يتنفسونها صباحاً ومساءً.
لذلك، شغل مفتاح العودة مساحة كبيرة من الفن الفلسطيني، على سبيل المثال فن الكاريكتير.
فبحسب كتاب "رمزية مفاتيح العودة"،حمل الفنانون الفلسطينيون الريشة، وزينوا بـ "مفاتيح العودة" لوحات امتلأت بتجاعيد الصمود وشيب الشموخ في مناطق الشتات الفلسطيني.
إذ عقدت العديد من المعارض التي صورت المعاناة الفلسطينية والتمسك بحق العودة في لوحات. وتميزت هذه اللوحات بغلبة الأحمر والأخضر والأسود، وحضور أيقونات النضال الفلسطيني من مقالع وحجارة ومفاتيح للبيوت التي غادرها أصحابها قسرًا إبان نكبة عام 1948.
وفي الشعر العربي، قصيدة الشاعرة الفلسطينية "عائشة عبد الرحمن يونس"، المولودة في مخيم النصيرات بغزة عام 1985م، بعنوان: "جدتي تروي الحكاية"، فتقول:
سيرحل يا ابنتي عمري،
خذي هذا بيمناك،
خذي المفتاح وانتظري،
غدًا سنعود بالحنين يا وطني،
غدًا سنعود يا وطني.
وفي السينما، كانت هناك العديد من الأفلام منها، فيلم "مفاتيح" هو وثائقي يتتبع حكايات اللاجئين داخل الخط الأخضر الذين هُجروا قسرًا من ديارهم في العام 1948م، ومنعوا من العودة إليها رغم أن بعضهم يعيش على بعد مئات الأمتار منها. هؤلاء اللاجئون لا يزالون يحتفظون حتى اليوم بمفاتيح بيوتهم على أمل العودة إليها، على الرغم من أن المفاتيح القديمة لن تجد أبوابًا تفتحها.