في حوارها المثير للجدل مع بي بي سي.. الأميرة ديانا: العائلة الملكية اتهمتني بإهدار الطعام بسبب مرضي السري
آخر تحديث: الإثنين 16 أغسطس 2021 - 1:34 م بتوقيت القاهرة
ياسمين سعد
الأميرة ديانا: كنت أتناول الطعام 4 أو 5 مرات.. ولم أطلب المساعدة من أفراد العائلة الملكية
أعلنت شبكة بي بي سي، أمس الأحد، نيتها في تحويل اعتذارها للعائلة المالكة عن الحوار التي وصفته الشبكة بالمخادع، والذي أجراه إعلامي الشبكة، مارتن بشير، مع الأميرة الراحلة ديانا، في عام 1995م، إلى اعتذار عملي وذلك من خلال دفع ما يقرب من 1.5 مليون جنيه إسترليني لصالح إحدى الجمعيات الخيرية التي تختارتها العائلة المالكة بنفسها.
تشمل خطوة التبرع غير المسبوق لشبكة بي بي سي، المبلغ الذي حققته الشركة من بيع الحقوق العالمية لبث مقابلة البشير مع الأميرة ديانا بجانب التعويضات.
جاء هذا القرار بعد أن وجد التحقيق الذي أجراه اللورد دايسون في مايو الماضي، أن البشير قد كذب للحصول على مقابلة عام 1995م مع الأميرة ديانا، مستخدماً أساليب مخادعة تم تغطيتها لاحقًا بتحقيق داخلي غير فعال بشكل يرثى له، أجراه توني هول، الذي أصبح فيما بعد المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، هذا بحسب ما نشر في جريدة الدايلي ميل.
وجد التحقيق أن بشير أعطى كشوفا لحسابات مصرفية مزورة إلى تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا، الأمر الذي خدعه ودفعه لترتيب لقاء إعلامي مع الأميرة ديانا لصالح شبكة بي بي سي.
وسبق أن أفاد مراسل شبكة سي إن إن، ماكس فوستر، أن بشير استخدم وثائق مزورة تشير إلى أن موظفي القصر كانوا يعملون ضد الأميرة ديانا ويتقاضون رواتب للتجسس عليها، واعترف مات ويسلر، مصمم جرافيك سابق بشبكة بي بي سي، إنه عمل على تصميم بيانات مصرفية كاذبة بعد أن تواصل معه بشير، لكي يقدمها لشقيق ديانا ويقنعه بأن يجعل شقيقته تتحدث معه.
وقد هزت المقابلة التي أجريت في عام 1995م الحياة العامة البريطانية، وصُدم قصر باكنغهام بالمقابلة بسبب تعليقات ديانا التي ألقت ضوءاً نادراً على ما يحدث داخل العائلة المالكة وقتها، وكان هذا اللقاء بمثابة النهاية للأميرة ديانا، فحياتها انهارت تماما بعده، حيث انفصلت عن الأمير تشارلز رسميا عام 1996م، وتوفيت في العام الذي يليه في حادث سيارة في باريس، فما هو الذي قالته ديانا خلال هذا اللقاء المدوي حتى يكون البداية لنهاية حياتها؟
فيما يلي نعرض نصا ما قالته الأميرة ديانا خلال المقابلة، من خلال فيديو المقابلة الموجود على منصة اليوتيوب.
تحدثت ديانا خلال لقاءها مع مارتن بشير عن سبب إصابتها بمرض البوليميا موضحة أن العائلة المالكة بأكملها تعاملها وكأنها الفتاة التي تبلغ من العمر 18 عاما فقط، وقام ابنهم بخطبتها، فلم يعطها أحد أي تقدير لأنها نضجت عبر السنين، ولكنها أكدت أنها تثق في أنها تغيرت ونضجت، لأنه كان لابد لها من أن تفعل ذلك، ولكنها كانت تجد دائما أنه لا أحد يثني عليها أو يعطيها أي إشادة على أي شيء جيد فعلته، ولكنها تجد العائلة المالكة بأكملها أمامها عندما تخطيء، مشيرة إلى أن الجميع كان يلومها وينتقدها، ولهذا كانت تبكي كثيرا وتميل إلى الهروب وتناول الطعام، وأصيبت بمرض البوليميا، لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة.
مرض البوليميا، يدعى مرض النهام العصبي، وهو أحد اضطرابات الأكل التي تشكل خطرا على الحياة، ويتميز هذا الاضطراب بحالات متكررة من النهم غير المراقب، والتي يقدم فيها المصاب بعد ذلك على التسبب الذاتي بالتقيؤ، وذلك من أجل منع ارتفاع الوزن، حيث يكون لدى المصاب تخوف دائم من ارتفاع وزنه ويميل إلى التظاهر بعدم الاقتناع بجسمه ومظهره الخارجي.
كشفت الأميرة ديانا أن البوليميا كان بمثابة مرضها السري، وكان يجعلها تشعر بفقدان الثقة بنفسها وبمظهرها، كما أنها كانت تشعر بأنها لا تستحق أي شيء، وأنها ليس لديها قيمة عند من حولها.
وصفت ديانا الحالة التي كانت تمر بها عند إصابتها بالبوليميا، موضحة أنها كانت تتناول الطعام أربع أو خمس مرات في اليوم، حتى تمتلئ معدتها، ووقتها كانت تشعر بأن هذا الطعام يحتضنها، وأنه يقدم لها نوعا من أنواع الراحة، ولكن هذا الشعور كان مؤقتا، حيث سرعان ما كانت تشعر بالاشمئزاز مما فعلته، وتقوم بتقيؤ كل شيء قامت بتناوله.
تقول ديانا، "كنت أتناول الطعام بشراهة عندما كنت أشعر بأنني أريد تهدئة نفسي، فوظيفتي هي التعامل مع الناس مباشرة، ومواساة أشخاص مات لهم أعزاء، مواجهة مواقف صعبة وكارثية، ومقابلة أزواج لديهم مشكلات في زواجهم، فبعد تأدية واجبي، كنت أعود إلى المنزل وأشعر بأنني خاوية، أريد مواساة نفسي كما واسيت الجميع، ولا أجد أحد بجانبي ليقوم بمواساتي، ويسأل كيف حالي، فلا أجد أي شيء يقوم بتهدئتي سوى تناول الطعام، فكنت أذهب إلى الثلاجة وأتناول كل ما أستطيع تناوله، كنت بذلك أصرخ لطلب المساعدة ولكن لم يهتم أحد".
نفت ديانا علم العائلة المالكة بمرضها، مؤكدة أنه كان سرا بينها وبين زوجها، لأنهما كانا يريدان الحفاظ على صورتهما المثالية أمام الناس والإعلام، ولكن زاد ذلك من معدلات القلق لديها، ومن ثم زادت المشكلات بينها وبين زوجها.
أوضحت ديانا أنها لم تطلب المساعدة من العائلة المالكة لمساعدتها للتخلص من مرض البوليميا، مشيرة إلى أن هذا المرض كان يجعلها تشعر بالخزي، وبأنها تكره نفسها، كما أنهم كانوا يعاملونها على أنها شخص يقوم بإهدار الطعام، مؤكدة أن أكثر من شخص قال لها، "بالتأكيد سوف تهدرين هذا الطعام، مثلما تفعلين كل مرة".
تقول ديانا أن حديثهم كان يشعرها بالضغط عليها بشكل أكبر مما تشعر به، لأنهم يحاسبونها على إهدار الطعام، وهي بالفعل مضطرة لأن تهدره، لأنه عزائها الوحيد، مشيرة إلى أنها لم تكن لتتناقش معهم بخصوص أي شيء بشأن هذا المرض، خاصة وأن وزنها ظل كما هو، ولذلك كان من السهل أن تتظاهر بأنها بخير.
وعن رد فعل العائلة المالكة بعد علمها بإصابتها بمرض البوليميا قالت ديانا، "جعلت العائلة من مرض البوليميا الشماعة التي علقت عليها كل شيء خطأ في زواجي، فقالوا أن ديانا تعاني من البوليميا وهي غير مستقرة نفسيا، ولكن كان هذا المرض بالنسبة لي بمثابة المهرب من كل ذلك، وقد ساعدني في ذلك الوقت من الهروب من مشكلات زواجي بالفعل".